حمدين صباحي.. خالف تُعرف

حمدين صباحي.. سياسي معارض، تعرض للسجن في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وسبق له الترشح مرتين لرئاسة الجمهورية، ولكن الحظ لم يحالفه في المرتين.
في المرة الأولى كان قريباً من تحقيق المفاجأة، وحلّ ثالثاً بعد المعزول محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق، وتفوق على عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى، والأخيران كانا فرسا الرهان في جميع الاستطلاعات التي سبقت المعركة الانتخابية.
"هنكمل حلمنا".. كان شعار صباحي في انتخابات الرئاسة عام 2014، حيث دخل منافساً للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي اكتسح الانتخابات، ولكن صباحي وحملته كان لهما رأي آخر، حيث لجأوا إلى التشكيك في نزاهة الصناديق، ولكن الأمر لم يصل إلى الانسحاب من السباق كما أراد بعض المتشددين من أنصاره عقب تمديد التصويت ليوم ثالث بقرار من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
ولكن صباحي ارتبط دائماً بالمواقف المتضاربة المتناقضة، ومحاولة "الرقص على السلم"، شأنه مثل معظم السياسيين الذين خرجوا علينا بعد ثورة 25 يناير بالشعارات الفضفاضة.

ولعلّ أبرز المتناقضات هي موقف صباحي من الإرهاب الأسود الذي تواجهه مصر منذ صعود الإخوان إلى السلطة، والذي أصبح أكثر شراسة وخسّة ودناءة بعد سقوط رئيسهم المعزول مرسي عقب ثورة شعبية شارك فيها صباحي نفسه في الثلاثين من يونيو.
يعترف صباحي بالإرهاب، ولا ينكره، ولعل أبرز ما جاء على لسانه في مواجهة تلك الظاهرة ما يلي:

مصر تواجه الإرهاب وستهزمه.. لعنة الله على الإرهاب الخسيس.. الألم يفطر قلوبنا ومصر ستهزم الإرهاب.. جماعة الإخوان مسئولة عن كل عمليات الإرهاب في مصر سياسياً.. لن أسمح بوجود الإخوان في مصر سواءً كان ذلك في صورة حزب سياسي أو جماعة ( التصريح الأخير كان خلال حملة ترشحه للرئاسة عام 2014 ).

ولكن صباحي أبى أن يمر حكم إحالة مرسي والإخوان إلى فضية المفتي في قضية التخابر واقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير، إضافة إلى تنفيذ حكم الإعدام في 6 من أعضاء تنظيم بيت المقدس الإرهابي، دون أن يكون له تعليق على طريقة "خالف تُعرف"، أو أن يضع بصمته الشهيرة في اللعب على جميع الأوتار.
فقد كتب المرشح الرئاسي السابق، وزعيم التيار الشعبي، تغريدة على موقعه الشخصي على "تويتر" قال فيها: يخطئ من يعتقد أن الإعدام هو الحل.

لم يُشر صباحي إلى السبب الذي دفعه لكتابة هذا الرأي، ولكن "كل لبيب بالإشارة يفهم"، فالمرشح الرئاسي السابق يقصد بالطبع الحكم بإعدام مرسي وإخوانه، وتنفيذ الإعدام في تنظيم بيت المقدس الإرهابي الذي يستهدف ضباط الجيش والشرطة في سيناء وفي العمق المصري، وهو الإرهاب الذي أدانه صباحي شخصياً في الكثير من المناسبات بأشد العبارات.