عيد الميلاد التاسع والسبعون من عمر الإنسان يصيبه بالشيخوخة والأمراض بينما في الإذاعة المصرية تزداد الخبرة والنضوج والتطور فيما تقدمه للمستمعين من برامج تجعلهم مرتبطين بها علي مر السنين.. ولأن يوم الجمعة الماضي كان عيد الإذاعة المصرية منذ بدأ إرسالها في 1934 فإن الاحتفال كان في البرنامج العام لأنها الإذاعة الأم والفقرات كانت متنوعة والمعلومات عن الإذاعيين وفيرة بدأت بمقدمي برنامج "طريق السلامة" قبل نجوان قدري وهما الإذاعي الراحل حسن عبدالوهاب الذي التحق بالإذاعة عام 1946 واستمر يقدمه 11 سنة وهو صاحب أول برنامج فوازير قبل آمال فهمي ثم الراحلة آيات الحمصاني التي استمرت تقدمه لمدة 23 سنة حتي آخر يوم في حياتها.. وفي فترة الأطفال ظهراً كانت المعلومات بصوت محمد محمود شعبان "بابا شارو" مقدم برنامج الأطفال ومخرج البرامج الغنائية ومسلسل "ألف ليلة وليلة" من خلال لقاء قديم كان قد سجل معه حول ما قدمه من أعمال خاصة للأطفال فكان لقاء نادراً أعاد إلي المستمع الذي عاش الطفولة في عصر هذا الإذاعي الرائد ذكريات جميلة كما توالي الحديث عن أبلة فضيلة والراحل نادر أبوالفتوح كاتب "غنوة وحدوتة" الذي خصص كل إبداعاته للأطفال ثم سهير شعراوي مخرجة برامج الأطفال علي مدي 35 عاماً والجوائز العديدة لبرامجها من مهرجانات الإذاعة والتليفزيون وأبلة فادية التي قدمت برامج عديدة للأطفال من أشهرها "البرلماني الصغير" و"فكرة وغنوة ومعلومة" وذكرياتها مع الجيل الجديد من المذيعات وتواصل العطاء للطفل بين الأجيال ثم كانت المفاجأة من كاتب الأطفال الكبير عبدالتواب يوسف الذي أعلن بعد غيابه ثلاث سنوات عودته لكتابة برنامج جديد للأطفال يذاع في رمضان المقبل. ولم تنس الإذاعة في تلك المناسبة بعضاً من رؤسائها فكان اللقاء الهاتفي مع حمدي الكنيسي حول ذكرياته كمراسل حربي في حرب 6 أكتوبر 1973 وعمر بطيشة صاحب برنامج "شاهد علي العصر" عن أهم الشخصيات الثقافية المصرية التي التقي بها ورؤية كل منهم لقضايا عصره كما تطرق الحوار معه كشاعر ومساهماته الغنائية المتنوعة.. ثم توالت اللقاءات مع المذيعين من الإذاعات الأخري والمستمع يتابع ما يقدم من مناقشات ويستمع لأجزاء من برامج غاب عنها مقدموها إما للوفاة أو الاستغناء عنهم بعد سن الستين ولكن يستمر العطاء وتتواصل الأجيال والبقاء دائماً لصوت مصر من القاهرة.