اسمحوا لي

مشيرة المدهشة

مشيرة خطاب حالة خاصة فهى تترك دائما آثاراً طيبة وانجازات سواء كانت سفيرة أم وزيرة أم الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، فقد كانت
ومازالت تثير علامات عديدة من الاندهاش على قدراتها المتنوعة على العمل رغم الظروف التي قد تكون غير مواتية وعلى قدرتها على الدخول في عش الدبابير والقفز فوق كل الصعاب في مهارة وحنكة شديدة فمنذ أن تعرفنا عليها نحن العاملين في ثقافة الطفل حينما أصبحت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة استطاعت أن تجمع لأول مرة في مصر كل العاملين في ثقافة الطفل وأيضاً المجتمع المدني تحت مظلة المجلس القومي للطفولة والأمومة ظهرت قدراتها التنظيمية الرائعة ورؤيتها المختلفة في عالم الأطفال والأمهات للوصول الى نتائج عظيمة وغير متوقعة.
وحينما قامت ثورة 25 يناير وكان من نتائجها السيئة للأسف إلغاء وزارة الأسرة والسكان، تصور البعض أنها ستقبع في منزلها مثل أغلب الوزراء السابقين، ولكن كان لخبراتها السابقة وانجازاتها ومصداقيتها في عملها مردود كبير خارج مصر واحترام لما قامت به، فإذا بالسيدة التي كانت تعمل مع الحكومة المصرية سفيرة ووزيرة تتحول الى سفيرة شعبية تسافر كل أنحاء العالم تشرح الوضع المصري والتغيرات التي حدثت فيه، وتتحول الى مدافعة عن ثورة الشعب المصري في 30 يونية، وعن الخطوات السياسية والديمقراطية التي تنتهجها مصر ووضع المرأة على الخريطة المصرية.
وقد دعتها في هذا الشهر المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب في مجلس العموم البريطاني وقدمت في لندن مقر البرلمان خطبة عن نساء مصر تحت اسم «نساء مصر بين الثقافة والتعليم بطلات غير متوجات» والحقيقة أن الاسم الذي اختارته كان دالاً على وطنيتها وانحيازها لكفاح المرأة المصرية وتضحياتها في كل ثورات مصر، والتقت أيضا بالجالية المصرية في مقر المكتب الثقافي المصري بلندن بدعوة من الدكتورة نادية الخولي المستشار الثقافي.
كما استطاعت خلال اسبوعين أن تقوم بجولة الى واشنطن للمشاركة في مائدة مستديرة حول الأمن الغذائي في العالم نظمها معهد اسبن بالتعاون مع الخارجية الايطالية بمناسبة معرض ميلانو اكسبو، المائدة شارك فيها خبراء في مجالات مثل الصحة والتغذية وأمراض الغذاء والاقتصاد والثقافة وقضايا حقوق الانسان، ثم ألقت كلمة امام مركز ودروو ولسون الدولي وهو من أكبر خمسة مراكز بحثية في الولايات المتحدة ويرتبط بدوائر صنع القرار ثم توجهت من واشنطن الى ايطاليا لإلقاء محاضرة في معهد الدراسات العليا في العلوم الجنائية بسيراكوزا بإيطاليا أمام مجموعة من القضاة ووكلاء النيابة ورجال الشرطة، كما شاركت في جلسة حوارية في بيروت أدارها وزير الداخلية اللبناني السابق وضمت نائبة رئيس البرلمان التونسي ووزير المالية اللبنانية السابقة.
هذه الطاقة الجبارة والقدرة على الحركة والعمل من داخل وخارج مصر في كل المجالات.
أليست بالفعل مدهشة؟
قالت لي صديقتي التي تحب السيسي جداً لماذا لا تكتبون إلا عن الأخطاء والمساوئ؟ لقد هلل الجميع أيام جهاز كفتة عبد العاطي، وقد اعتذرت الحكومة للشعب بشكل عملي فاستوردت وأنتجت «السوفالدي» من أجل علاج مرضي فيروس «سي» ووضعت خطة لجميع المرضى في غاية الشفافية، حيث يتم العلاج دون واسطة ودون دفع مليم واحد للفقراء فقط معايير علمية تطبق على الجميع أليس هذا انجازاً؟ الشعب يريد بعض الرسائل المتفائلة.
حاضر يا منى الباب كله متفائل ويتحدث عن الإنجازات الفردية والحكومية.. انبسطي؟