يسعى كل من الأب والأم إلى توفير حياة كريمة لأطفالهما، وينشدون تربيتهم بشكل جيد من الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية، ولكن ربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن نتيجة تأثر الطفل بالبيئة المحيطة وخصوصاً الأسرية، إضافة إلى أن أي توتر في العلاقة ما بين الأب والأم ينعكس بالسلب على نفسية الطفل، ويؤثر بشكل كامل على حياتهم وشخصيتهم وسلوكهم وتصرفاتهم. وتقول شيماء محمود إسماعيل، مدربة التنمية البشرية وخبيرة العلاقات الأسرية، أنه في البداية يجب على الوالدين مراعاة إشباع حاجات الطفل الأساسية من الأكل والشرب واللبس والتعليم والرعاية الصحية، وكذلك منحه الحاجات النفسية الإنسانية التي تعمل على تكوين شخصيته وذلك من خلال توفير الشعور له بالحب والعطف والود والحنان والتعاون والمشاركة والتقدير والاحترام والإنجاز والنجاح والحرية والاستقلالية، لأنها تعد احتياجات أساسية لنمو الطفل بشكل سوي. وتضيف خبيرة العلاقات الأسرية في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أحيانا ماتحدث أمور داخل الأسرة متعلقة بأسلوب أو طريقة معاملة الطفل وتربيته وتنشئته، أو تحدث ظروف طارئة أو قهرية من شأنها أن تصيب نفسية الطفل بحالة من الاضطراب مثل الإصابة بحالة من الاكتئاب النفسي للعديد من الأسباب، ومنها: 1- الخلافات الزوجية العنيفة والمستمرة. 2- مرض أحد الوالدين مرضاً شديداً. 3- وفاة أحد الوالدين. 4- عقاب الطفل وإهانته باستمرار والتقليل منه أمام الآخرين. 5- التفرقة في المعاملة بين الأبناء. 6- انفصال الوالدين، وما ينتج عنه من تفكك أسري. 7- معايرة الطفل والانتقاص منه بسبب ضعفه الدراسي أو إصابته بإحدي الإعاقات. 8 - عدم الاهتمام بالطفل وإهماله وعدم إشعاره بقيمته الذاتية. 9- محاسبة الطفل باستمرار وعدم منحه فرصا من الحوار والمناقشة. 10- عدم إشعار الطفل بالأمن والأمان والانتماء. وتوضح مدربة التنمية البشرية، أنه يمكن للوالدين قدر استطاعتهما وقاية أطفالهما من الإصابة بحالة من الاكتئاب، وذلك من خلال توفير بيئة أسرية هادئة مستقرة سعيدة، ينعم فيها الطفل بالشعور بالترابط الأسري وبالانتماء ومساعدة الطفل على الإحساس بالأمان والاحتواء الأسري، لوقايته من الإصابة بالاكتئاب.