زادت أعداد المسنين في العقود الأخيرة بسبب التقدم في مجال الرعاية الطبية والاجتماعية، ويعتبر مرض السكر من أكثر الأمراض انتشاراً في الأعوام الأخيرة، خاصة بين كبار السن، وبحلول عام 2030 سوف يزداد عدد المصابين بمرض السكر بعد سن الستين بنسبة 336٪ وتصل نسبة الإصابة بالسكر عند سن الخامسة والسبعين إلي 20٪. تقول الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض الباطنة العامة والسكر بكلية طب قصر العيني، رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم: تختلف وجهات النظر في علاج مرض السكر عند كبار السن، وفي اختيار الأدوية باختلاف الميتابوليزم عند المسنين وبسبب زيادة احتمالات الإصابة بنقص مستوي السكر في الدم عند هؤلاء المرضي. وقد يظهر مرض السكر عند كبار السن لأول مرة علي شكل التهابات بسيطة ولكن يصعب السيطرة عليها وقد يظهر علي شكل عدم التحكم في عملية التبول وهو يزيد من نسبة الإصابة باضطرابات الذاكرة إلي ثلاثة أضعاف الأشخاص المسنين غير المصابين بمرض السكر.. وتزداد نسبة الإصابة بالاكتئاب في المسنين المصابين بالسكر إلي سبعة أضعاف في غير المصابين بالسكر، كما تزداد احتمالات كسور الحوض واضطرابات الحركة. وتزداد أيضاً نسبة خطورة بعض مضاعفات السكر بعد سن الستين مثل الإصابة بغيبوبة السكر الكيتونية وغير الكيتونية، خاصة في حالة وجود التهابات رئوية أو إصابات القلب والشرايين. ويعتبر مرضي السكر من المسنين أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأعصاب الطرفية واضطرابات وظائف الكليتين وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وبالتالي تكثر الإصابة بالالتهابات والعدوي، خاصة عدوي الدرن والتهابات الجهاز البولي والأذنين والإصابة بالفطريات. وتشير الدكتورة إيناس شلتوت: أما بالنسبة للعلاج فينقسم الأطباء إلي فريقين، فريق ينصح بضبط مستوي السكر في الدم بشكل مقارب لمستواه في الأشخاص الطبيعيين وأن يتراوح معدل السكر الصائم في الدم حوالي 110 ملليجرامات وألا تزيد نسبة الهيموجلوبين السكري عن 7٪، وفريق يوصي بالسماح بالارتفاع بنسبة السكر في الدم بعد ساعتين من الأكل إلي 200 ملليجرام. ورغم اختلاف رأي الفريقين فإن اختيار الطبيب المعالج لنوع العلاج يتوقف علي المشكلات الصحية المصاحبة لمرض السكر. وتؤكد الدكتورة إيناس شلتوت: غالباً ما نعتمد في علاج كبار السن علي الأقراص الخاصة بالسكر من مجموعة السلفونيك يوريا، ويفضل الابتعاد عن الأنواع القوية طويلة المفعول حتي لا يصاب المريض بنقص السكر في الدم التي غالباً ما تحدث في كبار السن بدون إنذار، كما لا يفضل تناول بعض أنواع أدوية السكر التي لديها مضاعفات علي الكبد أو الكليتين، أما حقن الأنسولين فإذا لزم إعطاؤها يجب استخدامها تحت الإشراف العائلي حتي لا يحدث خطأ في الجرعة إذا ما تناولها المريض بنفسه بسبب قصور الرؤية أو عدم قدرة المسن علي إعطاء حقنة الأنسولين لنفسه بسبب مشاكل في الحركة أو تيبس المفاصل. ولكن دائماً ما يصعب الالتزام بالنظام الغذائي عند كبار السن لصعوبة تغيير العادات الغذائية أو ضعف حاسة التذوق أو صعوبة الحركة أو تحضير الطعام، وقد يتطلب الأمر إعطاء المريض بعض الفيتامينات والمعادن في حالة نقص عدد السعرات الحرارية التي يتناولها المريض عن ألف سعر حراري يومياً. وننصح مرضي السكر من كبار السن بممارسة الرياضة التي تؤدي إلي زيادة درجة اللياقة البدنية ونقص مستوي السكر وانخفاض ضغط الدم ومستوي الدهون في الدم، لكن دائماً ما يكون هناك حذر خوفاً من التعرض لنوبات هبوط السكر أو بعض المضاعفات علي القلب أو احتمالات إصابة القدمين أو كسور في العظام.