قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها روسيا تجبر الرئيس فلاديمير بوتين على مراجعة خطط بناء جيش "لا يقهر"، رغم استعداد موسكو لتنظيم واحد من أكبر استعراضات القوة منذ أي وقت مضى في الساحة الحمراء نهاية هذا الأسبوع. ونبهت الصحيفة إلي أنه عندما وعد "بوتين" بإنفاق أكثر من 20 تريليون روبل لتحديث الجيش في أواخر عام 2010، ما يعادل نحو 650 مليار دولار وقتها، شكك بعض كبار المسئولين في قدرة موسكو على تحمل ذلك، والآن، اضطر الكرملين مع قلة عائدات النفط والعقوبات الغربية، إلى خفض الإنفاق وتأجيل الخطط الدفاعية الأخرى. وذكرت الصحيفة أن مشروع التحديث كان يهدف إلى استبدال 70% من الأسلحة الروسية، والتي يعود الكثير منها إلى الحقبة السوفيتية، بمئات الدبابات الحديثة والمدافع والغواصات والطائرات المقاتلة.. وبدوره، تضاعف الإنفاق العسكري الروسي في الفترة من 2007 وحتى 2013. ولفتت الصحيفة إلى أن المعلومات المعلنة حول نفقات الدفاع قليلة، ولذلك فإن ملامح عملية خفض الإنفاق لا تبدو واضحة.. لكن حتى بوتين نفسه قد صرح الشهر الماضي بأن مواعيد خطة التحديث قد تحتاج إلى تغيير، قائلا "لا يتعلق ذلك بالاقتصاد فقط، ولكن أيضا مع حقيقة أن قطاع الدفاع ليس على استعداد تماما لإنتاج أنواع معينة من الأسلحة في الوقت المحدد، ولكن من دون أدنى شك، سيتم تحقيق البرنامج". ميزانية وزارة الدفاع الروسي ديمتري ميدفيديف ونقلت الصحيفة ما قاله رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف :" إن ميزانية الدفاع، التي ارتفعت بمقدار الثلث هذا العام إلى 3.3 تريليون روبل، تحتاج إلى تعديل، وتشير بيانات حكومية إلى أنه سيتم خفض ميزانية الدفاع لعام 2015 إلى ما يقرب من 5%، ما يقدر ب157 مليار روبل". وأشارت الصحيفة إلى أن الإنفاق العسكري الروسي يهدف هذه السنة إلى استبدال 30% من عتاد القوات المسلحة بأسلحة حديثة، وتشمل الخطط 50 سفينة حربية جديدة للبحرية وصفقة للجيل القادم من دبابة "تي-14" المبنية على منصة الدبابة "ارماتا" الروسية، التي تتفاخر بها صناعة الدفاع الروسية وتؤكد أنها ستنتج أفضل عربات القتال في العالم. انخفاض قيمة الروبل لفتت الصحيفة إلي انخفاض قيمة الروبل وحده أثر بشدة على الإنفاق العسكري الروسي، بعد أن كان الروبل ثالث أكبر العملات قيمة مقابل الدولار في العالم قبل الأزمة، وفقا لدراسة أجراها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. الانفاق العسكري لروسيا الجيش الروسي والآن، يحتل الإنفاق العسكري الروسي المرتبة السابعة أو الثامنة عالميا، بحسب رسلان باخوف، رئيس مركز التحليلات الاستراتيجية والتكنولوجية "كاست" الرائد في صناعة الدفاع الروسية وتجارة الأسلحة. الاقتصاد الروسي ونوهت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن الاقتصاد الروسي، المتوقع أن ينكمش بنسبة تصل إلى 4.6 % هذا العام، يكافح وسط مزيج من انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية التي قطعت معظم مصادر التمويل طويل الأجل لبعض من أكبر الشركات في البلاد.