نبض رجل الشارع المصري هو الأهم وقياسه يعد المعيار الأول والأكثر صدقا في تقييم إنجازات وأداء الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال عام من توليه مقاليد المسئولية الصعبة، فرجل الشارع البسيط هو الأكثر تأثرا بكل قرار رئاسي أو إنجاز أو حتي إخفاق لأنه الأكثر التصاقا بخطط وتحركات الرقابة ومن خلفه الحكومة من حيث الحياة وظروف المعيشة من طعام وشراب وملبس وعمل، وانتقالات وغيرها، ومن هذا المنطلق، تنطلق «الوفد» من الشارع نقلنا نبض المصريين واستمعنا الي آراء شرائح من أبناء مصر والهدف هنا ليس توجيه النقد بقدر ما هو هدف المطالبة بتسريع وتيرة العمل من قبل الحكومة لتحقيق كل آمال وطموحات المصريين وخلال الاستطلاع لآراء الشارع المصري اختلفت الآراء بين من شعر بتغيير ايجابي حقيقي في مصر خلال هذا العام وبين من لم يشعر بالتغيير ويأمل في غد أفضل. بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى رسمياً مهام منصبه الرئاسى فى 8 يونية الماضى، ومنذ ذلك الحين تحولت علاقة الرئيس «السيسى» بالمصريين من الترقب إلى التأييد المطلق، خاصة بعد أن نجح في مواجهة تحديات كبرى نجح فى التغلب على معظمها، ولا يمكن إغفالها وعلي رأسها نجاح مؤتمر القمة الاقتصادية والوصول إلى اتفاق مع دول حوض النيل ممثلاً فى توقيع المبادئ العشرة المتعلقة بسد النهضة بالإضافة الي رئاسته القمة العربية، وهناك أيضا مشروع قناة السويس الجديدة واستصلاح المليون فدان بهدف إقامة مجتمع عمرانى متكامل، فضلاً عن حشد الطاقات الوطنية والاستثمارية لتنفيذ هذه المشروعات التى ستأخذ وقتاً طويلاً لتحقيق أهدافها التنموية. ومن العدل أن أن نذكر أن «السيسي» ورث تركة مليئة بالملفات الشائكة والمعقدة الموروثة والمتراكمة، منذ عشرات السنين، والشعب المصرى يئن تحت وطأة أعبائها، بعد فشل حكومات الأنظمة السابقة فى وضع حلول – ولو متواضعة – لها، حتى ساهمت فى تعاظمها، وعلي كل مصري أن يضع نصب عينيه هذه الحقائق وهو يقيم هذا العام الرئاسي. عم عبدالحميد، «على المعاش»، قابلناه فى منطقة الاسعاف، قال: أنا أقدر وأحترم الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنه رجل قلبه مهموم بقضايا وطنه، بل ويهتم أيضا بقضايا الدول العربية والتحديات التى تواجهها المنطقة، وخطاباته تجعلك ترى بوضوح أن للرجل قضية مصير وأنها تستحق أن يهب لها عمره وفكره وهى قضية الوحدة العربية والتصدى للأطماع الغربية الاستعمارية، لذلك هو أنجح رئيس.. وحال مصر سيكون أفضل كثيراً فى عهده، لكننا نتمنى سرعة إنجاز المشاريع التنموية العملاقة التى بدأ فى تنفيذها، مع أهمية إحكام الرقابة على المخابز، ومستودعات البوتاجاز لضمان توافر المنتجات وعدم التلاعب بها فى السوق السوداء، وتشغيل المصانع المغلقة لاستيعاب القوى المعطلة عن العمل، كل ذلك سيعوض المصريين عما فاتهم من أحلام مستحقة فى الاستقرار والعيش الكريم.
معوقات وعقبات يسرى عبد الدايم، «محام»، يقول: مصر بدأت فى طريق المستقبل، والملف الأكثر أهمية من وجهة نظرى أمام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هو ملف المحليات، حيث إنها متصلة عمودياً بالمواطن، وما تم تجريفه خلال المراحل والعقود السابقة لن يتم تعديله فى عام، كما أننا نعانى من مشكلة الرقابة فى مصر عموماً، فرغم كثرة الجهات الرقابية، إلا أننا مازالنا نعانى من إشكاليات كثيرة فى هذا الشأن. وتابع: يجب أن تقدم الحكومة إيضاحات كاملة لما تفرضه من ضرائب على السلع والخدمات، وما تحصل عليه من قروض وخطط إنفاقها، وتعهداتها اليومية بتحسين ظروف المواطن الاقتصادية والاهتمام بالعدالة الاجتماعية، الأمر الذى يتطلب اتخاذ الإجراءات التى تكفل استكمال العمل بنفس روح التعاون والتفاهم ومحاربة الفساد والمفسدين، حتى تكتمل مسيرة التنمية بنجاح، لأنه لا بديل عن تفهم كل طرف لدوافع الآخر. ثريا عبدالقادر السيد، «ربة منزل»، من منطقة فيصل، قالت: «نحن كفقراء لنا ربنا.. وما نطلبه من الحكومة هو ضبط الأسعار بالأسواق، لأن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية غير مبرر، خاصة فى المواسم والأعياد أو عقب حدوث أى زيادة أو علاوة فى رواتب الموظفين أو المعاشات، وهذا ملاحظ خلال السنوات الأخيرة.. فأنا أرملة.. وأعول 4 أبناء، ومعاشى لا يتعدى ال700 جنيه، وهذا لا يكفينى أنا وأسرتى، فى ظل غلاء المعيشة ورفع الدعم عن غالبية السلع الضرورية، بخلاف مصاريف العلاج التى تلتهم أكثر من نصف المعاش. واختتمت حديثها.. قائلة: «الشكوى لغير الله مذلة». ويقول عماد أحمد، سائق تاكسى، قابلناه فى منطقة الدقى، يبدو متشائما بصورة كبيرة وبادرنا: لم تتحقق أية مطالب نادى بها المصريون خلال الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.. فالحياة أصبحت فوق طاقة البشر وتسير من سيئ لأسوأ، بعدما رفعت الحكومة الدعم عن كافة القطاعات الخدمية من كهرباء وغاز ومياه، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية فى حياة المصريين، كل ذلك إلى جانب عدم تحقق مطلب العدالة الاجتماعية، والمواطن البسيط لا تزال معاناته مستمرة، وإن كان الأمن تحسن قليلاً. واختتم حديثه برسالة وجهها للحكومة : «عاوزين نشتغل بمرتبات تعيشنا.. ونعلم أولادنا كويس.. ومش عاوزين محسوبية.. ولا ضباط بلطجية.. ولا إتاوات ولا فساد ورشاوى».
على لحم بطنى جاء من أسيوط من أجل البحث عن فرصة عمل تاركاً زوجته وأبناءه الخمسة ولم يجد سوى مهنة « شيال « ويدعى محمد عبد الصبور، مقيم بمنطقة امبابة، وقال: أتقاضى مبلغ 30 جنيهاً بشكل شبة يومى من عملى.. فأنا أقوم بحمل البضائع الثقيلة على أكتافى، بدون أن أضع لقمة فى فمى طول النهار، ولم يكن لى مصدر رزق آخر للتعايش منه، ولو فكرت أسافر يبقى هخلص نقودى على المواصلات التى أصبحت غالية.. وسواقين النقل عاملين إضراب على طول.. والقطارات «غير آمنة».. وأسعار اللحوم البلدى «نار»، والمستوردة «مغشوشة». أنا بصراحة لسة مش حاسس بتغيير حقيقي، يمكن لازم نصير كمان شوية عشان تتحقق مطالبنا.. مش عارف. «مفيش حاجة اتنفذت».. هذا ما بدأ به عم «أنور»، «ماسح الأحذية»، والمقيم فى قرية ميت شماس التابعة لمحافظة الجيزة، حديثه عن وعود الرئيس للإصلاح. ويتابع: لا نريد تغيير وجوه بل نريد حكومة إنقاذ تخطو بنا لخلاص بلدنا من أزماتها، وكل ما يهمنا كمواطنين هو تحسين أوضاعنا المعيشية وتوفير السلع والخدمات والمرافق، وعلى رأسها نظافة شوارعنا.. فمخلفات القمامة تنتشر فى الشوارع، وموظفو النظافة يفضلون حرقها للتخلص منها نهائياً، وهو ما يصيب الأطفال بكثير من الأمراض المزمنة، فضلاً عن غياب مرافق الصرف الصحى النظيفة والآمنة، والنتيجة انتشار الترنشات التى حولت المنطقة إلى بؤر قاتلة بسبب مياه الصرف التى تغرق منازلنا، كما تقوم سيارات الكسح بتفريغ تلك المياه فى المزارع التى تغذى أسواق المحافظات بالفواكه والخضراوات، لتتحول إلى مأساة وكوارث فى الأرواح بسبب الإهمال والفساد وغياب الرؤية والتخطيط لتأسيس بنية تحتية متينة وصلبة، لأن عمليات الترقيع لا تنفع . أما يوسف لبيب، «مهندس»، قابلناه فى شارع رمسيس، فيقول: كنا نأمل ان يكون هناك رؤية وفكر للوصول إلى حلول جذرية للمشاكل التى ربما تسبب لنا أزمات حادة فى الأعوام القادمة، ويجب ألا يقتصر جهدنا وفكرنا فى البحث عن حلول لمشاكل حالية فقط، فيجب على الحكومة حل المشاكل اليومية، وفى نفس الوقت التركيز فى المشاكل المستقبلية كملف الطاقة، وتجعله فى مقدمة أولوياتها. ويضيف محمد عبدالحليم، «محاسب»، قابلناه فى منطقة عابدين: أنه بمجرد القضاء على الإرهاب ووجود برلمان قوى يمثل كافة فئات وطوائف الشعب، فضلاً عن إحياء النشاط الاقتصادى وعودة الاستثمارات والسياحة، واستصلاح الأراضى الزراعية وتعمير الصحراء واستكمال مشروع قناة السويس الجديدة والمشروعات المهمة الأخرى كالمليون فدان وتنمية سيناء.. كل ذلك سيغير صورة مصر بشكل كامل عما كانت فى الماضى، ومن ثم تتفتح أبواب التقدم والازدهار في مصر الجديدة. مؤكداً أنه لن يستطيع أحد مهما فعل أن يهزم إرادة وعزيمة المصريين.
التلاعب فى التعينات أما عمرو ناصر، الطالب بالفرقة الثانية كلية سياحة وفنادق بجامعة حلوان، فيقول: نحن فقدنا المصداقية فى الحكومة، التى أثبتت خلال الفترة الماضية عدم اكتراثها باحتياجات الشباب أو الأمل فى تحسن الأوضاع وحدوث تغيير إيجابى يراعى أحلامنا وطموحاتنا، بل تلبى مطالب السياسيين ورجال الأعمال. وتابع : مسابقات التعيين الحكومية « وهمية «، وتفتقد إلى معايير الشفافية والموضوعية والحيادية، ناهيك عن التلاعب والمخالفات بنتائج الوظائف.. ونحن لا ننتظر تطهير كل أجهزة الدولة في عام فلا يكفي إرادة القائد فقط في التطهير بل يجب وجود ظهير للرئيس ينفذ هذا التطهير لذا أنا ضد تعيين المزيد بالجهاز الإدارى للدولة، ويكفى أن به 6.5 مليون موظف، ونتمنى التنافس الشريف بالمؤسسات الحكومية، وأن تختفي المحسوبية أو الواسطة، ولابد أن يكون الإنتاج مقابلا للأجر، والعكس صحيح لأن السبب الرئيسى للانهيار الاقتصادى هو الصرف دون وجود مردود فعلى له. مطالباً بلقاء شهرى للرئيس يلتقي فيه مع بعض المواطنين خارج جدول رئيس الجمهورية ليعرف علي الطبيعة هموم الشعب لنعلمه إلى أى مدى وصل تمكين الشباب في مؤسسات الدولة.
تمكين الشباب لوقف الهجرة ثم استكملنا الحديث مع عمر حبيب، الطالب بالفرقة الثانية كلية التجارة جامعة القاهرة، قائلاً : يجب على الحكومة قبل صدور أى قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الشباب، أن تراعى أفكارنا ومقترحاتنا وهمومنا، لسنا فى صراع مع الجيل الأكبر منا سناً، ونؤمن تماماً بأن هذا الجيل له خبراته وتجاربه التى نعتز بها، ولا يمكن بأى حال من الأحوال التقليل من شأنها، لكننا نرفض مقولة «كله تمام يا فندم» التى لا تُحدث أى تغيير مطلوب، وفى نفس الوقت لا نؤمن بالمستحيل، فأنا أتعذب يوميا من كثرة البحث عن فرصة عمل بجانب الدراسة، لكى يمكننى الإنفاق على مصاريف دراستى، وأقوم بدفع مواصلات على الفاضى.. بلا عمل ثابت، لذلك أصبحت الفكرة التى تسيطر على عقول الشباب المتفوق حالياً هى الهجرة سواء للدول صاحبة المكانة العريقة فى استقبال المهاجرين أو الدول الجديدة مثل ليبرلاند وطلبها الحصول على مواطنين. وأري أن هذا العام الرئاسي لم يتم خلاله توجيه الاهتمام الكافي بمشكلة هجرة الشباب غير المشروعة للخارج. ويقول محمد عادل، «باحث أكاديمى»: عندما يقاس تطور الأمة ينظر إلى حال منظومتين مهمتين هما التعليم والصحة باعتبارهما البداية السليمة لإحداث تغييرات جذرية فى البلاد، وعندما نبدأها نجد أن مناهج التعليم يجب أن تتطور وربطها باحتياجات سوق العمل لمواكبة متطلبات العصر، للقضاء على البطالة من الجنسين والحد من نسبة الأمية المتفاقمة التى وصلت الي 40%، وأيضا القضاء على مشكلة تسرب الفتيات والفتيان من التعليم إلي الأبد، وعام واحد لا يكفي أبدا لتقييم إنجازات الرئيس سلبا أو إيجابا بل يجب اعطاؤه الفرصة الكافية لأن مشاكل مصر كبيرة ومعقدة، وأطالب بضرورة تحسين الخدمات الصحية بالمستشفيات والمراكز العلاجية يجب أن تتحسن وفق معايير جودة تحكم تقديمها بما يحفظ كرامة المرضى والمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون على أرصفة المستشفيات وقوائم الانتظار بالآلاف والدواء يتم شراؤه من الصيدليات الخارجية.. ولا يمنع أن تكون هناك تنافسية فى تقديم الخدمة للأفضل، نظراً للارتباط الكبير بين الصحة العامة والتنمية المستدامة، لأن الحصول على مياه شرب نظيفة وغذاء صحى ورعاية صحية دقيقة، هو حق أصيل فى بقاء الإنسان على قيد الحياة دون التعرض لأى معاناة، وأيضاً الحق فى مستوى معيشى يراعى الكرامة الإنسانية لكل فرد بغض النظر عن وضعه الاقتصادى والإجتماعى والدينى.
إعلام محرض ومفلس أما حسن أبو زيد، «موظف»، قابلناه فى منطقة الجيزة، فيؤكد أن الحرب علي الإرهاب الشرس وإصرار «السيسي» والحكومة للقضاء عليه وحماية الشباب من الأفكار المتطرفة والهدامة، وتحصين شبابه ضد نزاعات التعصب التى باتت تهدد أمن المجتمع واستقراره تعد من أهم الإنجازات، والتي لا تزال في الطريقة، وهذا يستلزم غلق جميع البرامج غير المؤهلة دينياً، من خلال الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء فى وضع الأسس العلمية والضوابط الشرعية التى يتم على أساسها تجديد الخطاب الدينى لتوعية الشباب من الانسياق وراء الأفكار الدموية، ومواجهة المتطرفين من قبل بعض المذيعين فى قنوات الفتنة والدم. وفي النهاية نجد أن الآراء انقسمت واختلفت حول إنجازات الرئيس خلال عام من توليه مقاليد الحكم ولكنها اتفقت علي أن الحرب علي الإرهاب بإصرار من أهم إنجازات هذا العام رغم استمرار مخالب الإرهاب ممتدة في كل مكان، كما اتفق المصريون أن خفض الأسعار وتوفير فرص عمل، وإبقاء الدعم للفقراء أهم المطالب التي يمكن من خلالها أن يشعر أي مصري بحدوث تغيير إيجابي في مصر في عهد «السيسي».