لا تخلو مائدة إفطار من السلاطة الخضراء الغنية بالفيتامينات، ولن تخلو أية سلاطة من الطماطم الحمراء، فسوف تتخلى عن جنون أسعارها وستتوافر بكميات فى الأسواق المصرية. هذا ما تؤكده أكاديمية هليوبوليس للتنمية المستديمة بفعل ما تقدمه من برنامج مكافحة حيوى لحشرة "توتا أبسوليوتا" أخطر الآفات الحشرية التى غزت دول حوض البحر المتوسط ودول أمريكا الجنوبية ودول الخليج ومصر، لتصيب الطماطم، والبطاطس والباذنجان، وتسببت فى ضرب محصول الطماطم العام الماضى، وغلو أسعار بذور الطماطم المستوردة، ومازالت حتى الآن تخترق المحاصيل لتفسدها دون رادع. وذكر د.الشحات محمد رمضان رئيس قسم البيوتكنولوجى بأكاديمية هليوبوليس أن الباحثين فى معمل البيوتكنولوجى أنتجوا بيوكوكتيل مكون من عدة ميكروبات مختلفة منتجة بواسطة مخمرات خاصة، توفر الظروف المثلى لإنتاج مخلوط حيوى له كفاءة عالية فى مقاومة يرقات ال"توتا أبسوليوتا"، ويرش هذا الخليط على بذور الطماطم عدة مرات متتالية سواء داخل الصوب أو فى الحقول المفتوحة على السواء، لقتل اليرقات، حيث إن تلك الحشرة لديها قدرة عالية على التكاثر، وتكَون 13 جيلاً فى السنة، مؤكداً أن هذا الخليط يتفوق على المبيدات الكيميائية التى لا تحد من انتشار "توتا أبسوليوتا" أو حفار أوراق الطماطم، رغم استخدامها بكثافة عالية. وأكد د.الشحات أن هذا البرنامج المعتمد على مواد حيوية تصطاد بيض الحشرة والحشرة ذاتها، من شأنه رفع إنتاج محصول الطماطم إلى 60%، وهو بذلك يتفوق على المبيدات الكيميائية التى تستخدم بكثافة عالية دون جدوى، فهى لا تنقذ سوى 25% من جملة محصول الطماطم. ونصح د.الشحات بضرورة مراقبة الحشرة عند بدء الزراعة، ورش المواد الحيوية فى الصباح الباكر أو فى الليل، لأن الحرارة العالية قد تضعف من تأثير طفيل "الترايكوجراما" المضاد لحشرة "توتا أبسوليوتا"، ويضيف رئيس قسم البيوتكنولوجى أن القضاء نهائياً على حشرة حفار أوراق الطماطم يستغرق 5 سنوات. وأشار د.الشحات إلى أن نسبة إصابة طماطم الكرز (صغيرة الحجم) قليلة نسبياً بالطماطم العادية، قائلاً " إن الحشرة تتذوق ولاتحبز عصير طماطم الكرز، لذلك تستبعدها". من جهته، قال المهندس محمد حسن مدير شركة المفترسات إن برنامج المكافحة برنامج متكامل؛ حيث يشتمل على الفرمون الجاذب للذكور، وهو ما يؤدى بدوره إلى تحديد معدل الإصابة، ووضع الحشرة لبيض غير مخصب، علاوة على المركب البكتيرى من جنسBT، وطفيل "الترايكوجراما"، مشدداً فى الوقت ذاته على المتابعة الدورية من قبل المزارعين للمحصول وتطبيق البرنامج، فمن الممكن أن تتحور الحشرة مع المواد الحيوية المستخدمة فى نطاق البرنامج. وأكد حسن أن نسبة نجاح تطبيق البرنامج وصلت إلى 90% فى المزارع التى طبق بها، والكائنة فى الإسماعيلية وسيناء، لافتاً إلى أنه سيتم تطبيق البرنامج فى المزارع الواقعة على طريق مصر الأسكندرية الصحراوى خلال الفترة المقبلة. أوضح حسن أن تأثير المكافحة الحيوية أقوى من المبيدات الكيماوية التى لا تستطيع الوصول إلى بيض الحشرة ولا الحشرة ذاتها داخل الثمار، كما أن المبيدات تقضى على الحشرات النافعة والضارة فى الحقل على السواء، فضلاً عن السموم التى تبثها فى الثمرة.