لتصحيح المفاهيم الخاطئة، الأوقاف تسير قوافل دعوية للمحافظات الحدودية    يستحقون أكثر من التكريم    «الوزير» يتفقد الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع في المسافة من القاهرة حتى المنيا    اختيار «العلمين الجديدة» عاصمة المصايف العربية :استثمارات ضخمة وخدمات فندقية تليق بجميلة المدن الساحلية    الجريمة مستمرة والقاتل واحد    المهمة "قبل الأخيرة".. حكام مباراة بتروجيت والزمالك في الدوري    نيوم ينفي التفاوض مع أوسيمين    ضربات استباقية وسيطرة أمنية للقضاء على البلطجية ومروجي المخدرات في العبور| صور    ترامب يهدد بفرض 50% ضرائب على واردات الاتحاد الأوروبي    نيللى كريم تغنى وترقص مع تامر حسنى بحفله jukebox والجمهور يصفق لها    محمد شاهين يبكي بسبب هذا المشهد في «لام شمسية»    السفيرة نبيلة مكرم عن أزمة ابنها رامى: نمر بابتلاءات وبنتشعبط فى ربنا (فيديو)    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    أسعار مواد البناء مساء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    اليونيسيف: الأزمة الإنسانية فى غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    ضبط كيان صناعي مخالف بالباجور وتحريز 11 طن أسمدة ومخصبات زراعية مغشوشة    من مصر إلى إفريقيا.. بعثات تجارية تفتح آفاق التعاون الاقتصادي    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    كم تبلغ قيمة جوائز كأس العرب 2025؟    يختتم دورته ال 78 غدا.. 15فيلمًا تشكل موجة جديدة للسينما على شاشة مهرجان كان    محافظ البحيرة: إزالة 16 حالة تعدي على أملاك الدولة بالموجة ال 26    عاجل|بوتين: مستقبل صناعة السلاح الروسية واعد.. واهتمام عالمي متزايد بتجربتنا العسكرية    مستشفى الحوض المرصود يطلق يوما علميآ بمشاركة 200 طبيب.. و5 عيادات تجميلية جديدة    رئيس "التنظيم والإدارة" يبحث مع "القومي للطفولة" تعزيز التعاون    بث مباشر نهائي كأس مصر سيدات - الأهلي (1)-(0) دجلة.. جووول أشرقت تسجل الأول    مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة: لا عودة للمستشفيات دون ضمانات أممية    أمين اتحاد دول حوض النيل يدعو للاستثمار في أفريقيا |خاص    حزب الإصلاح والنهضة: نؤيد استقرار النظام النيابي وندعو لتعزيز العدالة في الانتخابات المقبلة    بين الفرص والمخاطر| هل الدعم النفسي بالذكاء الاصطناعي آمن؟    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    القاهرة 36 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد غدًا    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    تقديم الخدمة الطبية ل 1460 مواطنًا وتحويل 3 حالات للمستشفيات بدمياط    الزمالك يعلن جاهزيته للرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة    ندوة توعوية موسعة لهيئة التأمين الصحي الشامل مع القطاع الطبي الخاص بأسوان    جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى    قصور الثقافة تعرض مسرحية تك تك بوم على مسرح الأنفوشي    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    ضمن رؤية مصر 2030.. تفاصيل مشاركة جامعة العريش بالندوة التثقيفية المجمعة لجامعات أقليم القناة وسيناء (صور)    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    البريد المصري يحذر المواطنين من حملات احتيال إلكترونية جديدة    ضبط مدير مسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    "نجوم الساحل" يتذيل شباك التذاكر    "طلعت من التورتة".. 25 صورة من حفل عيد ميلاد اسماء جلال    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    أرني سلوت ينتقد ألكسندر أرنولد بسبب تراجع مستواه في التدريبات    استمرار تدفق الأقماح المحلية لشون وصوامع الشرقية    زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    ترامب وهارفارد.. كواليس مواجهة محتدمة تهدد مستقبل الطلاب الدوليين    مصادر عسكرية يمينة: مقتل وإصابة العشرات فى انفجارات في صنعاء وسط تكتّم الحوثيين    القنوات الناقلة مباشر ل مباراة الأهلي ضد وادي دجلة في نهائي كأس مصر للكرة النسائية    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من "شارلى شابلن" و"حسين رياض" إلى "نور الشريف" و"أحمد زكى"
سينما العمال لا صوت يعلو فوق صوت الإنسان
نشر في الوفد يوم 01 - 05 - 2015

«سينما العمال لها مواصفات خاصة فهى لا تعزف على الحكاية بمقدار اهتمامها بالمحتوى الإنسانى فى العلاقة بين العامل والماكينة والقوانين النقابية المسيطرة ليس مجريات حياة العمال فقط، ولكن تاريخ الشعوب أيضا.. ولقد كانت السينما العالمية بمثابة الراصد للعديد من المآسى العمالية التى تحولت الى أفلام. والسينما العربية كان الانسان هو بطلها الحقيقى ومن خلاله طرحت القضايا العمالية».

فيلم «الأزمنة الحديثة» أحد أفلام شارلي شابلن المهمة. استغرق العمل به ثلاث سنوات «1933-1936» ينطوي «الأزمنة الحديثة» في قالبه الكوميدي الساخر والمؤثر، على الكثير من الدلالات والمعاني العميقة والقيم الإنسانية، يعتبر هجاء مراً للآلة وجبروتها وسيطرة الرأسماليين على حياة وراحة العمال، من خلال «شارلي» الذي يعمل في مصنع قطارات ومهمته هي شدّ الصامولات في شريط متحرك تفوق سرعته سرعة العامل «شارلي» وزملائه. يراقب صاحب المصنع سير العمل بواسطة كاميرات مثبتة في مكتبه الفخم. يتم اقتراح ماكينة من شأنها أن تطعم العمال أثناء العمل لكي يأكلوا وهم يعملون بدلا من تضييع الوقت في استراحات. في البداية تعمل الآلة على ما يرام إلا أنها سرعان ما تعطب وينتهي الحال ب«شارلي» إلى تناول صامولات حديدية مع الطعام.. وتستمر أحداث الفيلم رغم الزمن الذي تطغى فيه الآلة وسلطة رأس المال.. أما فيلم «البحث عن الذهب» فأخرجه «شارلي شابلن» تدور أحداث الفيلم في صحارى ألاسكا الجليدية؛ جماعات من الباحثين عن الذهب تنتشر في شعاب الجبل.. و«شارلي» واحد منهم.. يعقد صداقة مع مكتشف أغنى مناجم الذهب في المنطقة؛ ويصحبه معه إلى حيث منجم الذهب. وفي الطريق تهب عاصفة ثلجية عاتية تحبسهما في كوخ مهجور أياما. غير أن هذه البساطة المباشرة لا تنفي ما في الفيلم من عمق.
فيلم «المدمرة بوتمكين» أهم ما يؤرخ للثورة العمالية
ويعد فيلم «المدمرة بوتمكين» المأخوذ عن قصة أهم ما يؤرخ للثورة العمالية في مدينة «سان بطرسبيرج» عام 1905, وتبدأ أحداثه في احتجاج عمال السفينة المدمرة بوتمكين على الأوضاع المزرية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للعقاب من الضباط، حينها يثور العمال ضد الضباط ويسيطرون على السفينة، وعند عودتهم يستقبلهم ثلاثة آلاف من أهل سان بطرسبيرج بالتحية والترحاب. وأثناء ذهابهم للقيصر الروسي لإخباره باحتجاجهم. لنظرتهم له حينها على أنه الأب الحاني على الشعب الروسي، إلا أنهم تفاجأوا بقرار الملك بإطلاق الرصاص عليهم بواسطة الجنود القوقازيين, ما تسبب في مقتل 1000 مدني وجرح 2000 آخرين في مشهد دموي مهيب على مدرجات الأوديسا. الفيلم يعتبر من كلاسيكيات السينما، وقد اختير عام 1958 كأفضل فيلم في تاريخ السينما في معرض عالمي في بروكسل. وأحد مشاهده المسماة المذبحة على درجات الأوديسة تعتبر من أشهر المشاهد السينمائية والفيلم هو أعظم الافلام المحرضة للثورة في العالم! لدرجة منعه لمدة وصلت الى 30 سنة في الدول الأوروبية والعالمية! من ضمن المانعين فرنسا اليابان وإيطاليا.

أنطونيو بانديراس الزعيم الروحي لعمال المنجم الثلاثة والثلاثين
والسينما العالمية استقبلت مؤخرا فيلم «الثلاثة والثلاثون»، المهتم بتناول معاناة عمال منجم الذهب والنحاس الذي حوصروا على عمق سبعمائة متر تحت الأرض لمدة تسعة وستين يوما في صيف 2010 في صحراء أتاكاما في الشيلي. وعملية إنقاذهم، وإخراجهم إلى برّ الأمان من خلال كبسولة على شكل قفص ينزل إلى أعماق الأرض ثمّ يصعد من جديد لإخراج كل عامل على حدة في عملية إنقاذ مثيرة تابعها الملايين عبر شاشات التلفزيون. الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس والممثلة الفرنسية جولييت بينوش نجما هذا العمل. وجسد أنطونيو بانديراس في الفيلم شخصية ماريو سيبولفيدا الذي أصبح الزعيم الروحي لعمال المنجم الثلاثة والثلاثين. ورغم أن عمال المنجم أصبحوا أبطالا ومن المشاهير، إلا أنهم لم يحققوا مكاسب مادية بعد الضجة الإعلامية التي أثيرت حولهم.. تناول الفيلم التفاصيل تحت الأرض مثل تزودهم بالمواد الغذائية القليلة وتناولهم المياه الملوثة من أجل البقاء على قيد الحياة. المخرجة المكسيكية باتريسيا ريجن استمرت استغرقت سنتين فى إجراء مقابلات مع عمال المناجم وعائلاتهم ورجال الإنقاذ والمسئولين الحكوميين والصحفيين الذين غطوا أحداث هذه القصة.
فيلم «شغيل الحب» يقترب من الواقع المر الذى يعيشه آلاف العمال
أما فيلم «شغيل الحب» فيقترب من الواقع المر الذى يعيشه آلاف العمال بمدينة «كالكوتا» الهندية المُهددين بالبطالة بسبب الركود الاقتصادي وسيطرة النظام الرأسمالي على حياتهم وقوت يومهم، من خلال الزوجة التي تقضي ساعات نهارها في العمل بكد مُضن في مصنع لخياطة الحقائب، بينما يعمل زوجها في طباعة الصحف ليلا، فلا يرى أحدهما الآخر إلا فى الاجازات؛ ويستعرض الفيلم حياة الآلاف من العمال الفقراء في الهند الذين تضطرهم صعوبات الحياة ومصاعبها، مُقابل أجور زهيدة، تجعل منه على الدوام خاضعا للحاجة. أما المخرج السينمائي البريطاني كين لوتش فإنه يعزف معك أنشودة نضال إنسانية من خلال «الريح التي تهز الشعير» The wind that shakes the barley الذي يعيد تسليط الضوء على بدايات الثورة الأيرلندية في عشرينات القرن العشرين والتى بنيت على كفاح العمال، الطريف أن كين لوتش كان من أشد محاربى حكومة تاتشر التي يقول عنها «إن لديها حسا حقيقيا للصراع الطبقي، وإنها ماركسية بالمعنى المقلوب، اقتنعت بأن الرأسمالية لن تستطيع البقاء دون سحق الطبقة العاملة؛ أما فيلمه «الملاحون» The navigators 2001، فكان مصور المأساة خصخصة قطاع صيانة السكك الحديدية وما ترتب عليه من تقسيم العمال على شركات الخدمة من الباطن sous-traitance ووفاة أحد العمال بعد أن دهسه قطار أثناء اشتغال فرقته اضطرارا في الليل !!!... وكذلك تجربة النضال النقابي لعاملات النظافة في أحد الفنادق الكبرى بلوس أنجلوس في فيلم «الخبز والورود» Bread and roses» 2000.
وفى فيلمه «الأرض والحرية» 1995 أراد كين لوتش من خلال هذا الفيلم إعادة الاعتبار للمنظمة الثورية «حزب العمال للتوحيد الماركسي POUM»، ربط النضال السياسي ضد الفاشية بالنضال من أجل التحرر الاجتماعي للعمال والفلاحين.
«بطل المخيم» وماريون كوتيار
أما الفيلم الوثائقي الإماراتى «بطل المخيم» فيدور حول عمال ناطحات السحاب فى دبى وما يعانيه الكثير منهم من طقس الصحراء القاسي، حتى يتمكنوا من إرسال الأموال إلى الوطن، وإلى أطفالهم الذين ينتظرون رسوم المدرسة، أو بناتهم اللواتي ينتظرن جهاز الزواج. ويروي «بطل المخيم» قصة هؤلاء العمال من خلال مسابقة الغناء السنوي التي تقام سنوياً في مخيمات العمال في دبي. وتوفر إليهم المسابقة التي تسمى باللغة الهندية «كامب كا شامب» فترة قليلة من الراحة، وفرصة لكسب جوائز نقدية.
وحصلت ماريون كوتيار على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البلجيكي «يومان وليلة واحدة»، عن عاملة مصنع عليها إقناع زملائها العمال بدعمها حتى لا تفقد عملها يبدأ الفيلم بمشكلة حقيقية ووجودية تعيشها ساندرا (ماريون كوتيار)، حيث نعرف أنها تحاول التماسك بينما هي على وشك الانهيار، فقد خرجت حديثاً من حالة اكتئاب حادة، وهي حاليا على وشك أن تسرح من وظيفتها، بسبب الأزمة الاقتصادية ولأن زملاءها في العمل قد طلبوا من رئيسهم علاوة 1000 يورو، فقد قرر الرئيس أنه في حالة دفع العلاوة لابد من تسريح أحد الموظفين وكانت ساندرا هي الضحية لغيابها عن العمل فترة بسبب الاكتئاب.
أما الفيلم المغربي «بولنوار» فسيرة مغاربة عاشوا في باطن الأرض، وعنوان الفيلم مستمد من اسم قرية منجمية تقع بمحافظة مدينة خريبكة، والمعروفة بهضبة الفوسفات. في هذا الفيلم المقتبس عن رواية للكاتب المغربي والباحث في علم الاجتماع عثمان أشقرا، يستعيد هذا العمل لمخرجه حميد الزوغي، التاريخ والذاكرة والمجتمع، باستعراضه التحولات التي عرفتها المنطقة من النشاط الفلاحي البسيط إلى النشاط المعدني، بعد الاحتلال الفرنسي للمغرب وبداية استغلال خيراته خاصة بعد اكتشاف الفوسفات. وركز الفيلم على ما شهدته المنطقة في الفترة الممتدة ما بين 1920 و1950، والمتمثلة خاصة في استيلاء المعمر على أراضي الفلاحين، الذين سيجدون أنفسهم يشتغلون في باطن الأرض ومنهم من مات في الأنفاق في ظل شروط استغلال بشع كان الهدف منه الرفع من طاقة الإنتاج إلى حدها الأقصى. وفي ظل تواتر، الأحداث التراجيدية والمأساوية، بدأ يتشكل وعي نقابي، ساهم فيه بعض الشيوعيين الفرنسيين، واعتمد المخرج في هذا الفيلم الذي تمتد قصته، على العديد من الوجوه من أبناء المنطقة.
ويعد كريستوف كيشلوفسكي من أعظم المخرجين تأثيراً في العالم، واهتمت أول أفلام كيشلوفسكى الوثائقة بالتركيز على الحياة اليومية لسكان المدن، العمال، والجنود. وعلى الرغم من عدم كونه مخرجاً سياسياً، فإنه سرعان ما وجد محاولاته لتصوير الحياة البولندية تدفع به للصدام مع السلطات. ويُعد فيلمه التليفزيونى «عمال 71»، الذي يدور حول مناقشات العمال عن الإضرابات الجماهيرية عام 1970 أحد أشكال هذا الصدام حيث لم يُعرض سوى تحت الرقابة الجذرية؛ وفيلم العمال هو أول فيلم غير وثائقى لكيشلوفسكى وقدمه للتليفزيون عام 1975 وفاز عنه بالجائزة الأولى في مهرجان مانهايم الدولى، وقد عمل كيشلوفسكى في هذا الفيلم «العمال» ثم في فيلمه التالى «الندبة» على الاستعانة بطاقم عمل كبير وفيلم «العمال» يدور حول إضرابات العمال الفنيين الذي يعملون في مرحلة الإنتاج وفى «الندبة» أظهر فيه كيشلوفسكى اضطرابات بلدة صغيرة بسبب مشروع صناعي سيئ التخطيط. وتم تصوير هذين الفيلمين على نمط الأفلام الوثائقية مستخدماً العديد من الممثلين غير المحترفين.
فيلم «العامل» منع ست مرات وحذفت أجزاء منه بناء على طلب السفارة البريطانية
وعلى الجانب الآخر فى السينما العربية نجد أن من أوائل الأفلام التى قدمت صورة إيجابية للعمل والعمال فيلم «الورشة» عام 1940 الذى أخرجه استفان روستى، لم ينجح الفيلم وقتها لغرابة قصته التى تنتحل فيها عزيزة أمير دور عامل.. أما حسين صدقى فقدم أول إنتاج سينمائي له عام 1943 فيلم «العامل» إخراج أحمد كامل مرسي معالجا مشاكل العمال في الوقت الذي لم تكن فيه نقابات حقيقية للعمال، ومطالبا بقوانين وتشريعات لرفع الظلم الواقع عليهم، ومنع الفيلم ست مرات لجرأته وحذف أجزاء منه، بناء على طلب السفارة البريطانية. وعندما عرض في الاسكندرية أضرب عمالها. أما فيلم العزيمة فيلم مصري من إنتاج عام 1939، فاعتمد على الاشارة على نظرة المجتمع أحيانا للعامل البسيط. وجاء فيلم «المظاهر» 1945 وهو كالمعتاد قصة تقليدية عن الميكانيكى الفقير، والثرى الطامع فى أموال حبيبته، وينتهى بأن يصبح الميكانيكى مديرًا لمصنعها.. «لو كنت غني» فيلم مصري تم إنتاجه عام 1942، وهو أول أفلام الكاتب الكبير أبوالسعود الإبياري، ومن إخراج هنري بركات، وبطولة بشارة واكيم وإحسان الجزايرلي وعبدالفتاح القصري يركز على أهمية العمل الشريف. ويوسف وهبى فى فيلم «ابن الحداد» يدور عن مهندس طه ابن عامل بسيط يعمل بالحدادة وعندما عاد ابنه الوحيد من أوروبا عمل بمجال ابيه حتى أصبح غنيا ويمتلك أكبر مصنع حديد وتزوج من ابنة أحد الأغنياء التي تختلف معه فى تقاليده وعاداته وتطور الاحداث حتى يفاجئها زوجها بإشهار إفلاسه وديونه فلا تتخلى عنه وتذهب معه لتعيش فى الحارة وتتعلم الطهي والغسيل وكل واجباتها كأم وزوجة وعندما يرى الزوج زوجة مخلصة له يخبرها بحقيقة الأمر وأنه لم يفلس وليس عليه أى ديون فهذا كان درسا منه لها لكي تنجح في بيتها.
«باب الحديد» و«عودة الابن الضال» رؤية يوسف شاهين السينمائية عن العمال
وفى فيلم «الأسطي حسن» عام 1952 بطولة فريد شوقي وهدي سلطان وزوزو ماضي، كتب له السيناريو والحوار نجيب محفوظ والسيد بدير، ومن إخراج صلاح أبوسيف، الفيلم أنتج قبيل قيام الثورة، وانتهى الفيلم بعبارة «القناعة كنز لا يفني» وقيل إن الفيلم رمزت فيه المرأة الثرية الى (الدولة) التى عملت على استنفاد قدرة العامل (حسن) وإنهاك قدراته في تنفيذ رغباتها دون التقاط أنفاسه، وعندما يعجز عن تحقيق مطالبها يتم الإلقاء به علي قارعة الطريق، وجاء مشهد المرأة الثرية عندما صدمت ابنه بسيارتها فكسرت قدمه ليؤكد أن الضرر لحق بابنه أيضا، نتيجة تصرفاته غير المسئولة. وفيلم «باب الحديد» من إنتاج 1958، من إخراج يوسف شاهين، أشار بشكل غير مباشر الى النقابات العمالية من خلال شخصية فريد شوقى. ثم كان فيلم «عودة الابن الضال» للمخرج يوسف شاهين من إنتاج 1976 وقصة صلاح جاهين ويوسف شاهين يعتبر الفيلم ذا طابع ملحمي حيث أفضى فيه وتدور أحداثه حول علي الذي ترك عائلته وذهب يحقق أحلامه في مصر ولكنه وقع فريسة في يد من يستغل أحلامه في مشاريع وهمية فيدخل السجن، وعندما يخرج منه يجد أخاه «طلبة» قد أخذ في يده موازين السلطة ويتحكم في عمال المصنع. ولكن «علي» بعد مروره بهذه التجربة المريرة لا يستطيع تقديم العون لعمال المصنع برغم اعتمادهم عليه ووعوده لهم.
وأكثر الأفلام شهرة عن قيمة العمل هى فيلم «الأيدى الناعمة» وحظى باهتمام كبير من الثورة للتأكيد على أهمية العامل المصرى ودوره فى النهضة.
وفيلم «النظارة السوداء» يركز على العزف أهمية النقابات العمالية ومحاولة مديرى المصانع لافساد العلاقة بين القيادات العمالية المتمثلة فى المهندس الذى قام بدوره «أحمد مظهر» والعمال.
أما فيلم «النمر الأسود» فيدور حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصري «محمد حسن المصري» في ألمانيا الذي يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة في ألمانيا. يعاني هذا العامل في الغربة صعوبة التعامل مع الآخرين لعدم قدرته على التحدث بالألمانية أو حتى بالإنجليزية، وأيضا يعاني من اضطهاد زميل له في العمل بسبب كونه أسود البشرة ويدبر له مكيدة يكون من نتائجها فصل العامل المصري من العمل بدون شهادة خبرة. يتعرف العامل أثناء فترة عمله على مدرب ملاكمة مصري يوناني فيعتبره صديقا له، ويتدرب على يديه حتى يصبح بطلا في الملاكمة. ويتعرف أيضا على جارة له ويقع في حبها، غير أن والدها لا يرضى أيضا بأن تتزوج ابنته من زنجي أسود، إلا أنهما يتزوجان ويفرض العامل نفسه على الصناعة بفكرة جديدة يطرحها على ماكينة الخراطة ومن ثم يصبح رجلا مسئولا غنيا له شأنه في ألمانيا.
وجاء إبداع المخرج عاطف الطيب فى فيلم «سواق الاتوبيس» حول «حسن» الذي يعمل سائقا لأتوبيس نقل عام نهارا وسائقا لسيارة أجرة «تاكسي» ليلا. وهو الأخ الوحيد لخمس بنات، والده «عماد حمدي» يمتلك ورشة نجارة وبسبب إهمال زوج أخته الذي يدير الورش تحجز الضرائب عليها، وتقدم للبيع في مزاد علني، ويحاول حسن إنقاذ الورشة من البيع لأنها تمثل سمعة والده.. وفيلم «العوامة 70» تتناول فكرة العامل الذى يدفع حياته عندما حاول محاربة الفساد.
وأما فيلم «أغنية على الممر» فقد اعتمدت فى أغنيتها على دقة المعول للعامل والفلاح .. ولكن يعد فيلم مدكور ثابت التسجيلى «ثورة المكن» الذى أكد على دور المكينة كرمز لقوة مصر وتحولها من مجتمع زراعى الى مجتمع عمالى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.