أعلنت سلطات محافظة الأقصر ، حالة الطوارئ لتأمين احتفالات مئات الآلاف من المواطنين ، ومئات السياح الأجانب ، بمولد وموكب العارف بالله، سيدى أبوالحجاج الأقصرى. وأمر المحافظ محمد بدر برفع مستوى المرافق ، وإعلان حالة الاستنفار بين العاملين بالمرافق العامة والإدارات الخدمية بالمحافظة لتوفير احتياجات زوار مولد العارف بالله سيدي أبى الحجاج الأقصرى التي بدأت هذا الأسبوع وتستمر حتى الرباع عشر من شهر شعبان الجارى ، بحسب القتويم الهجرى ، و تشكيل فرق نظافة للعمل على مدار 24 ساعة وذلك للحفاظ على صورة الأقصر في عيون زوارها من سياح العالم ، بجانب تشكيل غرفة عمليات بإشراف اللواء عادل مهران السكرتير العام للمحافظة لمتابعة كل الإجراءات الخاصة بالاحتفالات. وأمر اللواء حسام المناوى مدير أمن الأقصر برفع درجات الاستعداد بين الضباط والأفراد وإدارات المرور والدفاع المدني لتأمين الاحتفالات التي يحضرها قرابة ربع مليون مواطن من مختلف محافظات مصر وطالب " المناوى " من مدير مرور الأقصر وضع خريطة مرورية مؤقتة ، وإيجاد محاور مرورية بديلة ، خلال أيام الاحتفال وتكثيف الوجود الأمني داخل مناطق الاحتفالات ونشر مزيد من الدوريات العائمة لتأمين حركة الملاحة النهرية والمعديات الأهلية التي تشهد زحاما شديدا طوال أيام وليالي مولد سيدي أبو الحجاج الأقصرى. ووسط طقوس تتسم بسحر وغموض مصر القديمة ، و في أجواء شعبية ودينية يغلب عليها الطابع الصوفي والفلكلوري الذي اعتاد عليه المصريون في احتفالهم بموالد أوليائهم وقديسيهم في كل قرية ومدينة مصرية ، بدأت بمدينة الأقصر ، الاحتفالات السنوية بمولد أبوالحجاج والموكب السنوى الذى يطلق عليه " دورة أبوالحجاج " التى تقام على غرار مهرجان آمون الفرعوني الذي كانت تجرى مراسمه على أرض المدينة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام . ويخرج الآلاف إلى ساحة مسجد سيدي أبى الحجاج الاقصرى ويتحركون منها طائفين بين شوارع وميادين الأقصر يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن الكريم ويلعبون لعبة التحطيب والرقص بالعصا التي عرفها المصريين القدماء منذ آلاف السنين ،وكذلك الرقص بالخيل ، وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش ، تتبعهم عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عملة فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم فى مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني مثير للدهشة ، وفى تقليد تشهده الأقصر كل عام طوال اكثرمن ثمانية قرون مضت . وقال الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى استاذ الأدب الشعبى والروائى المعروف وعميد العائلة الحجاجية فى الاقصر إن الاحتفال بمولد سيدى ابى الحجاج لا يوافق ذكرى مولده ولا ذكرى وفاته ، وأن المصريين اعتادوا منذ قرون وقبل اختراع الكهرباء على الاحتفال بموالد أوليائهم فى الليالى " المقمرة " أى فى منتصف الشهور العربية ، مشيرا إلى أن أغلب الموالد تقام ما بين 13 و17 من كل شهر عربى .
وتجرى الاحتفالات بمولد وموكب سيدى ابوالحجاج ، كل عام ، فى صورة كاملة لما كان يجرى فى عيدي الوادي وأويت الفرعونيان اللذان كانت تشهدهما الأقصر فى عصور الفراعنة.