في النصف الأول من سبتمبر من العام الماضى أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً جمهورياً بإنشاء مجلس استشارى من كبار علماء وخبراء مصر فى الداخل والخارج يتبع رئيس الجمهورية مباشرة ويحمل اسم «المجلس الاستشارى لعلماء مصر» ويضم المجلس فى عضويته حتى الآن 16 عضواً من كبار علماء مصر فى الداخل والخارج من عدة تخصصات فى خطوة منه لمحاولة اشراك خيرة عقول مصر فى نهضة مصر ووقف نزيف هجرة العقول للخارج وأن تشكيل المجلس يهدف إلى استثمار خبرات العلماء المصريين البارزين على مستوى العالم من أجل الخروج من دوائر الركود في كافة المجالات والعبور إلى مستقبل أفضل وهو ما يتفق مع طموحات الرئيس المصري التي تتطلع إلى التوجه إلى سبل غير مسبوقة للدخول إلى منطقة الدول الكبرى على مدار السنوات القادمة.. ورغم مضى حوالى عشرة شهور على تشكيل هذا المجلس الا انه مازال مجرد مجلس تشكل لم يحقق شيئا على أرض الواقع ربما لحداثة عهده.. نرصد هنا ملامح هذا المجلس وبعض طموحاته على لسان أبرز أعضائه. رموز مصر العلمية في قارب واحد التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة بالمجلس الاستشارى لكبار علماء وخبراء مصر عقب تشكيله ويضم المجلس نخبة من العلماء فى مجالات «التعليم العالى والبحث العلمى والتعليم ما قبل الجامعى والمشروعات الكبرى والطاقة والزراعة والجيولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والطب والصحة العامة والصحة النفسية والجيولوجيا والاقتصاد» بحضور الدكتور أحمد زويل والجراح مجدى يعقوب والأساتذة نبيل فؤاد وفيكتور رزق الله والدكتورة ميرفت أبوبكر والمهندسين هانى عازر وهانى النقراشى وإبراهيم سمك ومن رموز المجتمع العلمي هانى الكاتب ومحمد البهى عيسوى وعلى الفرماوى ومحمد غنيم وأحمد عكاشة أشار الرئيس خلال اللقاء إلى أن الحضور يمثلون نواة للمجلس الذى سيضم النخبة المتميزة من علماء وخبراء مصر القادرين على تقديم التصور الاستراتيجى للدولة فى المستقبل فى كل المجالات بما يضمن تكامل هذه المجالات وتوافقها ليخدم كل منها الآخر ويوفر احتياجاته وذلك على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية بما فى ذلك مجالات الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والبحث العلمى والصحة والتعليم وغيرها. إلى جانب هذا التصور والرؤية الاستراتيجية سيكون للمجلس دوره الفعال فى تقديم المشورة الفنية وستتم الاستعانة برأيه فى أفضل السبل لتنفيذ المشروعات القومية التى تنفذها الدولة وبأقل التكاليف وأعلى مستوى من الجودة وذلك على الصعيدين العملى والثقافى كمشروعات تنمية محور قناة السويس وخطة الطرق القومية ومشروعات الإسكان وتصويب الخطاب الدينى والارتقاء بالخطاب الإعلامى وكذلك تحسين جودة التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل وأشار المتحدث باسم الرئاسة إلى أن أعضاء المجلس الذى يضم فى عضويته أيضاً كلاً من الدكتور فاروق الباز والدكتور محمد العريان والدكتور نبيل جريس، أبدوا دعمهم الكامل لمصر معتزمين العمل كل فى مجاله من أجل تحقيق التنمية المنشودة على كل الأصعدة وكذا وقف هجرة العقول المصرية والعمل على نقل التكنولوجيا الحديثة من الخارج إلى مصر بالتوازى مع رعاية البحث العلمى فى مصر والاهتمام بالابتكارات المصرية القابلة للتنفيذ والمُجدية اقتصادياً، مشيرين إلى أنه يمكن أن يكون للمجلس أيضاً دوره فى تقديم المشورة الفنية لقطاعات الاستثمار والإصلاح الضريبى وغيرها من القطاعات الاقتصادية المؤثرة ففى مجال التعليم العالى والبحث العلمى ضم الدكتور أحمد زويل والدكتور نبيل أحمد فؤاد وفيكتور أوغست رزق الله ونبيل فؤاد فانوس جريس. المشروعات الكبري أمل مصر كما ضم المجلس المهندس هانى عازر فى مجال المشروعات الكبرى وكلاً من المهندس هانى النقراشى والمهندس إبراهيم سمك فى مجال الطاقة والدكتور هانى الكاتب فى مجال الزراعة والدكتور فاروق الباز ومحمد البهى فى الجيولوجيا وعلى الفرماوى فى تكنولوجيا المعلومات ومحمد العريان فى الاقتصاد والدكتور محمد غنيم والدكتور مجدى يعقوب فى الطب والصحة العامة والدكتور أحمد عكاشة فى مجال الصحة النفسية والتوافق المجتمعى والدكتورة ميرفت أبوبكر سيد أحمد فى مجال التعليم ما قبل الجامعى. وتنص المادة الثالثة من القرار على أن «يكون العمل بالمجلس تطوعياً وينتخب أعضاؤه منسقاً عاماً من بينهم فى أول اجتماع للمجلس تكون مهمته رئاسة الجلسات وتنسيق الأعمال وتوثيق التكليفات الصادرة إلى المجلس والتوصيات والمقترحات الصادرة عنه على أن يكون الانتخاب بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس الحاضرين». فيما تنص المادة الخامسة على أن «يختص المجلس بتقديم الاستشارات العلمية والفنية لرئيس الجمهورية فى كل المجالات ودراسة ما يقدم إليه من اقتراحات أو أفكار وتحديد مدى ملاءمتها للتنفيذ الفعلى من وجهة النظر العملية وتقديم المقترحات اللازمة للارتقاء بمنظومة التعليم والبحث العلمى وعرضها على الرئيس فضلاً عن اقتراح مخططات المشروعات القومية الكبرى والسياسات المستقبلية لكل قطاعات الدولة على أسس علمية وعرضها على رئيس الجمهورية». وتشمل اختصاصات المجلس أيضاً إطلاع رئيس الجمهورية على أحدث ما وصلت إليه العلوم الحديثة على مستوى العالم فى مجالات البحث العلمى والتطوير التكنولوجى وبحث إمكانية الاستفادة منها على مستوى مؤسسات الدولة بالإضافة إلى تنفيذ ما يصدر إليه من تكليفات من رئيس الجمهورية. العمل بدون مقابل وبحسب تصريحات الدكتور أحمد زويل الصحفية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بجاردن سيتى والذي حضره عدد من اعضاء المجلس الاستشاري الرئاسي بجانب مجموعة من علماء مصر الكبار ومنهم: د. احمد عكاشة – العالم الكبير د. مصطفى السيد – ايمن فريد – رجائى عطية – محمد غنيم – د. نبيل العربى – وائل الفخرانى المدير الاقليمى لجوجل – د. منى ذو الفقار – د. لطفية النادى- عمرو عزت سلامة، أكد «زويل» أن أول تكليف للمجلس الاستشاري الرئاسي هو البحث والتعرف على المشكلات التى تواجهها مصر فى الوقت الحالى ثم بعد ذلك البدء فى إيجاد حلول لها، وينصح دكتور زويل بأن تكون هذه الحلول جديدة وغير تقليدية. وقال د. زويل إن الريئس السيسى يعرف جيدا طبيعة الحال فى مصر مشكلات المواطن. وعن المجلس الاستشارى الرئاسى قال زويل كل من فى هذا المجلس لا يتقاضى اجرا وإنما هى خدمة استشارية يقدمها العلماء لخدمة مصر، مشيرا إلى ان هذه هى اول مرة فى مصر يستعين رئيس بعلماء وخبراء. كما اكد رجائى عطية المحامى على اهمية احترام القانون فى الفترة القادمة لانه هو السبيل لتحقيق ما نريد. وأشار الدكتور أحمد زويل إلى انه مستاء مما وصل إليه الحال فى مصر من انقطاع التيار الكهربي، ومصر لا تغيب عنها الشمس صيفا وشتاء ويرى أن حل مشكلة الطاقة فى مصر بان نستبدل البترول والغاز بمصدر جديد وهو الشمس وهو يعمل الآن فى مدينة زويل على كيفية تحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربية وكيف يمكن تخزينها لانها هى المصدر الوحيد الذى يمكن ان يستوعب الزيادة السكانية فى مصر الذي وصل الى 2.4 مليون نسمة كل عام. قال الدكتور أحمد محمود عكاشة أستاذ الطب النفسى وأحد أعضاء المجلس الاستشارى ان «التعليم والطاقة والمياه» تعد الملفات الأهم التى تم الاتفاق على وضع تصور وأفكار لها فى القريب العاجل، موضحا أن كل عضو من أعضاء المجلس سيضع أفكارا على حدة وسيتم بلورة جميع الأفكار وتقديم ما تم الاتفاق عليه منها فى شكله النهائى خلال الاجتماع مع الرئيس فضلا عن الاهتمام بالعملية الأخلاقية والتى تتعلق بالصحة النفسية وأضاف: «سنعزز قيم الأمل بإحياء الفضيلة والأخلاق للشعب المصرى عن طريق الكلمة وبواسطة وسائل الإعلام المختلفة لأن الكلمة فى كثير من الأحيان تكون أقوى من الصاروخ»، مضيفا «سنحارب الإخوان بالكلمة وإيقاظ الضمير الجمعى للناس». وأشار أستاذ الطب النفسى إلى أن التواصل بين العلماء يتم عن طريق البريد الإلكترونى لتسهيل العمل، لافتا إلى أن معظم أعضاء المجلس مقيمون خارج البلاد وأن الاجتماع بشكل دورى سيشكل عبئا على الأعضاء وأن المجلس يمثل مخرن أفكار ل«السيسى» وأن ما يميز فكرة تشكيل مجلس علماء هو العمل بروح الفريق الواحد وتحت رعاية الرئيس مباشرة، مشيرا إلى أن العمل داخل المجلس تطوعى واختتم حديثه قائلا: «نريد النهضة بمصر لا عايزين سلطة ولا عايزين فلوس». وقال الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب وعضو المجلس العلمي ان المجلس يستعرض أفكار العلماء والمشروعات التي تم التوصل إليها في مجالات التعليم والبحث العلمي والصحة والطاقة، وأوضح أن كافة المشروعات التي تقدم بها المجلس تصنف مكتملة التفاصيل حتى تدخل حيز التنفيذ في أقرب فرصة وأبدى «يعقوب» تفاؤله بالمرحلة المقبلة، لافتًا إلى تواصل المجلس مع الحكومة والوزارات المختلفة حتى تتم متابعة سير المشروعات المنتظر تنفيذها. كما كشف الدكتور محمد غنيم عضو المجلس الاستشارى للرئيس عبدالفتاح السيسي عن أهم ملامح المقترح المقدم إلى الرئيس في مجال الصحة والذي تضمن إنشاء وزارة جديدة تحت مسمى «الطب العلاجى» وتكون تحت مظلة الحكومة المصرية، وأضاف غنيم أن المقترح الذي قدم للرئيس شمل تفعيل نظام التأمين الصحى للمصريين مشيرا إلى أن الدستور منح نسبة 3% للملف الصحى من نسبة الناتج القومى وأن وزارة الصحة تعتبر ملفا كبيرا للغاية يجب فصله، على أن تختص وزارة الصحة بالطب الوقائى والرقابة على الأدوية والأغذية وصحة المجتمع ويشرف على الوزارة المقترح إنشاؤها تحت مسمى «الطب العلاجى» الجامعات والقوات المسلحة والشرطة والمستشفيات الخاصة. وأشار إلى أن الشخصيات التي شاركت في وضع المقترح الصحى هي «الدكتور محمد غنيم والدكتور أحمد عكاشة عضو المجلس الاستشارى للرئيس والدكتور رشاد برسوم أستاذ أمراض الباطنة بالإضافة لنقابتي الأطباء والتمريض».