ابله فضيله توفيق يا ولاد يا ولاد .. تعالوا .. تعالوا علشان نسمع أبلة فضيلة ... راح تحكيلنا حكاية جميلة، كلنا غنينا مع تتر برنامجها اليومي الشهير «غنوة وحدوتة» « الذي يأخذنا الي عالم المتعة والخيال .. اكثر من 50 عاما متصلة وهي تحكي لنا الحكايات ومازالت بصوتها الدافيء الرقيق، أنها الإذاعية فضيلة توفيق احد رواد الاذاعة المصرية.. والتي كان معها هذا الحوار:
منذ 50 عاما وانت تقدمين بشكل يومي برنامجك (غنوة وحدوتة) فما سر نجاحه ؟ سر نجاح البرنامج هوالحب، انا احب الاطفال جدا وأشعر حتي هذه اللحظة انني مازلت طفلة في عالم الطفولة إلي جانب التطوير والتجديد بشكل مستمر في البرنامج حتي تواكب الحواديت التي نقدمها روح العصر وأحرص في كل ما اقدمه للطفل ان يكون مفيدا وممتعا في نفس الوقت فالخيال شئ مهم جدا للاطفال ولهذا أقدم نماذج من حواديت التراث وأيضا الحواديت المعاصرة عن الفضاء والكمبيوتر والانترنت وغيرها . ما هي مواصفات مذيعة الاطفال المتميزة في رأيك ؟ لا بد ان تكون محبة للأطفال ولهذه المهنة وأن تتخصص في برامج الاطفال فقط واهم شئ أن تدعم ذلك بالدراسة حتي تستطيع أن تفهم الطفل وتعلم ما يدور في ذهنه، فالطفل ذكي جدا في بداية عملي مع الاطفال اخذت الكثير من الدورات في كيفية التعامل مع الطفل وأدب الطفل وهذه الدورات افادتني كثيرا في عملي كيف تري ابلة فضيلة مشاكل الطفل المعاصر؟ من خلال تجربتي مع الاطفال علي مدار اكثر من جيل استطيع ان اقول ان طفل الامس عاش طفولته كاملة بالحب والحنان والدفء والامومة الفياضة بسبب تفرغ الام له وان كان اقل ترفيها بالنسبة للطفل اليوم الذي أصبح لديه العديد من وسائل الترفيه، وما يحزنني هوالعنف الذي اصبح منتشرا جدا عند طفل اليوم وهذه ظاهرة خطيرة يجب مواجهتها واعتقد أن السبب وراءها هو بعض افلام الكارتون المليئة بالعنف غير المبرر وانشغال الام بالعمل عن الطفل مما يجعلها لا تختار ما يشاهده ابناؤها من برامج وافلام. هل الطفولة في مصر تحظي بالاهتمام الكافي ؟ بكل أمانة هناك اهتمام بالطفل قد يكون ليس علي المستوي الذي ينبغي ان يكون ولكنه بداية مهمة ويجب ألا نغفلها ولكن بالتأكيد الطفل في حاجة لمزيد من الاهتمام ففي أغلبية دول العالم الاهتمام بالطفل اكثر بكثير منه في مصر سواء علي مستوي التعليم اومستوي برامج الاطفال ويظهر ذلك بوضوح في روسيا وامريكا واليابان وفي كل دول اوروبا فهناك الطفل يعتبر ملكا متوجا حيث يسخر كل شئ من أجل رعايته البدنية والنفسية لأنهم يعلمون أن هذا الطفل هو رجل الغد الذي يخدم بلده وأتمني أن نكون في يوم من الأيام مثلهم أوعلي الاقل نبدأ في الطريق من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا . كيف تتغلبين علي وحدتك بعد أن هاجرت ابنتك الوحيدة إلي كندا ؟ الوحدة شئ صعب جدا وأنا أحاول أن أتغلب عليها بالعمل بالذهاب يوميا إلي الاذاعة لتسجيل البرنامج وممارسة بعض الانشطة الاجتماعية إلي جانب اخواتي وبعض صديقاتي فلا اشعر بالوحدة الا ليلا، حينها اشعر بحنين الي المرحوم زوجي والي ابنتي ريم التي طلبت مني كثيرا ان اترك مصر واعيش معها في كندا ولكنني رفضت من أجل الاطفال حيث لا أتصور حياتي بدون العمل مع الاطفال . هل تتابعين برامج التليفزيون ؟ لا اشاهد التلفزيون الا نادرا وفي بيتي اربعة راديوهات كل منها مضبوط علي اذاعة معينة صوت العرب، القرأن الكريم، البرنامج العام والشرق الاوسط، فأنا من عشاق الراديو ولكني لا أحب ان أسمع برنامجي لان ذلك يجعلني ألوم نفسي كثيرا واشعر انه كان يجب تجويد ما اقدمه اكثر.