سيطرت حالة من الاستنكار الشديد بين علماء الأزهر، لقيام تنظيم داعش الإرهابي بإصدار كتيب يعلن فيه أن جميع الدول العربية غير"العراق وسوريا" تعد دولاً غير إسلامية، مع وجوب هجرة جميع المسلمين إلى أرض الخلافة باعتبارها مركزا للهجرة والجهاد. وأكد علماء الأزهر، أن إصدار هذا الكتيب يهدف لجذب الكثير من الشباب المقاتلين إلى صفوف داعش، مع المساس بالإسلام والمسلمين وتقليل الدور الريادى للأزهر الشريف، وتوليد حالة من الشك فى نفوس المسلمين عبر الفتاوى المسيئة للإسلام. وفى هذا السياق.. قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، إن قيام تنظيم داعش الإرهابي بإصدار كتيب يعلن فيه تكفير جميع الدول العربية دون العراق وسوريا جاء نتيجة تقاعس المؤسسات الدينية عن مهمتها الأساسية بإصدار الآراء والفتاوى الدينية الصحيحة. وأضاف كريمة فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن قيام المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر بتنظيم المبادرات والمؤتمرات فى مواجهة هذا التنظيم لا تكفى لمحاربته، مؤكدا على ضرورة تفعيل المواجهة الفقهية من قبل جميع المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف لان هذا التنظيم يمتلك أفكارا مشبوهة وخاطئة تحتاج لعمل فقهي. وأشار أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، أن إعلان هجرة جميع المسلمين إلى العراق وسوريا باعتبارهما أرض الخلافة يهدف إلى جذب كثير من الشباب المقاتلين وتجنيدهم بفكرة الجهاد في سبيل الله، واستغلال أوضاع الشباب السيئة في البلاد العربية. فيما رأت الدكتورة آمنه نصير العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر، ان قيام تنظيم داعش بإصدار كتيب يهاجم الإسلام، ليس أمرا بجديد على المسلمين، مؤكدة أن تلك الخطوة محاولة منهم في إقناع المسلمين بصحة أعمالهم ونشر العنف في المنطقة . وأضافت نصير في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن رفض دار الإفتاء لهذا الكتاب قرار صائب ويحتاج إلى الكثير من الإجراءات الوقائية، مؤكدة أن هذه الجماعات تقوم بالتنصل من العمليات الإرهابية وتنسبها إلى الإسلام عبر إصدار الكثير من الفتاوى والكتب التى تؤيد مواقفها. وطالبت العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية مؤسسة الأزهر، بالاهتمام بضرورة تفعيل دور العقل لفهم النقص الديني من خلال تطوير العملية التعليمية العامة والخاصة في المدارس وتوعية الشباب لعدم الانخداع وراء هذه الجماعات، مؤكدة انه من الممكن انخداع الكثير من الشباب التي تغلب عليهم عاطفة التدين. وأوضح الشيخ عطا نور، خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن إصدار تنظيم داعش لكتيب يؤكد على تكفير الدولة العربية الإسلامية غير العراق وسوريا، يعبر عن كفر هذا التنظيم. وأضاف نور فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن المؤسسات الدينية لا تمتلك إلا المواجهة الفكرية لهذه الجماعات التكفيرية، مشددا على الدور الإيجابى للمؤسسات الأمنية فى مواجهة هذا التنظيم، من خلال التكاتف بين مؤسسات الدولة لرصد ما يبثه داعش والرد بالمثل على المواقع الإلكترونية. وطالب نور، مؤسسة الأزهر بضرورة إصدار كتيب للرد على الشبهات والادعاءات الكاذبة التي نشرها تنظيم داعش فى كتيبه، وفتح قصور الثقافة أمام جميع طوائف الشعب وطرح المسائل الخلافية بها وضرورة حلها للنهوض بالشباب فى المجتمع. وأكد الدكتور طه عبد الحليم أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بطنطا، أن الكتيب الذي أصدره تنظيم داعش يتضمن الكثير من الأفكار التكفيرية، مستحلاً بها دماء غيره من المسلمين ويهدف هذا الكتاب إلى التقليل من دور الأزهر وإساءة الدين الإسلامي. وأضاف عبد الحليم فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" أن هجرة جميع الدول العربية إلى العراق والموصل تقوم على أساس خاطئ، مؤكدا أن ما يرغب به هذا التنظيم هو الاستيلاء على خيرات المنطقة العربية والقيام بالعمليات التخريبية ونشر الفساد في الأرض.