لا يختلف اثنان علي أن الأخذ بما وصل إليه العصر يعد أمرا ضروريا، خاصة في مجال التعليم، ومن ثم فإن فكرة تحميل المقررات الدراسية علي «التابلت» وتوزيعه علي التلاميذ بالمرحلة الابتدائية فكرة طيبة. نتذكر أن بداية العام الدراسي الحالي 2014-2015 شهدت تعليمات د. محمود أبوالنصر وزير التربية التعليم السابق بتوزيع «التابلت» المدرسي علي تلاميذ 6 محافظات تمهيدا لتعميم الفكرة، والغريب أن «التابلت» لم يحل مشكلة الكتب المدرسية التي تكلف الدولة مليارات الجنيهات! فهناك العديد من الأمور في هذا المجال: معظم المعلمين لم يتدربوا علي استخدامه، وفي الوقت الذي تسلم فيه التلميذ «التابلت» حرم منه المعلم تماما مثلما يحرم من استلام الكتب الخاصة بمادته، هذا الي جانب أن استخدام ذلك «التابلت» مرتبط بشكل رئيسي بالسبورة الذكية، كما أن وزارة التربية لم تهيئ المناخ العام لتقبل التلاميذ وأولياء الأمور للفكرة، وعندما قامت بعض المواقع الالكترونية وبعض الصحف كشف ما شهده مشروع «التابلت» من أوجه فساد مالي غضب الوزير وأجبر المعلمين علي التوقيع علي نشره بعدم الادلاء بأي رأي للصحافة، علي أي حال نحمد الله أن معاليه لم يأمرهم بمقاطعة الصحف. نعود الي عنوان المقال، هناك خيار وفاقوس في مدارس مصر، التي لا نعرف عددها تماما قيل هي 45 ألفا أم 48 ألفا، فالعواصم التي تحمل اسم محافظات الفئة الأولي مثل القاهرة والاسكندرية تتضمن مدارس الي حد كبير تفي بالغرض لا يشعر الطالب فيها بأي حرمان من حقوقه وأهمها وجود دورات مياه آدمية لقضاء الحاجة أما مدارس الوجه القبلي ومنها أسوان والأقصر وسوهاج وغيرها فلا تصلح لاستقبال التلاميذ فدورات المياه غير صالحة بالمرة. ومواسير الصرف الصحي والمياه متهالكة لأنها أقيمت بجهود ذاتية، والسبورات - إن وجدت - قديمة ولونها رمادي وليس أسود!، والتلاميذ لا يعرفون القراءة والكتابة - حتي المرحلة الإعدادية - فهل يعالج «د. الرافعي» هذه الأمور البسيطة المهمة جدا.. نأمل.