ظاهر حب الشباب وتناثر الحبوب والرؤس السوداء على الوجه التي تصيب المراهقين، من أكثر الظواهر المؤرقة والمزعجة لديهم من الجنسين سواء الذكور أو الأناث على حد سواء، ولم يقتصر ظهوره على الوجه فحسب بل يظهر في مناطق متفرقة من الجسم مثل الظهر، والصدر، والكتفين، والأذرعين. ويقول الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث السابق، إن حب الشباب ظاهرة تنتج أثناء التغييرات الهرمونية المصاحبة لفترة المراهقة في جسم الإنسان، وتظهر على هيئة حبوب حمراء يصاحبها صديد أو رؤوس سوداء أو رؤوس بيضاء، وهي تكثر لدى ذوات البشرة الدهنية. ويتابع :"توجد عديد من العوامل التي تلعب دورا هاما في زيادة حدّة حب الشباب، لعل أهمها الضغوط العصبية والنفسية كالقلق والاكتئاب والتفكير الدائم، حيثُ نجد أن هناك أشخاصًا بالغين من العمر فوق ال30 أو 40 عامًا يظهر لديهم حب الشباب، وهذا يرجع إلى كثير انفعالاتهم والضغوط العصبية الذين يتعرضون لها". ويشير إلى أن هناك كثيرًا من المغلوطات والأقوال الشائعة عن وجود ثمة علاقة بين حب الشباب وبعض المأكولات، لافتًا أن هذا غير صحيح حيثُ لم يثبت علميًا بأن هناك بعض من المأكولات الغنية بالدهون والسعرات الحرارية العالية التي تتسبب في ظاهرة حب الشباب. ويضيف الناظر:" تفريغ حب الشباب أو لمسها أو العبث بها بواسطة الأيدي، أو محاولة فتح الحبة لتفريغ الصديد بها بالضغط عليها، هذا قد يساهم في ظهور ندبات كبيرة في الوجه بعد اختفاء حب الشباب نهائيًا، بالإضافة إلى ظهور علامات وحفر غائرة على الجلد مما يؤدي إلى تشويه البشرة"، لافتا أن هذه الندب من الصعب جدا ازالتها بالعلاج الموضعي، لأنها تحتاج إلى خضوع عدة جلسات من الليزر للحصول على النتيجة المثلي. ويكمل الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية حديثه قائلا :" يعد العلاج الأمثل في ظاهرة حب الشباب باستخدام الكريمات والمراهم الموضعية ومحاليل طبية تساعد على تقليل إفرازات الدهون، ومضادات حيوية، إذا كان حب الشباب مصاحب معه صديد، وفي الحالات التي يوجد بها علامات وندبات يتم معها استخدام كريمات التقشير أو الخضوع لجلسات الليزر، أما في الحالات التي يكثر بها الحفر الغائرة والندب يتم حقنها بالفيلر".