أبلة فضيلة.. صوت يحمل حنين الماضى وأمل المستقبل، تؤمن أن الإنسان من حقه أن يعمل، طالما لديه ما يعطيه للآخرين، دون قيود، ومازال برنامجها «غنوة وحدوتة» يحقق نجاحاً كبيراً، ويقبل على سماعه الصغار والكبار، رغم وجود وسائل الاتصال الحديثة، فحدوتة أبلة فضيلة الصباحية تفتح الأمل فى النفوس، وتعطى جرعة تفاؤل لاستقبال يوم جديد، كرمتها كلية إعلام الأهرام الكندية فسعدت باستقبال الطلبة لها، وأرادت أن تحكى لنا حدوتة تحلم بها خلال حوارنا معها؟ أبلة فضيلة.. ما الحدوتة التى تريدين أن تمتعى القراء بها هذا الصباح؟ - حدوتة كبيرة لشخص تمنيت مقابلته، لأنه فارس مصرى أحب وطنه فدافع عنه بكل ما يملك، وجعل الشعب يلتف حوله، وأنا كإنسانة مصرية وإعلامية تربى على صوتها أغلب أبناء الشعب، أقول لابنى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أريد مقابلتك لأشد على يدك، واطمئنك بأن مصر بها ناس طيبين تدعو لك، وأطلب منك ألا يهان رمز إبداعى فى عهدك، فرموزنا لا تعوض وحقها التكريم والاهتمام، ولابد من البحث عنهم، فاعلم أنك تحترم الكبار وتقدر مشوارهم الإبداعى، وحان الوقت للنظر إليهم، فالماضى هو الذى يصنع الحاضر، وتوتة توتة خلصت الحدوتة. كيف تحافظى على نجاح برنامجك «غنوة وحدوتة» فى ظل وجود الفضائيات والإذاعات ووسائل الاتصال الحديثة؟ - برنامجى لا يتعدى عشر دقائق.. وأعتبره من البرامج الخفيفة الهادفة، وله مضمون يجبر الإنسان على سماعه، بجانب طريقتى فى تقديم الحدوتة للمستمع، فصوتى لا يتغير، فهو صوت طفلة فى سن السبعين، ووجود النت بكل وسائله أتاح الفرصة للاستمتاع بالحدوتة عبر مواقعه، فزادت نسبة الاستماع. هل برنامج «غنوة وحدوتة» مازال يشد أذن الطفل المصرى التى أغرته أقلام الكرتون وقنوات الأطفال المتعددة؟ - «غنوة وحدوتة» برنامج امتد عبر السنوات، واحتفظ بمكانته عند الأطفال، ومقابلتى للأطفال سواء فى الندوات أو المهرجانات، وترحيبهم بى دليل على استماعهم للبرنامج، وصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، أنتجت البرنامج بالرسوم المتحركة مع الاحتفاظ بصوتى، ويعرض على التليفزيون والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر». فجذب الأطفال إلى الاستمتاع به، وأيضاً الشباب، مثل ما حدث أثناء تكريمى فى الأهرام الكندية، وتصفيق الشباب، جعل دموعى تتساقط فرحاً بأن جيل «الفيس» عاشق لصوتى. لماذا غابت الحدوتة عن الشاشات والإذاعات باستثناء برنامجك؟ - الإذاعة تعتمد بشكل أساسى على جمال الصوت.. ولم يعد لدينا المذيع المتخصص، فالكل يسعى بأن يقدم برامج سياسية لأنها موضة هذه الأيام. وهو نفس الشىء فى الفضائيات، التى تعتمد على إذاعة أفلام مدبلجة أو مسلسلات كرتونية مصرية وعربية وأجنبية، واختفت الحدوتة تماماً، حتى من الأم فى المنزل لأنها ترجع من عملها مرهقة، وتتسابق مع الوقت لقضاء أعمالها المنزلية، ومساعدة أولادها فى المذاكرة، ولا يوجد وقت لديها لتحكى حدوتة لأطفالها. انتشر العنف بين الأطفال فى الشارع والمدارس بشكل مخيف.. فما أسباب ذلك؟ - السبب الرئيسى فى انتشار العنف هو الإعلام والدراما والسينما. فالطفل لا يشاهد إلا الدماء على الشاشات، فالبرامج تنقل الحروب وما يصنعه الإرهاب فى الدول من قتل وذبح بطريقة وحشية، والدراما تعرض مسلسلات تساعد فى تدنى الأخلاق وتزعزع قيم المجتمع، ويشاهد الطفل المرأة العاهرة والمطاوى والأسلحة، وأيضاً السينما التى احتلتها أفلام السبكى وغيره، واستخدم الأطفال فيها كسلعة مثل أطفال الشوارع أو ظهورهم فى مشاهد غير أخلاقية تتنافى مع عادات المجتمع، كما غابت برامج الأطفال واعتبرها البعض فى المرتبة العشرين، وغياب دور المدرس والمدرسة فى تعليم الأخلاق الحميدة والتربية، وأيضاً البيت أثر على سلوك الأطفال، وأصبح العنف رأس ماله. هل العقاب.. وتشديد الرقابة على الأطفال يساهم فى القضاء على العنف؟ - أولاً.. لابد أن يغير الإعلام رسالته، وينتبه إلى أن مصر تحارب الإرهاب، وكل يوم يغتال الأبرياء، وعليه أن ينتج برامج للأطفال توازى افلام الكرتون الأجنبية من إبهار وتقنية فى إخراج الأعمال حتى تجذب الطفل اليها، ثانياً.. عودة الأنشطة بالمدارس وتوفير ميزانية خاصة لها حتى تستوعب طاقات الأطفال، ثالثاً الرقابة على كل ما يقدم سواء من أعمال درامية أو سينمائية لحماية الأطفال والمجتمع من أعمال. العنف، لابد من اهتمام الأسر بتربية الأطفال واختيار برامج لهم لمشاهدتها، بعيداً عن برامج الدم والقتل، مع الوصول إلى عقاب الطفل الذى يخطأ. لماذا نتباكى دائماً على جيل العمالقة؟ - لأنه جيل تعلم على المبادئ والقيم، وأمتع الشعب المصرى وسانده، وكل اسم من العمالقة له رونقه وترك تراثاً ذاخراً بالإبداع، وساهم كل إنسان فى بناء الوطن، وشجع الناس على العمل والانتماء، أما الآن لا شكل ولا لون ولا إعلام. هل تؤيدى قرارات هيكلة ماسبيرو؟ - ماسبيرو مظلوم بحملات العداء عليه.. ونعلم جميعاً أن هذه الحملات سببها إعلام رؤوس الأموال لهدم إعلام الدولة، وأنا ضد الهيكلة، ومع تطوير الإعلام الرسمى لأنه خدمى، والدولة لابد أن تعى أهميته فى هذا التوقيت، ولابد أن تكف الأقلام عن مهاجمته، فهو من صنع إعلام العالم العربى ومازال يعطى خبراته لهم، وأطالب رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بأن يصدر قرار بإلغاء الهيكلة وضخ أموال لإنتاج برامج تساند الدولة فى مشروعاتها وبث روح الأمل فى نفوس الشعب، التليفزيون المصرى هو نفسه التليفزيون الذى كان يطارد الضيوف معديه للظهور، ولم يفقد بريقه بمقارنة ببرامج الفضائيات، فهو يحتاج للاهتمام والتدريب، وإطلاق برامج لكل الفئات بعيدا عن تشابه الأفكار، والابتعاد عن تكرار الضيوف.