علي عكس كل من سبقوه لم يخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي من رحم حزب أو تيار سياسي معين، ورأي البعض أنه من الضروري إنشاء حزب سياسي له يكون سنداً ودعماً شعبيا لقراراته وتحركاته، مثلما فعل عبدالناصر من خلال الاتحاد الاشتراكي، والسادات من خلال «حزب مصر»، ومبارك من «الحزب الوطني». لم يقتنع الرئيس بالفكرة، وربما أرجأها للوقت المناسب، ولكنه في الوقت نفسه لم ينكر دور الأحزاب في الحياة السياسية، وفي دعم أي نظام للحكم، وخاصة تلك الأحزاب القوية التي تنطلق من برامج هادفة ومختلفة وتضيف جديداً للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومنذ الأيام الأولي لحكمه أعلن السيسي أنه لا يدعم حزباً ولا تياراً بعينه، ويقف بين جميع القوي والتيارات السياسية المصرية علي مسافة واحدة، وهو ما جعله يزداد احتراماً وتقديراً ليس داخل الأوساط الحزبية فحسب، وإنما لدي جموع الشعب الذي يريد رئيسا لكل المصريين. ومن هذا المنطلق أصبحت علاقة الرئيس بالأحزاب، علاقة تكامل سياسي لبناء مصر الديمقراطية الحديثة، وتحولت معظم الأحزاب إلي ظهير سياسي للرئيس، يقدمون له آراءهم ومقترحاتهم ورؤيتهم في شتي المجالات وهو يدعم مواقفهم ويسعي بل يعمل بكل جد علي استقرار الأحزاب، وحل مشاكلها، وإزالة أسباب ضعفها أو انهيارها، فهو باختصار يؤمن تماما بالتداول السلمي للسلطة.