واصل سامح شكري، وزير الخارجية، خلال وجوده في نيويورك، لقاءاته، الخميس، 23 إبريل الجاري، حيث اجتمع مع السفراء العرب كممثلين للمجموعة العربية فى نيويورك، وبحضور ممثل جامعة الدول العربية في نيويورك. وأكد خلال الاجتماع حرص مصر الدائم والمستمر على التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب حول مختلف القضايا وفى المحافل الدولية والإقليمية كافة، فضلاً عن التحركات المصرية لخوض الانتخابات المقرر عقدها فى أكتوبر 2015 لشغل المقعد غير الدائم المخصص لإقليم شمال أفريقيا فى مجلس الأمن للفترة 2016 – 2017، وهو أيضاً المقعد العربى الذى يتم التناوب عليه بين إقليمى شمال إفريقيا وغرب آسيا لضمان وجود تمثيل عربى فى مجلس الأمن، وقد أجمع المندوبون الدائمون العرب على أن وجود مصر سيمثل إثراءً لعمل المجلس في ضوء مكانتها الكبيرة وإسهاماتها الكثيرة والمميزة على الساحة الدولية، وأكدوا أنهم على استعداد تام للمعاونة والمساعدة في الحملة الانتخابية التي تقوم بها مصر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، إن الوزير شكري استعرض خلال حديثه مع السفراء العرب أن مصر سبق وحصلت على كل التأييد العربى لعضويتها غير الدائمة للمجلس خلال اجتماع الدورة (139) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى فى مارس 2013، كما حصلت على الدعم الإفريقى خلال القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقى فى يناير 2015، مشيراً إلى أن مصر اضطلعت، كعضو مؤسس للأمم المتحدة، بدور بارز فى جهود حفظ السلم والأمن الدوليين على مدار العقود الماضية، وانخرطت فى جهود تعزيز العمل الدولى المشترك فى إطار المنظمة لتحقيق الأمن الجماعى ودعم أهداف ومبادئ الميثاق، مجدداً التزامنا الكامل نحو إقامة نظام دولى متعدد الأطراف أكثر قدرة وقابلية على مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب، وهو ما سبق وسعت مصر من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن فى أربع دورات منذ إنشاء الأممالمتحدة إلى القيام بدور فاعل في هذا الصدد.
كما أضاف المتحدث أن الوزير شكري أكد التزام مصر التاريخي بدعم جهود الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية كافة في مناطق النزاعات، خصوصاً في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث كانت مصر فى مقدمة الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام منذ تأسيس البعثة الأولى للأمم المتحدة فى الشرق الأوسط عام 1948، وجاء إسهامها الأول من خلال مشاركتها فى الكونغو عام 1960. ومنذ ذلك الحين، شاركت مصر فى 37 بعثة حفظ سلام بأكثر من 30 ألف فرد قاموا بأداء مهامهم تجاه صون السلم والأمن الدوليين فى 24 دولة بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، ومنوهاً إلى استمرار مصر فى تفعيل آليات الدبلوماسية الوقائية وتعزيز التعاون المؤسسى بين الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية المناظرة، بما فيها جامعة الدول العربية خلال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن.
وقال عبدالعاطي إن الوزير شكري أشار خلال لقائه بالسفراء العرب الى دور مصر فى بلورة الآليات الدولية المعنية بتحقيق عالمية نزع السلاح ونظام منع الانتشار، وأسهمت بشكل بارز فى خلق الأطر الدولية اللازمة للتعامل مع مختلف القضايا ذات الصلة بنزع السلاح، كما شاركت مصر بفاعلية فى تعزيز دور الأممالمتحدة فى مكافحة الإرهاب، بما فى ذلك إقرار وتنفيذ إستراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وأضاف أن منطقتنا العربية تواجه تحديات وتهديدات ناتجة عن انتشار التطرف والجماعات الإرهابية وما يرتبط بذلك من تزايد حالة الاستقطاب الطائفى فى المنطقة على حساب الهوية الوطنية لدولها، ولعل ما تشهده ليبيا واليمن والعراق وسوريا من أزمات تعصف باستقرارها بل وتهدد فى بعض الأحيان وجودها لهو خير دليل على ذلك، مشددا على أن تلك التحديات ستأتى فى مقدمة أولويات مصر خلال فترة عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن وحرص مصر على التنسيق مع المجموعة العربية بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للمنطقة العربية.
وأوضح المتحدث أن الوزير شكري حرص خلال اللقاء على الإجابة عن العديد من الأسئلة والاستفسارات من السفراء العرب تناولت تطورات عدد من الملفات الاقليمية وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب وقضية منع الانتشار النووي وسبل التوصل إلى عالمية معاهدة منع الانتشار في ظل انعقاد مؤتمر مراجعة المعاهدة اعتباراً من يوم 27 إبريل.
وقد أجمع السفراء العرب خلال الاجتماع على تطلع المجموعة العربية لتولي مصر عضوية مجلس الامن للعامين 2016/ 2017 لما يمثله ذلك من دعم كامل للمواقف والقضايا العربية، مشيرين الى دور مصر المحوري في محاربة الارهاب ومعالجة القضايا الاقليمية المختلفة التي تهدد المصالح والهوية العربية.