أبلة فضيلة.. صوت إذاعي حلَّق في سماء الأثير، علي مدار أكثر من خمسين عاماً ومازال يمتعنا كل صباح بحدوتة مليئة بالتفاؤل والحكايات المسلية التي تحمل المبادئ والقيم، تعطي الطفل معلومة مفيدة، تربطه بالوطن وبهويته، بعيداً عن العنف، كرمتها الإذاعة لعطائها الطويل، وإصرارها علي إسعاد الأطفال علي مستوي الوطن العربي، سعدت بوجود تلاميذها وحلمت معهم بإطلاق إذاعة للأطفال علي غرار إذاعات راديو مصر و9090 وإذاعة النيل. «نجوم وفنون» تعيش معها ذكرياتها الإذاعية وأحلامها المستقبلية لمصر وللإعلام المصري. «غنوة وحدوتة» تدخل عامها الأربعين أو أكثر ومازالت تحتفظ بنكهتها؟ - برامجي الإذاعية مازالت لها رونقها، وحواديتي شكلت وجدان الأطفال علي مدار 50 عاماً وتحظي بحب الكبار والصغار. ذكرياتك الإذاعية.. هل تأخذ حيزاً من حياتك الآن؟ - ذكرياتي هي كل حياتي، خصوصاً أن الإذاعة هي التي صنعت اسمي وجعلت الأطفال يلتفون حولي، وأعيش في وحدتي مع ذكرياتي لأنها مليئة بالحكايات الجميلة ومشوار طويل من الكفاح. والذي بدأ عندما فكرت أن أتقدم للإذاعة بعد تخرجي في كلية الحقوق، وذهبت للجنة الاختبار وسألوني: لديك فكرة لبرنامج معين؟.. قلت: برنامج أطفال، لأنني أحب اللعب معهم وأحكي لهم حواديت، لإيماني أن الحدوتة مليئة بالمعلومات وتعتبر وجبة ثقافية خفيفة، وأخذت صك التقديم ومن يومها وأنا صديقة حميمة للبرنامج العام، أذيع عبر أثيره برنامجي «غنوة وحدوتة». أبلة فضيلة تمتلك صوتاً جميلاً ومميزاً.. هل وضعك صوتك في مواقف محرجة؟ - صوتي يعرفه كل من أتحدث معه، ويضعني في مواقف محرجة ومضحكة في نفس الوقت، فعندما أركب «تاكسي» وأتحدث للسائق يتعرف عليّ، ويرفض الأجرة وأحياناً يطلب مني أن أحكي له حدوتة، وأتذكر أنني تعرضت لمشكلة، وكان حلها في يد وزير الإسكان، فطلبت مقابلته، ورفضت السكرتيرة دخولي إلا بتحديد ميعاد، وعندما سمعت صوتي قامت علي الفور، وفتحت الباب لي لمقابلة الوزير، ولكن المفاجأة أن الوزير ذاته وهو في طريقه إلي مكتبه استمع إلي حدوتة الصباح ولم يتمكن من سماع نهايتها، وطلب مني أن أكمل بقية الحدوتة. هل يحتاج المذيع إلي دراسة الإعلام قبل ظهوره علي الشاشة أو الإذاعة؟ - المذيع لكي يأخذ صفة مذيع لابد أن يدرس أبجديات الإذاعة، لأن التقديم ليس عملية سهلة ولا فهلوة، وأنا شخصياً درست في معهد الإذاعة لأتعرف علي مفردات اللغة العربية والنطق السليم للكلمات، وطريقة الحوار والكتابة، وهذا هو حال جيلي الذي أسس الإذاعة والإذاعات العربية، وترك بصمة وتراثاً لا تمحوه السنون. هل مذيع اليوم يحتاج إلي تدريب؟ - المذيع في احتياج إلي تدريب مستمر للتعرف علي الجيد والحديث في التقنيات والتكنولوجيا الإعلامية، ولا يجوز ظهور المذيع دون دراسة وتدريب حتي يشد المشاهد والمستمع إليه، وما نشاهده الآن علي بعض الفضائيات يجعلنا نتحسر علي فقد المذيع الذي تبدد بشخصيات أخري، ففقد رونقه، وأصبح محللاً سياسياً وناقداً، وابتعد عن وظيفته الأساسية كمذيع. كيف نعيد الإعلام إلي مكانته؟ - بوضع قوانين ملزمة للجميع وكل فرد في فريق العمل يؤدي دوره ويعرف المذيع أسس التقديم، وتطبيق العقاب والصواب علي الجميع والبعد عن الثرثرة ووضع مصر أمام عينيه، لأن الوطن لا يستحق ما يفعله الإعلام. وهل تتألمين عندما تسمعين بعض الشباب يهين علم مصر والجيش المصري؟ - أبكي عندما أشاهد شباب الإخوان يرفعون علم القاعدة، ويهينون علم مصر، ويطلقون علي الجيش عسكر، فالعلم جزء من كرامة مصر، وما فعله الرئيس عدلي منصور بحبس من يهين العلم مع دفع غرامة 30 ألف جنيه شرح صدري، وأتمني أن يطبق هذا القرار علي كل من يطلق كلمة «عسكر» علي الجيش، لأن الجيش المصري حائط صد للشعب، ولابد احترامه وتقديره.. وأقول للشباب، مصر هي الأم حافظ عليها، وإذا رفضتها فانسحب من أراضيها. ماذا تقولي لعبدالفتاح السيسي بعد نجاحه الساحق في الانتخابات الرئاسية؟ - أنا من جيل أحب عبدالناصر ورأي فيه زعيماً، وعندما أشاهد المشير السيسي أحس أنه يعيد أمجاد عبدالناصر، فالمشير إنسان وطني أحب مصر، وأنقذها من هلاك محقق، وساعده الشعب علي تحدي الإرهاب، ولدي أمل كبير بأنه سيحقق رخاء مصر، ويحتاج إلي كل يد تعمل معه، ويسانده الإعلام لبناء الوطن ويقف أمام الجماعات الإرهابية. ماذا تقدمين في الأيام القادمة للأطفال؟ - أحاول من خلال برنامجي والبرامج الأخري حث الأطفال علي احترام الكبير والاهتمام بالعلم، والعمل علي مساعدة أسرته ومدرسيه، كما أقدم رسالة إلي جميع الأسر بمساندة الرئيس في تنفيذ خططه لتنمية مصر، وتوحيد الشعب علي حب الوطن.