نشأتها فى حب السياسة، وتربيتها على النقاش الحر، وشخصيتها الجدية،مهد لها الطريق للعمل فى تقديم نشرات الأخبار، ومن نشرة تلو أخرى، حتى انطلقت فى سماء تقديم برامج "التوك شو" ، لتصبح شيريهان أبو الحسن واحدة من نجوم العمل الإعلامي،و استطاعت أن تحصد مكانة كبيرة لدى الجمهور.. أكدت أبو الحسن فى حوارها للصباح على رفضها التجاوزات ضد الإعلاميين،مستنكرة موقف الدولة الصامت تجاه الحملة الشرسة ضد الإعلام. مشوارك العملى بدأ من خلال الإنتاج الفنى .. فما سبب تغيير اتحاهلك إلى تقديم نشرات الأخبار؟ بدأت العمل كمراسلة فى قناة النيل الثقافية بالتلفزيون المصرى،ثم خضت تجربة الإنتاج الفنى التى أدين لها بالفضل فى ثقل مشوارى العملى، وقررت بعدها العمل كمقدمة برامج، والتى كانت أمنية من أمنياتى، وحصلت على دورات تدريبية عديدة للدخول إلى عالم نشرات الأخبار. لماذا تخوفت من تقديم نشرة الأخبار فى البداية؟ يعود السبب إلى أنى كنت مقدمة برامج، الأمر الذى يختلف كثيرا عن إلقاء نشرات الأخبار، والتى تتطلب موهبة مختلفة، فالنشرة الإخبارية تتسم بجو أخر واستعدادات مختلفة، ومقدم النشرة لابد أن يكون حياديا على طول الخط، ومعيار مهنيته عدم الانحياز لأى طرف، ومع الممارسة، واثقال موهبة الإلقاء، انكسر حاجز الخوف داخلى. أعلنت فى تصريحات سابقة عدم ميلك لتقديم برامج منوعات.. فما هى الأسباب؟ تربيتى على حب السياسة، والتطرق لمواضيعها المختلفة، كان له الأثر فى تشكيل شخصيتي،التى تميل إلى الجدية فى تقديم المضمون، ونشأتى مهدت لى الطريق للعمل كمذيعة فى نشرة الأخبار، أما مذيع المنوعات فيتمتع بموهبة خاصة مختلفة، و لا أنكر أن برامج المنوعات من النوعية الهادفة والراقية لا يستغنى عنها الإعلام لكنى شخصيتى لا تميل إليها، علما بأنى حاولت تقديم تجرية للبرامج المنوعة منذ فترة فى تليفزيون "دبي"، ولكن لم أجد نفسى فيها، واتخذت قرارى بعدها أن أتوقف عن تقديم المنوعات. يرى البعض أنك من أنصار فكرة " الإعلامى الواحد".. ولا سيما أنك قدمت برنامج "من جديد" بمفردك .. فما تعليقك؟ كل برنامج له تركيبته وطبيعته، وقدمت فى بداياتى برنامج "صباحك يا مصر" وكان يشاركنى زميلى محمد الجندي، وبعد ذلك شاركنى كريم جهري، ولا يوجد لدى أى مشكلة فى هذا الجانب، فأحيانًا التعاون الثنائى فى تقديم البرامج، يصب فى صالح العمل وأحيانا أخرى لا يفيد. موجة التوك شو لا تنتهى.. فما هى البصمة المختلفة التى ظهرت فى برنامجك؟ برامج التوك شو عديدة، وكل إعلامى له طبيعته وطعم مختلف يميزه عن الآخرين، حتى الموضوعات المطروحة متشابهة فى كل البرامج، ونشاهد نفس وجوه الضيوف تقريبا على كل الشاشات،ويبقى المعيار الذى يميز الآخرين هو كيفية الطرح والتناول، ومدى الجرأة فى عرض الأسئلة، واستقبال الإجابة، و المجادلة والنقاش للوصول إلى الحقيقة فى نهاية المطاف، وكل قناة لها مذاق مختلف، وبصمة تميزها، والجمهور له مطلق الاختيار فى النهاية. ما الجديد الذى ستتضمنه الحلقات المقبلة من برنامجك "من جديد"؟ فى كل دقيقة نشهد حدثا جديدا، وخبرا مفاجئأ، حتى أصبحت الجدولة والتخطيط للحلقات أمرا صعبا، فالأحداث هى التى تفرض نفسها على الشاشة. يواجه بعض مذيعى برامج "التوك شو" تهم بتحويل برامجهم لمنابر شخصية للتعبير عن ميولهم وانتماءاتهم.. ما تعليقك؟ - لا يوجد أزمة فى التعبير عن الرأى من خلال البرنامج، وهذا شيئ طبيعى لأننا بشر ، ولا أنكر أن هناك الكثير من التجاوزات يقع فيها مقدمو البرامج وكذلك الضيوف، و كل يوم نستضيف شخصين أحدهما من التيار الليبرالى والآخر من التيار الإسلامي، ونطرح وجهة نظر الإتجاهين، و الحيادية فى البرامج تتمثل فى حصول كل طرف على فرصته فى الحوار، وعدم الحجر على رأى أى منهما، وهذا ما ألتزم به من خلال البرنامج، وهذا الأمر لم يكن له أى علاقة بأن أقول رأيى الشخصي. ألم تفكرى بالتجديد فى الفترة المقبلة وتقديم برنامج فني؟ بالطبع لا وأفضل أن أبقى فى دائرتى التى أجيدها وهى تقديم برامج "التوك شو". قناة "on tv لايف" متخصصة فى الشأن العربي.. فكيف يظهر بها برنامج محلي؟ غير صحيح، فالقناة تقدم برامج متنوعة وبرامج محافظات، ولكن برنامج زميلتنا لليان داوود كان يميل أكثر للجانب العربي. قناة "on tv" من أكثر القنوات المهاجمة للتيار الإسلامي.. هل جاء تغير محتوى البرنامج بعد حصار ولاد أبو إسماعيل لمدينة الإنتاج الإعلامي؟ إطلاقًا، ووقوف أبو إسماعيل لم يؤثر فينا، وحتى لو وقفوا أمام باب الأستديو مباشرة فلن نخشى منهم إطلاقا، ولن نغير من طبيعة البرنامج، ونحن لا نهاجم التيار الإسلامى إلا حين " يبدأو بالغلط"، البادى اظلم، فالشيخ أبو إسماعيل وأنصاره هم من بدأوا بالإعتداء، ومن دورنا نقدهم وتغيير مسارهم. كيف يكون رد فعلك إذا تعرضت لمثل تلك التهديدات التى تعرض لها العديد من الإعلاميين فى الآونة الأخيرة؟ سوف أتجاهل الأمر، وهذه الأشياء لم يقف أمامها أحد، ولم أقلق أو أخشى من هذا الأمر على الإطلاق، والدليل على ذلك أننا نظهر فى برامجنا بشكل طبيعى ونقول من خلال حلقاتنا كل ما نريده ولم نخشى من أى شخص، والتهديدات والعنف لا ترعب إلا الجبناء، وإذا حدث معى ذلك سأكمل فى البرنامج بشكل طبيعى وأقول كل ما ينبغى أن يقال فهذا هو حق الناس قبل كل شىء. ما رأيك فى إدارة التليفزيون المصرى فى الوقت الحالي؟ لم تختلف إدارته عن الماضى، والأزمة فى العقول التى تتعامل مع التليفزيون على أنه ملكية خاصة، ومن المعروف أن وزير الإعلام تابع لجماعة الإخوان المسلمين، ولذلك لابد أن يقف ضده كل القيادات ويعترضون على الطريقة التى يدار بها التليفزيون المصري، لأنه ملك للجميع وليس لجماعة معينة، والتليفزون المصرى مبنى محترم وعريق والطريقة التى يدار بها طريقة مهينة. هل فكرتى فى العودة للتليفزيون المصرى مرة أخرى؟ من المستحيل أن أعود للتليفزيون المصرى طالما استمر فى هذا الحال المرفوض، وعندما عملت به كانت فترة مؤقتة، ولم أستمر به كثيرًا، وللأسف من يديروا التليفزيون لم يقدروا قيمة هذا الصرح الكبير، وعودتى للتليفزيون المصرى أمر فى منتهى الصعوبة. ما رأيك فيما يتردد حول أخونة الإعلام؟ الأخونة ليست للإعلام فقط، والبلد كلها تتجه إلى نفس المسار، ولكنى متفائلة بعد نتيجة الإستفتاء فى المرحلة الأولى، فهذا أكدلى أننا لم نستسلم لكل ما يحدث بمصر من أخونة إعلام وأشياء أخرى. هل أنتى سعيدة بنتيجة الانتخابات فى المرحلة الأولى؟ بالفعل أنا سعيدة جدًا بالنتيجة فى المرحلة الأولى، وكنت أتمنى ألا يحدث أى تجاوزات، وما اسعدنى أكثر أن تكون نسبة الاستفتاء بنعم 44%. ما رأيك فى الأحداث الأخيرة التى مررنا بها فى الفترة الأخيرة من حرق حزب الوفد ومحاصرة بعض الجرائد؟ ما يحدث الآن ما هو إلا همجية، وعندما يحرق حزب مثل حزب الوفد من قبل مجموعة بلطجية يعتبر ذلك فى حد ذاته شيئ مرعب وخطير، وحصارنا فى مدينة الإنتاج الإعلامى طوال الفترة الماضية ومشاجرتهم معنا، وإتهامهم لنا بالكفر، كل هذا أمر مهين فعشنا فى هذه المرحلة أيام فى غاية الصعوبة، فكنا ندخل من أبواب سرية وهذا لم يكون لخوفنا منهم بل لتجنب ألاحتكاك معهم، وما حدث أيضًا مع المخرج خالد يوسف يعتبر "قلة الأدب". اعترض البعض على عدم مواجهة الرئيس محمد مرسى للأحداث الجارية.. فما تعليقك؟ الرئيس تجاهل أحداث عديدة، وحتى المرة التى قرر التحدث فيه بعد الإعلان الدستورى، لم ينل إعجاب المواطنين، فكان من الأفضل ألا يتحدث، ونحن نسأل أين ذهب الرئيس مرسي، والحكومة أيضا لا "حس ولا خبر ولا كلمة"، وفى مرة فى مكالمة هاتفية من خلال البرنامج تحدثت مع أحد زملائنا الواقفين عند قصر الإتحادية وسألته ألم ترى الرئيس مرسي؟، فأريد أن أعلم أين رئيس جمهورية مصر العربية. تعملين فى قناة "on tv" وزوجك خالد صلاح رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" هل ترين اختلافا فى توجهاتكما؟ مشكلتنا فى مصر أننا نردد أشياء قبل التأكد منها، وكل تيار يريد أن يكون الإعلام خلفه، والإخوان أنفسهم يقولون إن جريدة "اليوم السابع" وقناة "on tv" تهاجمهم، ولم يذكروا الحسنات التى نقدمها، والتيارات الأخرى يقولون أيضًا أن وسائل الإعلام تنصر الإخوان والتيار الإسلامي، وهذه الدوامة لم تنتهي، وما يتردد حول محالفة جريدة اليوم السابع للتيار الإسلامى غير صحيح، ولو سئل التيار الإسلامى فى هذا الشأن سيهاجم جريدة "اليوم السابع" ويقول أنها من الصحف المعارضة.