جاء انفجار برجي الكهرباء الرئيسيين في مدينة الإنتاج الإعلامي ليظهر ما في نفوس المواطنين وبخاصة الشباب من رفض للمحتوى الإعلامي الذي تقدمه معظم هذه القنوات، وذلك من خلال شماتتهم بانقطاع الكهرباء عن المدينة. حيث عبر الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي عن بالغ فرحتهم بهذا الحادث، مما أدى ذلك إلى إثارة العديد من التساؤلات: منها ما سبب فرحة الشباب بهذا الحادث؟ وهل المحتوى الإعلامي الذي تقدمه هذه القنوات أصبح غير مرغوب فيه من قبل المواطنين؟ ورصد الوفد آراء بعض خبراء الإعلام للإجابة عليها: قال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، إن هناك عوامل كثيرة ادت إلى أن قطاعات كثيرة من الجمهور بدأت تشعر بالمرارة والغضب تجاه الأداء الإعلامي، وذلك لإعتقادهم أن وسائل الإعلام مسئولة بشكل كبير عن حالة الإرتباك التي تشهدها مصر، وذلك بسبب الأداء الإعلامي الحاد والمنفلت ومحاولة التهييج وبث العداء تجاه الاخر. ولفت عبدالعزيز، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن فرحة المصريين بحرق مدينة الإنتاج الإعلامي بمثابة دق ناقوس الخطر لوسائل الإعلام لكي تقوم بتغيير محتواها وتعدله بما يتناسب مع الصالح العام لمصر وليس لمصالح شخصية. وأوضح عبدالعزيز، أن المحتوى الإعلامي الذي يقدم في الفترة الحالية خالي من التوازن، موضحًا أن البعض يبالغ في تقديم المحتوى الترفيهي، والبعض الاخر يبالغ في تقديم المحتوى السياسي دون العمل على تقديم برامج تنموية تشجع الناس على النهوض بمصر وبناء المستقبل، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك نوع من التوازن بين الأنماط الإعلامية المختلفة. ومن جانبه، أعلن محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن فرحة الشباب تعبر عن حالة ملل وضجر شديد من نوعية البرامج التلفزيونية والمحتوى الإعلامي الذي يقدم، مبينًا أن الإعلام لا يقوم بتقديم دوره بمهنية وموضوعية. وأضاف خليل، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن برامج التوك شو أصبحت ثقيلة على كثير من المشاهدين، وذلك بسبب تحولها لأبواق دعائية ومنابر لتوجهات ولأراء سياسية معينة، لافتًا أنها أصبحت صوت للسلطة وليست صوت للمواطن يعبر عن همومه ومشاكله. ولفت "أستاذ الصحافة"، أن وجود الكثير من الأخبار المؤسفة والأحداث المزعجة من حوادث وإنفجارات وسرقة وإنتحار، أدت إلى نفور الناس من متابعة وسائل الإعلام التي تقدم هذا المحتوى. وفي سياق متصل، أوضح فاروق أبو زيد، أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أنإهتمام الناس ببرامج التوك شو والبرامج السياسية قلت كثيرًا عن السابق، مشيرًا إلى أنهم أصبحو غير راضيين على المحتوى الإعلامي الذي يقدمه الإعلام. وأفاد أبو زيد، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن وسائل الإعلام يجب أن تقوم بعمل إستطلاعات للرأي، وذلك للتعرف على مدى رضا جمهورها عن المحتوى الذي تقدمه، مبينًا أن نفور المواطنين قد يجعلهم يلجأون إلى قنوات أخرى معادية ويكونو فريسة لإشاعات وأخبار كاذبة تضر بمصر. وأفاد محمد منصور هيبة، أن هذا الموقف يعكس تعبير المواطنين وبخاصة الشباب عن عدم رضاهم عن اداء الاعلام، موضحًا ان الكثير منهم يرى ان الاعلام لا يعبر عن افكارهم المختلفة ولفت هيبة، أن الناس فقدو الثقة في الإعلام الخاص بسبب تأثير سيطرة المال على ما يقدمه بالإضافة إلى إستعانته بضيوف يخدمون اهدافه ويروجون لسياسته التحريرية. وأفاد هيبة أن الإعلام المصري أصبح يؤدي دور عكسي فبدلًا من ان يكون الناس حرصيين على متابعته أصبحو ينفرون منه ويشعرون براحة نفسية بتوقف قنواته على البث. ولفت هيبة أن وسائل الإعلام يجب أن يستعين بالدراسات التي تجرى على وسائل الإعلام وعلى الجمهور المتلقي، وذلك لمعرفة إهتمامات جمهوره.