«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجدي زين الدين يكتب:
"البدوي" المُفْتَرَى عليه.. والحملة المسمومة لتشويه الوفد مواقف وطنية بارزة للحزب في ثورتي 25 يناير و30 يونيه
نشر في الوفد يوم 31 - 05 - 2015

لا يخفى على أحد أن هناك حملة شعواء يقودها نفر قليل ضد الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس الوفد، بهدف تشويه صورة هذا الرجل لمواقفه الوطنية، ومن بين هؤلاء النفر السبعة الذين تم فصلهم مؤخراً من حزب الوفد وجميع تشكيلاته لتعمدهم وإصرارهم الشديد على الإساءة للحزب وتشويه صورته أمام الرأى العام
.. ولأن هناك مصالح باتت ليست خفية تربط بين «السبعة» المفصولين والمخططين لتشويه صورة الوفد ودور رجاله الوطنيين خاصة فى ثورتى 25 يناير و30 يونية ومؤخراً قال عصام شيحة أحد السبعة المفصولين بهتاناً وظلماً ومتجنياً على الوفد ورئيسه، إن خلاف السبعة بدأ فى أعقاب ثورة 25 يناير، عندما زعم أن الحزب ظهر بموقف مرتبك وغير واضح تجاه الثورة.. بل زاد شيحة فى بهتانه وظلمه وتزوير التاريخ عندما قال إن «البدوى» ارتبط بأجندة غير واضحة ومصالح خفية، ما يدعيه «شيحة» هو ما يفعله هو وينطبق عليه مثل يمنعنى حيائى من قوله!
الذين يتجرأون على الوفد ويتطاولون عليه، دائماً ما ينسون أن هذا الحزب العريق الضارب بجذوره فى تاريخ الوطنية، ينحاز دائماً الى الحق والحرية والديمقراطية وينتصر فقط إلى المواطن وحقوقه.. منذ نشأة هذا الحزب العريق عام 1919 وحتى الآن له مواقف تاريخية لايمكن لأحد أن يتجاهلها إلا كل حاقد، واستمراراً لنهج الوفد استمرت قياداته حتى الآن على نفس النهج وتلك الشاكلة.. ولأن هناك مزورين للتاريخ وكعادتهم يسعون إلى طمس الحقائق، فقد عهدنا منذ ثورة 25 يناير ومروراً بثورة 30 يونية، أن نجد نفراً يحاول أن يمحو دور الحزب العريق مثلما كانت تفعل جماعة الإخوان الإرهابية التى خطفت ثورة المصريين، واعتلت سدة الحكم لمدة إثنى عشر شهراً فى غفلة من الزمن.. والآن هناك من يحاول أن يزور التاريخ ويسعى الى إنكار مواقف الوفد الوطنية ودور رجاله، بل إن هناك من يفترى على قياداته بأكاذيب وادعاءات.. ولذلك جمعت بعضاً من مواقف وقرارات الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب منذ عام 2010 والإرهاصات التى سبقت ثورة 25 يناير، ودور الحزب فى الثورتين، الأولى لخلعنظام مبارك والثانية لخلع نظام الإخوان، قد سجلت هذه المواقف تاريخاً وطنياً رائعاً وضربت مثلاً يحتذى به فى الانتصار للوطن والمواطن، تحت راية رئيس الوفد الدكتور السيد البدوى.
هذا الجزء اليسير من مواقف الوفد الوطنية يدحض أى تزوير للتاريخ يقوم به هؤلاء الأفراد الموتورون الذين يشوهون دور هذا الحزب الذى فتح أبوابه باعتباره بيت الأمة أمام كل الوطنيين بالبلاد ابتداء من الشباب والنساء والشيوخ خلال الثورتين العظيمتين، وتحولت مقار الحزب المنتشرة بالمحافظات الى بيوت لكل المصريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية وطوائفهم المختلفة.. وهذه ليست عادة جديدة على الوفد، بل هى متأصلة فى تركيبته منذ نشأته..
هذه المواقف الوطنية التى أسردها للبدوى هى جزء يسير من كثير قام بها حزب الوطنية المصرية خلال ثورتى يناير ويونية، للرد على كل المزورين للتاريخ وأصحاب الادعاءات الكاذبة الذين يصرون على تشويه الحزب وقياداته.
«البدوي» أول من أطلق القذائف على نظام مبارك
لسنا تراثًا أو عقارًا حتى نَوَّرث.. ومصر أكبر من أن توَّرث
شباب الحزب خطط لنزول الميدان قبل يومين من اندلاع الثورة
علم الوفد الوحيد الذى ارتفع فى التحرير بجانب علم مصر
«البدوي» يعقد مؤتمرًا صحفيًا منتصف ليل 25 يناير يطالب فيه بحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ
رئيس الحزب يعلن سقوط شرعية نظام مبارك
الوفد يصدر تحذيرًا مبكرًا للإخوان بخلع نظامهم
«البدوي» ل«العريان»: أوقفوا العدوان على القانون
قيادات الحزب: لن نغادر التحرير حتى يسقط الإعلان الدستورى ل «مرسي»
الهيئة العليا ترفض خطاب مرسى وتحيى كفاح الشعب لإنجاح ثورته
الحزب طالب «مرسي» بالرحيل استجابة لرغبة الملايين فى 30 يونية
بيت الأمة احتضن الثورة وانحاز للشعب فى كل مطالبه العادلة
قبل 4 شهور من ثورة 25 يناير، أطلق الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس الوفد القذائف على نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك قائلا: لسنا تراثًا أو عقارًا حتى تورث ومصر أكبر من أن تورث، جاء ذلك فى خطاب «البدوي» الشهير الذى ألقاه فى 8 أغسطس عام 2010
كان الغضب قد بلغ مداه.. وكان سؤال الوفديين وقبلهم المصريين.. هل يعلنها رئيس الوفد مدوية ويقول للنظام ان الشعب المصرى بات يحلم بالتغيير ولن يقبل أبدا بالتوريث؟
وبالفعل جاء الخطاب المدوى امام الجماهير التى احتشدت فى بيت الامة لتتطلع إلى نقطة ضوء وبارقة أمل. لم يخيب رئيس الوفد ظن الوفديين والمصريين.. وكان أول رئيس للحزب يتحدث عن التوريث منذ 10 سنوات، حيث استلهم كلمات من الفلاح المصرى الزعيم أحمد عرابى التى قال فيها: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، حيث قال البدوى موجها حديثه «لنظام مبارك»: «متى استعبدتم الشعب المصري.. فلسنا تراثا أو عقارا.. ووالله لن نورث بعد اليوم».كانت ليلة فارقة فى تاريخ الحياة السياسية.. ليلة سمعت مصر فيها صوت الأمة، وسمعت الأمة صوت الحق. قال رئيس الوفد كلمته المخلصة من أجل الوطن وذلك أمام الآلاف الذين احتشدوا فى مقر الوفد.. قال البدوي: اطمئنوا لن يحدث التوريث فى مصر.
إنزلوا الشارع
«عايزينكم تنزلوا الشارع».. بهذه العبارة القوية بدأ الدكتور السيد البدوى - رئيس الوفد - اجتماعه التاريخى مع شباب الحزب والذى انعقد قبل 48 ساعة من الثورة.
ففى 23 يناير 2011.. شهد المقر الرئيسى للحزب اجتماعًا طارئًا لرئيس الوفد مع الشباب بحضور عدد من قيادات الهيئة العليا والهيئة البرلمانية لبحث موقف الحزب من الخروج يوم 25 يناير.
قال رئيس الوفد خلال الاجتماع: اليوم أنا بينكم.. جهدى وعملى من أجل شباب الوفد.. فالشباب دائمًا هم وقود الوفد وهذا أهم ما يميز هذا الحزب العريق على مدار تاريخه قبل ثورة 52 وما بعدها فالذى أعاد الوفد إلى هذا الوضع الذى نفخر به وننعم جميعًا الآن بثمار جهدهم هم الشباب فكان شباب الوفد قبل 52 امثال طلعت رسلان وعلى سلامة هم الشباب الذين حملوا ودافعوا عن «الوفد» قبل ثورة 52 ونحن نملك حماسًا مستمدًا من هذا الشباب الذى نعمل من أجله، فنحن اليوم مجتمعون للمشاركة فى 25 يناير الذى أدعم كل الدعم الخروج فى تظاهرات هذا اليوم.
وأصدر شباب الحزب بيانًا عقب الاجتماع تحت عنوان: «لماذا 25 يناير» وقال البيان: إن ذكرى هذا اليوم ترتبط بزعيم الوفد فؤاد سراج الدين الذى أصدر أوامره لرجال الشرطة بالتصدى لجيش الاحتلال البريطانى فى معركة الشرطة بالتصدى لجيش الاحتلال البريطانى فى معركة الشرطة التى تجلت فيها الكرامة الوطنية، وقال البيان إننا نعيش الذكرى التاسعة والخمسين لمعركة الإسماعيلية وسط أزمات متعددة تكاد تعصف بمستقبل الوطن.. فلدينا برلمان مطعون فى شرعيته، وانتشر الفساد فى العديد من مؤسسات الدولة، وتراكمت الديون وارتفعت الأسعار وانتشرت البطالة ولكل هذا يعلن شباب الوفد مشاركته مع القوى الوطنية فى يوم الإدارة الشعبية ليكون بداية جديدة للكرامة الوطنية.
وفى 24 يناير.. وبعد موافقة الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب على خروج شباب الحزب فى 25 يناير أجرى أعضاء لجنة الشباب العامة اتصالات مكثفة مع لجان شباب الحزب بالمحافظات للتنسيق وإعداد اللافتات والأعلام والاتفاق على مظهر موحد للوقوف فى المظاهرات، حيث تم الاستقرار على رفع أعلام صغيرة باللون الأخضر تحمل اسم الوفد الذى يعلى شعار الهلال مع الصليب.
فى 25 يناير 2011.. تنادى شباب مصر عبر المواقع الاجتماعية ليكون هذا اليوم الذى يوافق الاحتفالات الرسمية بعيد الشرطة يوم غضب للشعب المصرى.. لبى آلاف المحتجين الدعوة وخرجت المظاهرات السلمية فى مختلف انحاء مصر متأثرة بالثورة التونسية ونجاحها فى خلع الديكتاتور التونسى بن علي، وردد المتظاهرون هتافات منها: «الشعب يريد إسقاط النظام».. و«يسقط.. يسقط حسنى مبارك».
وبناء على موافقة رئيس الوفد على خروج شباب الحزب فى المظاهرات وذلك عقب الاجتماع الشهير فى 23 يناير.. خرج شباب الوفد وكانوا فى طليعة المظاهرات منذ الساعات الأولى واعتصموا بميدان التحرير.
الوفد فى الميدان
وفى اللحظة الأولى للمظاهرات خرج عدد كبير من قيادات الوفد إلى ميدان التحرير فى مقدمتهم النائب الوفدى محمد مصطفى شردى المتحدث الرسمى باسم الحزب، والمهندس حسام الخولى رئيس لجنة الشباب وقيادات اللجنة وأيمن عبدالعال وحسين منصور عضوا الهيئة العليا للحزب والنائب الوفدى محمد عبدالعليم داود ونواب الحزب بالبرلمان.
وسجلت كاميرات الفضائيات خروج قيادات وشباب الوفد ومشاركتهم فى الثورة منذ اللحظة الأولى أمام ماسبيرو ودار القضاء العالى ومقر الحزب الوطنى بالكورنيش، وقالت وسائل الإعلام إن علم الوفد كان العلم الوحيد الذى ارتفع فوق ميدان التحرير، ورفرف فى مظاهرات 25 يناير بجانب علم مصر.
كان رئيس الوفد هو الوحيد من بين رؤساء الأحزاب والقوى السياسية الذى رفض تهديدات النظام وعقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا طالب فيه بالاستجابة لمطالب الشعب..
وأجرى رئيس الوفد اتصالًا بشباب الحزب المعتصمين فى ميدان التحرير ليلة الثلاثاء 25 يناير 2011 وقال لهم إن الحزب بكامل مؤسساته معكم.
وكان رئيس الوفد على اتصال دائم بشباب الحزب فى ميدان التحرير طوال يوم الثلاثاء 25 يناير وعندما اخبره الشباب بما يخطط له الأمن بالتصدى للمتظاهرين واستشهاد ثلاثة من الشباب فى هذا اليوم بمدينة السويس بالاضافة لعشرات المصابين عقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا بمقر الحزب فى منتصف الليل وأصدر بيانًا أعرب فيه عن غضب الوفد، ورفضه لاستمرار الاوضاع الحالية، ودعا إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطنى وحل مجلس الشعب وإجراء انتخابات نزيهة بنظام القائمة النسبية كما طالب بتشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد.
بيان إلى الأمة
وأصدر حزب الوفد بيانًا إلى الأمة ألقاه رئيس الحزب فى المؤتمر الصحفى هذا نصه:
انطلاقًا من ثوابت الوفد الذى انحاز على مدار تاريخه لصالح الوطن والمواطن، وبعد أن بلغ غضب الشعب حدًا غير مسبوق بسبب أخطاء الحكومة والتى طالما حذر الوفد من عواقبها الوخيمة، وكما سبق ونبه الوفد من خطورة استئثار حزب بعينه بالحكم على مدار ثلاثين سنة متصلة مستبعدا كل الأحزاب السياسية الوطنية ولاغيًا القنوات الشرعية للتعبير.
فإن الوفد يعبر عن غضبه ورفضه لاستمرار هذه الأوضاع، ويطالب الجميع بإعمال العقل والحكمة حفاظًا على أمن وسلامة واستقرار الوطن.. وفى سبيل ذلك فإن الوفد يطالب بما يلي:
1- تشكيل حكومة إنقاذ وطنى تحقق أمانى الأمة فى إصلاح حقيقى يبث الأمة ويقضى على حالة اليأس والإحباط التى تمكنت من المصريين.
2- حل مجلس الشعب المطعون فى شرعيته وإجراء انتخابات برلمانية نزيهة بنظام القائمة النسبية غير المشروطة وعلى أساس الضمانات التى طالب بها الوفد.
3- تشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد يحقق مبدأ سيادة الأمة ويكفل الفصل بين السلطات ويتيح تداول السلطة ويؤكد مدنية وديمقراطية الدولة.
4- إصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية.
وأخيرًا يؤكد الوفد أنه سيظل يعمل من أجل سلامة مصر وتحقيق آمال المصريين لأن مصر فوق الجميع.
البدوى والتهديدات
كان رئيس «الوفد» هو الوحيد من بين رؤساء الأحزاب والقوى السياسية الذى رفض تهديدات النظام وعقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا طالب فيه بالاستجابة لمطالب الشعب فقد تلقى البدوى اتصالًا من اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة وكان ذلك فى أعقاب الحضور المكثف لوسائل الإعلام لنقل وقائع المؤتمر الصحفى لرئيس الوفد.. كانت كلمات عمر سليمان حاسمة فقد قال بالنص ل«البدوى»: «إنت كده بتحرق مصر إلغى المؤتمر الصحفى»، وعقب انتهاء المكالمة اجتمع البدوى مع قيادات الوفد، فؤاد بدراوى ومنير فخرى عبدالنور وعلى السلمى، وقال لهم سأعقد المؤتمر الصحفى رغم ما قد يحدث للحزب وشخصى، فالحزب من الممكن ان يتم تجميده أو حله.. أما أنا فيمكن ان أدخل السجن.
وقال البدوى لمنير فخرى عبدالنور الذى كان حتى ذلك الوقت سكرتيرًا عامًا للحزب: استعد للسجن لأنه دائمًا ما يتم سجن رئيس الوفد وسكرتيره العام.. فرد عبدالنور على البدوى مازحًا: «اتسجن لوحدك.. أنا مش عاوز أتسجن» واتفقت قيادات الوفد مع رئيس الحزب على عقد المؤتمر الصحفى مهما كان الثمن.. وليحدث ما يحدث.
فى 27 يناير 2011.. اشتغلت الثورة فى القاهرة وامتدت إلى محافظتى الاسماعيلية والغربية والتى اقتحم المتظاهرون فيها مبنى المحافظة، كما تصاعدت المظاهرات فى السويس والمنوفية، ودعت الاحزاب والقوى الوطنية إلى جمعة الغضب بعد الخروج من المساجد.
تحرك حزب الوفد وتحمل مسئوليته التاريخية أمام الله والوطن.. وكان تحرك الحزب على محورين.. الأول التنديد الشديد باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين فى ميدان التحرير.. والثانى دعوة حكماء وعقلاء الأمة لاجتماع طارئ بمقر الحزب.. وأصدر الحزب فى هذا اليوم بيانين.. بيانًا إلى الأمة للتنديد بالاحداث، وبيانًا صحفيًا لدعوة الحكماء والعقلاء للاجتماع الطارئ.
وفيما يلى نص البيان الأول «بيان الأمة»:
يتابع حزب الوفد بكل القلق نتيجة لجوء الشرطة واجهزة الأمن إلى استخدام القوة وإطلاق الرصاص المطاطى والحى والإيذاء البدنى والسحل ضد المواطنين الغاضبين من تردى الأوضاع السياسية والاقتصادية، والمطالبين بالتغيير الديمقراطى والاصلاح الدستورى بما يحقق حريتهم واختيار من يمثلهم ويحكمهم وفق ضوابط الديمقراطية وقواعد تداول السلطة.
ويشير الوفد بكل القلق والغضب إلى أحداث السويس وما يجرى فيها من تعدى قوات الشرطة على المواطنين لمجرد مطالبتهم بتحسين ظروف الحياة وتوفير فرص العمل الكريم والحصول على نصيبهم العادل فى ثروة الوطن وعوائد التنمية، وتوفير الخدمات الأساسية التى تخلت الدولة عن التزامها الدستورى بتقديمها للمواطنين.
ويعلن الوفد رفضه وشجبه الشديد لالتجاء الشرطة وأجهزة الأمن إلى استخدام القوة المفرطة فى التعامل مع المتظاهرين مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين الأبرياء وإصابة المئات سواء من المواطنين أو أفراد الشرطة، مؤكدًا أن دم المصرى حرام على أخيه المصري، وأن أفراد الشرطة هم أيضًا مواطنون يجب الحفاظ على سلامتهم وعدم الزج بهم فى مواقف عدائية ضد مواطنيهم المسالمين العزل من السلاح.
ويكرر الوفد تأكيده أن التعامل الأمنى مع المطالب والانتفاضات الشعبية السلمية ليس هو السبيل الأسلم، بل يجب أن تستمع القيادات السياسية لمطالب المواطنين وأن تتعامل معها بأسلوب سياسى يحترم إرادتهم ورغبتهم فى إقامة نظام ديمقراطى يشعرون فيه بكرامتهم وأنهم أصحاب الوطن وأصحاب القرار.
وفى ضوء التصاعد غير المبرر فى المواجهة الامنية لمسيرات الغضب الشعبي، وفى ظل غياب خطاب سياسى من القيادة السياسية يوضح موقف الدولة من تلك المطالب، رغم مرور ثلاثة أيام على بدء انتفاضة الغضب، فإن الوفد يطالب الدولة بالامتناع عن استخدام القوة ضد المواطنين المسالمين الذين لم يعمدوا إلى العنف أو إتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة ولم يبادروا أفراد الشرطة أو غيرهم بالاعتداء، بل كانوا هم ضحية اعتداءات شرسة وغير إنسانية من جانب قوات الأمن كانت محلًا للاستنكار الشعبى العام والشجب الدولى من دول العالم التى طالبت الحكومة المصرية باحترام حقوق المواطنين فى التظاهر السلمى والتعبير عن آرائهم ورغباتهم.
وفى الوقت ذاته يناشد الوفد شباب الأمة وعماد نهضتها وأملها فى مستقبل أفضل وجميع المواطنين الراغبين فى إعلان موقفهم ضد الأوضاع السائدة، وأن يمارسوا أقصى درجات ضبط النفس والتزام التعبير السلمى عن الرأي، وتفادى الانزلاق إلى ممارسة أى شكل من أشكال العنف حفاظًا على سلامتهم وسلامة الوطن، حمى الله مصر وشعبها والله من وراء القصد.
جمعة الغضب
أما البيان الثانى «البيان الصحفي» فقد جاء نصه كالتالي:
إن الوفد إذ يرقب بكل القلق تطور الاحداث التى بدأت بتظاهرات يوم الغضب فى الخامس والعشرين من يناير الحالي، وانطلاقًا من حرص الوفد على أداء دوره التاريخى فى الدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية، ورغبة فى توصيل صوت العقل والحكمة للمسئولين وللمواطنين فيما يجرى على أرض الوطن من انتفاضة الغضب ورد الفعل الرسمى الذى اقتصر على التعامل الأمنى بالقوة المفرطة ضد المواطنين المسلمين المشاركين فى التظاهرات والمسيرات المطالبة بالتغيير والإصلاح، فقد دعا الوفد مجموعة من حكماء وعقلاء الأمة من المواطنين الشرفاء ذوى المصداقية والاحترام والقبول الشعبى العام لتدارس الموقف والتوصية بما يرونه محققًا لأمن الوطن وتحقيق رغبات المواطنين فى التغيير الديمقراطي، وسوف تجتمع مجموعة الحكماء السبت 29 يناير 2011 فى بيت الأمة لمناقشة الموقف.
مصر تغضب فى جمعة الغضب.. وخرج الملايين من المصريين فى ميادين وشوارع مصر احتجاجًا على سياسة العنف والقمع ضد المتظاهرين.. بدأت التظاهرات بعد صلاة جمعة 28 يناير 2011 خاصة فى محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس والدقهلية والاسماعيلية ودمياط والفيوم والمنيا والبحيرة والشرقية وبوسعيد ومحافظة شمال سيناء.
تحولت شوارع مصر إلى ساحات حرب وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحى والمطاطى والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، ومع اشتعال الثورة قامت مدرعات الشرطة بدهس المتظاهرين فى القاهرة، وبدأ المتظاهرون فى التوجه نحو القصر الرئاسى وهم يهتفون « يسقط الرئيس».
أبواب الحزب مفتوحة
وفتح حزب الوفد مقاره فى القاهرة والمحافظات لتشكيل لجان شعبية للحفاظ على أمن مصر، وناشد رئيس الوفد شباب مصر الانضمام إلى هذه اللجان التى تضم جميع القوى الوطنية والحركات الشبابية والتى تتخذ من بيت الأمة 1 شارع بولس حنا بالدقى مقرا لها بالإضافة إلى 188 مقرا بالمحافظات.
وأصدر رئيس الوفد بيانا إلى الأمة وأكد فيه أن مصر فى خطر، وفيما يلى نص البيان:
مصر فى خطر، وقد آن الأوان أن يظهر المعدن الحقيقى والأصيل للشعب المصرى صاحب القيم والمثل والخلق الكريم.. الشعبد المصرى صاحب المروءة والشهامة وإغاثة الملهوف.
إن شعب مصر بشبابه قبل شيوخه بكل ما يميزه قادر على إيقاف حالات السلب والنهب والاعتداء والفوضى التى تشهدها معظم أحياء القاهرة وأن يعيد الطمأنينة والأمن إلى الأسرة المصرية التى باتت مروعة فى أمنها، مصدومة من هذا السلوك المنحرف من قلة منحرفة استغلت الظروف الصعبة التى يواجهها الوطن.
وأنا هنا من حزب الوفد أناشد شباب مصر الواعى والذى حول التغيير من رغبة وحلم إلى إرادة وواقع أن ينضم إلى اللجان الشعبية لحماية مصر التى تتخد من بيت الأمة مقرا لها والتى تضم شباب جميع القوى الوطنية والحركات الشبابية، هذا بالإضافة إلى جميع مقار الوفد فى محافظات مصر والبالغ عددها 188 مقرًا تم نشر عناوينها فى صحيفة الوفد، للأسرة الملهوفة التى يتم الاعتداء عليها الاتصال على الأرقام الموضحة أدناه وسيتم نجدتها فورًا.
فى الأحد 30 يناير 2011.. استمرت المظاهرات الغاضبة فى تحد لقرارات حظر التجوال، وهروب آلاف السجناء بعد تمرد فى السجون خاصة سجون وادى النظرون وأبوزعبل والفيوم.
وبدأت الدعوات للإضراب العام وتنظيم مليونيات حاشدة حتى سقوط النظام، وسحبت الحكومة تراخيص قناة «الجزيرة» التى أعلنت إعادة البث عن طريق تردد جديد.
وفى نفس اليوم فتح الوفد أبوابه للائتلاف الوطنى للتغيير لرسم ملامح المستقبل السياسى للأمة وضم الائتلاف أحزاب الوفد والتجمع الناصرى والغد والجمعية الوطنية للتغيير وممثلى الحركات الشبابية والوزراء حسب الله الكفراوى ومنصور حسن ويحيى الجمل، وأعلن الائتلاف سقوط شرعية رئيس الجمهورية وضرورة تنحيه عن منصبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية وجمعية تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد للبلاد وحل المجالس النيابية التى جاءت بالتزوير.
البدوى يعلن سقوط النظام
فى الثلاثاء 8 فبراير 2011 اليوم الخامس عشر للثورة.. أعلن الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد أن شرعية الرئيس قد اسقطها الشعب، وطالب البدوى رئيس الجمهورية بأن يترك منصبه لأنه أصبح فاقدًا للشرعية بحكم الشعب.
وأعلن رئيس الوفد انسحاب الحزب من الحوار الذى دعا إليه رئيس الجمهورية، واشترط للعودة إسقاط الرئيس وتشكيل حكومة جديدة، وتشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، وحل المجالس النيابية. وفى اليوم نفسه عقدت حكومة الظل الوفدية اجتماعا طارئا، أعلنت فيه تأييدها لمطالب الثورة.
واستمرت المظاهرات الحاشدة بالإسكندرية وطنطا والمحلة والإسماعيلية والسويس وأسيوط، وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام وتنحى الرئيس، وبدأت أعداد فى الاعتصام والمبيت أمام دواوين المحافظات تضامنا مع معتصمى التحرير.. وفى بورسعيد تم حرق مبنى المحافظة.. ووصلت أعداد المتظاهرين فى التحرير وعبد المنعم رياض والمناطق المحيطة إلى أرقام قياسية تخطت ال 2 مليون، وبدأت الاعتصامات أمام مجلسى الشعب والشورى ووزارة الداخلية.
فى السبت 5 فبراير 2011 اليوم الثانى عشر للثورة.. واصل الرئيس مبارك تقديم تنازلات للشعب، وفى هذه المرة جاءت القرارات بإقصاء صفوت الشريف وجمال مبارك عن الحزب الوطنى وتعيين حسام بدراوى أمينا عاما للحزب والذى كان يتزعم جبهة الإصلاحيين بداخله. وتقرر وضع وزير الداخلية المقال حبيب العادلى و3 من قيادات الوزارة تحت الإقامة الجبرية. وظهرت تقارير تكشف إحباط محاولة لاغتيال عمر سليمان «نائب الرئيس». كما ظهرت تقارير أخرى حول ثروات مبارك وأسرته بالحسابات السرية فى الخارج، ووصفت التقارير نجلى الرئيس جمال وعلاء بأنهما من أصحاب المليارات.
وفى اليوم نفسه وجه الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد رسالة إلى شباب الثورة من خلال تصريحات لل«cbc» أكد فيها أن الحزب لن يسرق انتفاضة الشباب ولن يقفز على الثورة، وطالب بالتحقيق الفورى فى «موقعة الجمل».
فى الجمعة 4 فبراير 2011 اليوم الحادى عشر للثورة.. وهو ما يعرف ب«جمعة الرحيل».. انطلقت كل أطياف الشعب إلى ميدان التحرير، واحتشد أكثر من مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام.
ونزل جميع أعضاء الهيئة العليا إلى ميدان التحرير تنفيذا لقرار الهيئة فى اجتماعها الطارئ مساء الخميس3 فبراير والتى قررت فيه نزول جميع أعضائها إلى الميدان.
فى الأربعاء 2 فبراير 2011 اليوم التاسع للثورة.. ارتكب النظام الحاكم جريمة عجلت بسقوطه.. فعلى الرغم من نجاح مبارك فى استعطاف بعض المصريين من خلال خطاب الثلاثاء.. فإن إرادة الله دفعت أركان النظام ورجالات مبارك إلى ارتكاب جريمة كانت الأولى من نوعها عرفت ب«موقعة الجمل» حيث هجم البلطجية ومؤيدو النظام وهم على الخيل والجمال على المتظاهرين بميدان التحرير.. استخدم أنصار مبارك العربات التى تجرها الخيول والسياط والعصي، وتحول ميدان التحرير إلى ساحة حرب سقط فيها عدد من الشهداء وسرعان ما انقض شباب الثورة على أنصار مبارك واقتنصوهم من فوق الخيول وباءت محاولات النظام بالفشل.
وتراجعت المظاهرات المؤيدة لمبارك والتى انطلقت فى أعقاب خطابه العاطفى وذلك بعد فضيحة «موقعة الجمل» التى قلبت الموازين.
كانت تجمعات فى مصطفى محمود وشبرا والعباسية ومدينة نصر وعبدالمنعم رياض قد انطلقت فى مسيرات تحمل لافتات مناهضة للثورة.
وعادت خدمة الإنترنت بعد انقطاع 5 أيام، وفى هذه الأثناء أطلق عمر سليمان- نائب الرئيس- مبادرة للحوار مع الأحزاب والقوى السياسية، وطالب المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لتوفير الأجواء المناسبة للحوار.
تحذير من إيتاى البارود
فى 18 مايو 2013.. أطلق الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد صيحة تحذير من «إيتاى البارود» أكد فيها أن ما يحدث فى مصر هو نفس مقدمات ما جعل المصريين يدفعون دماءهم للخلاص منه فى 25 يناير.
كانت تلك العبارات بمثابة تحذير مبكر للنظام من اندلاع ثورة جديدة.. ولكن لم يستمع أحد لتلك الكلمات التى جاءت قبل 40 يومًا كاملة من الثورة.
وقال «البدوي» فى كلمته أمام المؤتمر الجماهيرى الحاشد الذى أقامه الوفد بإيتاى البارود لدعم الوحدة الوطنية، إن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل أو حزب واحد وأن طموحات شعب مصر وأحلامه بعد ثورته تفوق قدرات الفصيل الحاكم.
وأشار «البدوي» إلى أن الإعلان الدستورى يقنن الاستبداد.
وأشار البدوى إلى معارضة الوفد للإعلان الدستورى الذى جعل قرارات الرئيس نهائية غير قابلة للطعن وتحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية ومحاصرة مبنى المحكمة الدستورية ومجلس الدولة ومنع القضاة من ممارسة أعمالهم، وعزل النائب العام فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى ولهذا تكونت جبهة الإنقاذ، وانضمت لها الجماهير.
فى 27 نوفمبر 2012.. انطلقت مسيرة حاشدة من حزب الوفد يقودها الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد للانضمام إلى المتظاهرين المعتصمين بالميدان ومن بينهم شباب الحزب وذلك للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى الجديد.
كما انطلقت مسيرات وفدية موازية فى محافظات الإسكندرية والغربية والدقهلية وذلك بالتنسيق والمشاركة مع القوى الوطنية.
وفى 29 نوفمبر 2012.. عقدت جبهة الانقاذ الاجتماع الثانى لها وطالبت بإسقاط الإعلان الدستورى، ودعت إلى مواصلة المظاهرات والمسيرات السلمية لإسقاط الإعلان، وأصدرت الجبهة البيان التالى:
اسقاط الإعلان الدستورى
لقد طالبت جبهة الإنقاذ الوطنى بإسقاط الإعلان الدستورى فور إصداره واعتباره باطلًا وهو ما أكدته كل الجمعيات العمومية لقضاة مصر الأجلاء الذين يقفون وقفة شامخة لإنقاذ العدالة فى البلاد، وتنبيه الجبهة إلى أن المواقف التى اتخذها قضاة مصر الأجلاء هى مقدمة إضراب عام يمكن أن يقود إلى عصيان مدنى شامل لن يكون هناك بديل عنه إذا تواصلت محاولات اختطاف مصر من شعبها.
وبعد صدور قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب رغم حله بحكم من الدستورية العليا تلقى الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد اتصالا هاتفيا من الدكتور أسامة ياسين - القيادى بحزب الحرية والعدالة وكان ذلك بعد ساعة واحدة من صدور القرار.
قال ياسين ل«رئيس الوفد»: أنا مكلف بأخذ رأى حضرتك حول قرار عودة مجلس الشعب، فرد «البدوى» عليه قائلا: هذا قرار خاطئ وفيه عدوان على سيادة القانون، وأن مبارك صدر فى عهده حكمان بعدم دستورية مجلس الشعب وقام بتنفيذهما ولا أرضى للدكتور «مرسى» وهو رئيس منتخب أن يعتدى على سيادة القانون، فرد ياسين على البدوى قائلا: وماذا نفعل؟
فقال له «البدوى»: يخرج الدكتور مرسى أو المتحدث الرسمى باسم الرئاسة ويعلن تجميد قرار دعوة مجلس الشعب للانعقاد، ويعلن أيضا - الرئيس أو المتحدث الرسمى - عن تجميد القرار وعودة مجموعة من فقهاء القانون والدستور لدراسة الأمر.
وبعدها بدقائق تلقى رئيس الوفد اتصالا ثانيا من الدكتور عصام العريان يطلب منه المساندة والدعم فى هذا الموقف الصعب.
قال العريان ل«البدوى» يا دكتور سيد قف معنا فى هذا الموقف، فقد سبق إن وقفنا ضد مبارك فى مواقف كثيرة وكان آخرها الانسحاب من مجلس الشعب ونجحنا، ووقفنا معًا فى 25 يناير ونجحنا.. فقف معنا والمستقبل للوفد والإخوان.. فرد البدوى على العريان قائلًا، هذا مستحيل فلا يمكن أن أقبل أى عدوان على سيادة القانون وتلك هى ثوابت الوفد التى يستحيل أن أحيد عنها.
فقال العريان ل«البدوى» هذا قرار سيادى، وسيتم تنفيذه.. فرد عليه البدوى قائلًا: طالما سيتم تنفيذه فلماذا تأخذون رأيى؟!
وفى اليوم التالى أعلن البدوى رفضه للقرار، ووجه رسالة للدكتور مرسى من مقر الوفد بيت الأمة قائلًا: يا رئيس الجمهورية لو أسأت لقومناك بحدود سيوفنا، كما قال سلمان الفارسى لسيدنا عمر بن الخطاب.
وأصدر رئيس الوفد قرارًا بفصل أى نائب من الوفد مشارك فى الجلسة المقرر عقدها فى اليوم التالى للقرار، وامتثل نواب الوفد للقرار ما عدا اثنين تم فصلهما.
فى 22 نوفمبر 2012.. صدر الإعلان الدستورى وبدأت جبهة الإنقاذ مرحلة جديدة من الكفاح حتى أسقط الشعب حكم الإخوان وفى هذا اليوم عقدت الجبهة اجتماعا طارئًا فى مقر حزب الوفد بحضور أحمد عز العرب نائب رئيس الحزب نظرا لوجود الدكتور السيد البدوى بغزة، وقررت الجبهة التصدى للإعلان الدستوري.
وفى 23 نوفمبر ومن أعلى منصة التف حولها آلاف الوفديين وأبناء الشعب المصرى فى قلب ميدان التحرير خاطب الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد الشعب المصرى قائلًا هذا يوم تاريخى ويشبه 25 يناير ونسخة مكررة منه.. نفس الوجوه ونفس الأشخاص ونفس الحشود التى جاءت بتلقائية دون أتوبيسات أو أموال.. هؤلاء هم شعب مصر الحقيقى وليسوا بلطجية كما يدعون.. شعب مصر الذى علم القيادات السياسية وكان سببا فى توحيدها.. وأقول لكم لقد أصبح لكم سيف ودرع أنتم هذا السيف ونحن درعكم.. وأقول لمن انقلب على الشرعية وانتهك الدستور واغتصب كل السلطات: إننا لن نرحل من هنا حتى إلغاء الإعلان الدستوري.. وأقول لكم إن مصر أبدًا لن تضيع طالما هذا شعبنا العظيم الذى ألهمنا وأسقط أقوى النظم الاستبدادية فما اسهل عليه أن يسقط هذا النظام فى أيام معدودة ونحن معكم ولن نغادر هذا الميدان.. حمى الله مصر وحفظ لها وحدتها.
فى 28 يونية 2013 أى قبل الثورة ب12 يومًا.. أكد الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد أنه لا وسيلة لتحقيق مطالب الشعب إلا بالثورة الشعبية فى 30 يونية، جاء ذلك خلال الزيارة التى قام بها رئيس الوفد لمعتصمى وزارة الثقافة، وقال البدوى إن النظام الحاكم بدأ فى تقسيم مصر منذ الإعلان الدستورى واصطدم مع مؤسسات الدولة، وأكد البدوى أن النظام أصبح غير قادر على إدارة المؤسسات، وأنه آن الأوان لنصلح ما ارتكبناه من خطأ، وأضاف البدوى أمام مثقفى مصر أن 30 يونية سيكون يومًا فاصلًا فى تاريخ مصر.
رفض خطاب مرسى
فى 27 يونية 2013 عقدت الهيئة العليا لحزب الوفد اجتماعًا برئاسة الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب، رفضت فيه خطاب الرئيس الأخير، ودعت الشعب المصرى لمواصلة كفاحه من أجل إنجاح ثورته، وأصدرت الهيئة العليا بيانًا فى نهاية الاجتماع قالت فيه:
أصاب خطاب الرئيس جماهير الشعب المصرى بالاحباط الشديد.. فطوال ما يقرب من الثلاث ساعات لم يتعرض رئيس الجمهورية ولو بالاشارة إلى أسباب الاحتقان السياسى الذى دفع جميع أطياف الشعب المصرى فى كل ربوع البلاد إلى الخروج مطالبين بإسقاط نظام الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
اقتصر رئيس الجمهورية فى خطابه على عرض انجازات غير ملموسة لأى مواطن ويعلم الجميع أنها غير موجودة على أرض الواقع.. الواقع المر الذى يعيش فيه ويعانى منه المصريون وتطرق فى الحديث وكرر وأعاد أنشودة المؤامرات والفلول وهو حديث مله الشعب.
فى 30 يونية 2013.. اندلعت الثورة، وخرجت مسيرة حاشدة من المقر الرئيسى لحزب الوفد بالدقي. ورفعت المسيرة أعلام مصر ولافتات تطالب الرئيس بالرحيل.. وأصدر حزب الوفد بيانًا طالب فيه الرئيس مرسى بالاستجابة لارادة الشعب وحقن الدماء، وأعلن الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد سقوط شرعية الرئيس.. وطالب حزب الوفد الرئيس مرسى بالاستجابة لارادة الشعب وحقن الدماء، وقال رئيس الوفد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر الحزب: إن الشعب هو صاحب السلطة العليا ومانح الشرعية، وأن الملايين التى خرجت اليوم قد اتخذت قرارها بسحب شرعية رئيس الجمهورية.
فى 3 يوليو 2013.. تم عزل «مرسى وتعيين عدلى منصور رئيسا مؤقتًا، ووقف العمل بالدستور، وحل مجلس الشورى، وأصدرت القوات المسلحة بيانا ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسى.
كان حزب الوفد ممثلًا فى رئيسه الدكتور السيد البدوى محورًا لأحداث 30 يونية، ففى 22 يونية أى قبل الثورة بأسبوع استضاف البدوى فى منزله اجتماعًا مهمًا لقادة جبهة الإنقاذ، حضره عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى والدكتور محمد أبوالغار وعبدالغفار شكر وسامح عاشور ومنير فخرى عبدالنور والدكتور أحمد سعيد وسيد عبدالعال وتم خلال اللقاء الاستعداد لمظاهرات 30 يونية واستعراض المبادرات المطروحة لتجنب الصدام.
تجنب الصدام
وقد تلقى الدكتور السيد البدوى اتصالًا هاتفيًا أثناء الاجتماع من اللواء محمد العصار أبلغه خلاله رسالة من الفريق عبدالفتاح السيسى إلى قادة الجبهة المجتمعين مفادها أن الفريق السيسى يأمل فى أن ينتهى الاجتماع بحلول تدفع إلى الحل وتجنب البلد الصدام وتدفع إلى حوار ينهى الأزمة.
وكان رد قادة الجبهة على اللواء العصار: «أنتم شهود على جميع المحاولات التى بذلناها للخروج من الأزمة ولكن الإخوان أغلقوا جميع الأبواب وأنه لم يعد بأيدينا شىء نقدمه.
انتفض رئيس الوفد فى أزمة النائب العام ليدافع عن المبدأ وليس الشخص وكانت هذه الأزمة هى: بداية الشرارة لثورة 30 يونية. ومن بعدها جاءت أزمة الإعلان الدستورى لتبدأ مصر طريق الثورة الثانية.
ففى الجمعة 12 اكتوبر 2012 عقد الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا فى مقر الحزب رفض فيه قرار الرئيس مرسى بإقالة النائب العام وأعلن فيه قيام شباب الحزب بتشكيل دروع بشرية أمام مكتب المستشار عبدالمجيد محمود لتمكينه من ممارسة مهامه.
أزمة التوريث
«مبارك» ل«العادلى» قلت لكم.. «البدوى» نمر يجب تكتيفه
فى أعقاب الخطاب التاريخى الذى ألقاه الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد فى أغسطس 2010 والذى أعلن فيه رفضه للتوريث، وقال لسنا تراثاً أو عقاراً حتى نورث.. ووالله لن نورث بعد اليوم فمصر أكبر من أن تورث.
استدعى الرئيس حسنى مبارك وزير داخليته حبيب العادلى وقال له شوفوا أى حاجة للبدوى فقال له: يا ريس ما عليهوش حاجة فقال له يعنى هيتساب كده.. أدى النتيجة.. وقال مبارك قولته المشهورة، أنا قلت لكم البدوى ده نمر ويجب تكثيفه وما سمعتوش كلامى.
كان خطاب رئيس الوفدالذى ألقاه فى المؤتمر الجماهيرى الذى انعقد بالمقر الرئيسى للحزب للمطالبة بضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات والذى أعلن فيه رفضه للتوريث بشكل قاطع قد أحدث ردود أفعال واسعة داخل النظام، وذلك لكونه أول رئيس حزب سياسى كبير يتخذ هذا الموقف وأول رئيس للوفد يتحدث عن التوريث من 10 سنوات.. وتسببت العبارات القوية التى تضمنها الخطاب فى غضب رموز النظام ومنها عبارة: متى استعبدت الشعب المصرى وقد ولدتهم امهاتهم احراراً.. فلسنا تراثاً أو عقاراً حتى نورث.
قرار باعتقال البدوى
على نفس خطي نظام مبارك.. سار الدكتور محمد مرسى، وكما دفع الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد الثمن بسبب موقفه فى الثورة الأولى.. دفع أيضاً الثمن فى الثورة الثانية.
فى 24 أغسطس 2013 أى بعد الثورة ب54 يوماً توجه رئيس الوفد الى مطار القاهرة قاصداً الخرطوم وذلك فى مهمة خاصة الى السودان، يلتقى خلالها الرئيس وكبار المسئولين هناك، وفوجئ البدوى عقب انهاء اجراءات سفره بوجود قرار بمنعه من السفر وإدراج اسمه على قوائم الممنوعين، واضطر على أثر ذلك للعودة من المطار رغم ان السفر كان بتكليف من الدولة.
عاد البدوى من المطار يوم 24 أغسطس ليجرى اتصالات مع كبار المسئولين، وتم إلغاء قرار المنع ورفع اسم البدوى من المطارات والمنافذ، وعاد فى اليوم التالى 25 أغسطس حيث سافر الى الخرطوم.
وقالت مصادر رفيعة المستوى إن الدكتور محمد مرسى كان قد قرر اعتقال البدوى فى حال فشل ثورة 30 يونية وذلك لموقفه من الثورة..وأشارت المصادر الى ان قرار المنع من السفر كان تمهيداً للاعتقال.
أزمة الإعلان الدستورى
مع تصاعد أزمة الإعلان الدستورى دعا الدكتور محمد مرسى الدكتور السيد البدوى لمقابلة فى مقر رئاسة الجمهورية.. توجه البدوى للقاء الرئيس وحمل معه مطالب جبهة الإنقاذ ووضعها أمامه علي أمل أن تنتهى الأزمة ويتراجع الرئيس عن الاعلان الدستورى.
قال البدوى ل«الرئيس»: لابد من إلغاء الإعلان الدستورى وتشكيل حكومة جديدة والدخول فى حوار مع جبهة الانقاذ، وطلب البدوى من الرئيس سرعة إجراء مصالحة مع القضاء.
وشدد البدوى خلال لقائه الدكتور مرسى علي أن هناك تدخلاً من جانب بعض القيادات الصغيرة من الإخوان فى أعمال السلطة التنفيذية والوزراء، وحذر من أن هذا التدخل يسىء للدولة المصرية ولابد من وقفه فورًا.
وأشار رئيس الوفد إلي واقعة حكاها أحد قيادات الوفد بالإسكندرية تتلخص فى قيام أحد القيادات الوسطى بالإخوان بالتحدث مع وزير الداخلية الأسبق بلهجة تحذيرية وكأنه رئيس للجمهورية، وكان هذا الحوار على مرأى ومسمع من الناس.
من جانبه برر مرسى صدور الإعلان الدستورى إلى تعرض مصر لمؤامرات من دول عربية، وأنه - أى مرسى - لا يريد أن يعلن عن ذلك حتى لا يحدث إساءة للعلاقات الخارجية.
وهنا قال البدوى ل«الرئيس» لا يعيبك إلغاء هذا الإعلان وكل ما ترتب عليه من آثار، ووعد مرسى بدراسة ما طرحه «البدوى».
وفى نهاية اللقاء عرض الرئيس على «البدوى» منصب مساعد رئيس الجمهورية، وطلب منه ترشيح 20 اسما لتعيينهم نوابا بالشورى.. فاعتذر «البدوى» ل«الرئيس» قائلا: لقد تعهدت منذ ترشحى لرئاسة الوفد بعدم قبول أى منصب تنفيذى فى الدولة فإن هناك 15 نائبا منتخبا ل«الوفد» فى المجلس وهذا يكفى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.