يظل الموسيقار الكبير حلمى بكر حامل لواء ثورة التصحيح لكل ما تتعرض له الموسيقى العربية، فهو لم يكتف بكونه ملحناً كبيراً كغيره من الملحنين، لكنه دائما ما يتولى إلى جانب ذلك مهمة الدفاع عن هيبة الموسيقى العربية، وهو الأمر الذى جعله يبدو مكروهاً من أغلب المدعين للموسيقى والغناء، ومن جانبه هو لا ينظر إلى الكارهين له، بل إنه يعتبر ذلك وساماً، ودائماً يردد لا يهمنى أن أكون مكروهاً لكن يهمنى أن أكون حارساً أميناً على ما تركه الكبار، ومدافعاً عن كل شىء جميل فى موسيقانا العربية. وهو لا يكل ولا يمل من الانقضاض على كل متهاون فى حق الإبداع الموسيقى. مؤخراً أبدى الموسيقار الكبير غضبه الشديد من ظهور المطربة الشابة ياسمينا فى حفل ليالى التليفزيون بشرم الشيخ، وقال إن هذا الحفل حرق هذا الصوت الشاب الذى مازال يتلمس الخطوات الأولى له إلى جانب ملاحظات أخرى قالها عن هذا الحفل وقضايا أخرى قمت بمناقشته فيها. فى البداية قال حرام ظهور هذه البنت فى هذا الحفل وهذا التوقيت. لماذا تقول هذا؟ - أولاً اختيار الأغانى لم يكن مناسباً لمكان الحفل ولا الجماهير الحاضرة ولا صوت البنت، فهذه المطربة الشابة تحتاج لفترة رعاية وتدريب لا تقل عن عام حتى تظهر بالشكل المناسب، هى لديها الخامة لكن عندها بعض المشاكل منها خروج بعض الحروف من الفم غير صحيح وهذا يعالج بالتدريب. بماذا تصف خروجها فى هذا التوقيت؟ - هم أرادوا استغلال ما أثير حولها، ولكن هم لا يعون أن الهالة التى تبنى حول الصوت من الممكن أن تكون حارقة وليست هالة نافعة تنير الصوت. ماذا عن عودة ليالى التليفزيون؟ - قلت لمجدى لاشين رئيس التليفزيون عندما قابلته إن هناك عيوباً فى هندسة الصوت، ولو أن الليالى ستعود بفكر الماضى فأنا شخصياً سوف أكون أول الرافضين لها، إذا أرادوا الاستمرارية عليهم أن يتحرروا من كل ما هو قديم. نحن بهذا الشكل نغوص فى الطين. كانت لك ملاحظات على أداء دنيا سمير غانم فى لجنة تحكيم إكس فاكتور؟ - نعم لأنها بصراحة شديدة تبدى رأيها بناء على رأى الجماهير اللبنانية التى تكون متواجدة أثناء تصوير الحلقات، والمحكم ليس من المفروض أن يعطى أذنه للجمهور، وهذا الأمر ظهر فى أكثر من حلقة. أنا لست ضدها لكن المحكم لابد أن يكون محايداً، وهذا الأمر ليس عندها فقط بل إن إليسا أيضاً فى هذه الحلقات تنحاز لرأى راغب علامة خشية أن يهاجمها كما كان يفعل مع أحلام. هل أنت معى أن لجان التحكيم الآن تشكل على حسب النجومية والعلاقات داخل الفضائية التى تنتج البرنامج؟ - هذا صحيح لكن مع الأسف النجم يوافق بسبب المبالغ الكبيرة التى يحصل عليها خاصة أن سوق الغناء الآن يشهد تراجعاً فى الأجور والبديل هو البرامج. ما أهم مواصفات المحكم فى رأيك؟ - أولاً الخبرة الكافية، والتخصص، الوعى، الذوق الرفيع كلها عوامل تشكل المحكم الجيد. لكن ما أراه الآن تحكيم بالانطباع وهذا لا يليق وبه استخفاف بالمواهب الشابة. وللأسف البعض يحاول أن يروج أن المحكم الذى يقول رأيه بصراحة وبشكل مباشر سيكون مكروهاً، وأنا شخصياً أحب أن أكون مكروهاً على أن أكون سبباً فى حرمان موهبة من الوصول لمنصة التتويج أو أسمح لعديم الموهبة للوصول إليها. لك رأى يقول إن ساحة الغناء الآن «فاضية» لماذا تقول هذا رغم أن لدينا عشرات الأسماء سواء الشباب أو الكبار؟ - معك حق لكن أغلبهم يقف محلك سر بمعنى أنه يخشى أن يقدم على تجربة جديدة وعندما يعود لا يجد مكانه، والبعض الآخر مشروعه الغنائى متوقف على طرح أغنية عالمية يسرق لحنها ويقدمها لنا على أنها من بنات أفكاره. نحن نمتلك أصواتاً مهمة مثل آمال ماهر مشكلتها ماذا تقول فهى تقدم ما يقدمه الآخرون فأصبحت كالتى تقدم «طعام بايت»، فعندما تراه تفقد شهيتك. وكارمن سليمان أتمنى إنقاذها هى صوت جيد لكن يتم استهلاكه فى حفلات تتبع القناة التى تحتكر صوتها. وماذا عن عمرو دياب وتامر حسنى وأنغام وشيرين؟ - عمرو يبحث دائماً عما يلفت إليه الأنظار هو يبحث عن الجديد فى التسجيل وليس عن القيمة، أما تامر فأنا نصحته أن يعيد النظر فيما يقدم عليه وأن يبحث عن أغان تعيش بدلاً من الأغانى الاستهلاكية أو غناء الشكل واليفط الذى يقدمه ثم نكتشف بعد شهر من الأغنية أنها اختفت من الوجود. أما أنغام فعودتها لوالدها أمر هام لها أريد الاستماع إليها بلحن محمد على سليمان فعلاً هى وحشتنى مع أعمال هذا الموسيقار الكبير. أما شيرين فأشعر أنها تستهتر بالجمهور ليس كافياً يا شيرين أن تكونى متمكنة لكن الأهم ألا تتعالى على الجمهور، الغناء له قواعد على الجميع احترامها. هل التلحين عندنا فى أزمة بدليل أن الأسماء التى ذكرناها تسير على نمط أغنية عدوية «حبة فوق وحبة تحت»؟ - فعلا التلحين فيه أزمة فى الماضى كانت لدينا عشرات الأسماء من الملحنين كل واحد له شخصيته وبريقه الآن كل يسعى للتقليد والتكرار وانتظار دعم الخارج فى صورة أغنية تظهر فى الهند أو الصين أو كوريا أو أوروبا حتى ينقلها إلينا وكأننا جهلاء لا نتابع ما يحدث فى العالم، الآن أغلب ملحنى مصر أعينهم على اليوتيوب يشاهد الأغنية الأكثر مشاهدة ثم ينقلها إلينا واسألوا «أبله فاهيتا» من أين جاءت. لدينا أسماء مثل محمد على سليمان وصلاح وفاروق الشرنوبى كل هؤلاء لديهم فكر وجمل جديدة لكن أين هم. أيضاً وليد سعد جيد لكنه للأسف يكرر نفسه. وهنا لا يجب أن أنسى تهنئة عمر خيرت الذى يقدم أعمالاً يسعى إليها الشباب والكبار فى نفس الوقت وأشكره على شجاعته. ماذا عن ظاهرة أوكا وأورتيجا؟ - الجديد مثل غاندى وماندى ولكن للأسف هما يحاولان التقليل من أهمية الغناء وبالتالى يصدران هذه الأسماء التى لا يجب أن يكون لها وجود عندنا هل وطن أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم والسنباطى وسيد درويش يقدم هذا الفن.نحن فى أزمة وعلى الدولة أن تتدخل وتختار بعناية من يكون صاحب مبادرة إنقاذ الفن المصرى ليس بالضرورة أن يكون موظفاً لأن شغل الموظفين أغرق الاغنية المصرية. رمضان على الأبواب وهناك هجرة من الكاسيت إلى التترات منذ سنوات؟ - هذا نوع من التواجد والحرص على البقاء ليس أكثر وللأسف هذه التترات سوف تحرقهم لأنهم فى الأساس غير مؤهلين لغنائها.