المخرج الكبير علي بدرخان يسترجع ذكريات ثلاثة أفلام مع الراحل المبدع أحمد زكي في ذكري رحيله وأيضا ذكريات صداقة دامت ثلاثين عاما. في البداية يقول بدرخان: ربطتني علاقة صداقة إنسانية طويلة بالمبدع الراحل الفارس الأسمر أحمد زكي تخطت علاقتي الفنية بمراحل وتجاوزت مجرد العمل معا في ثلاثة أفلام هي: «شفيقة ومتولي، الراعي والنساء، الرجل الثالث»، وأضاف أحمد زكي أخ وصديق وأهم شيء في الموضوع إنه كان بيننا تفاصيل حياتية وإنسانية صعب خروجها برة الصندوق الأسود وجمعتنا صداقة منذ التحاقه بمعهد التمثيل وكنا نلتقي عند صلاح جاهين ولمست فيه علي مدار صداقتنا أنه شديد الطيبة والشفافية والوضوح وليس عنده طموح أكثر من تحقيق النجاحات في الفن، ويكمل: كان يكرس كل وقته وجهده وحياته للفن ويركز بشكل غير طبيعي في الشخصية ويتقمصها بشكل غريب قبل وأثناء وبعد التصوير. وأضاف: أثناء عملي معه في أفلامنا الثلاثة كان يتطور ويطور من أدائه بشكل مذهل وكان شديد الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وكان حساسا لدوره وأدوار الآخرين فكان بصراحة يبدع في الإضافة للدور بما يخدم وكان شديد الاهتمام والتواصل والتواضع مع كل المشاركين معه في الأعمال سواء أكبر أو أصغر منه، وأشار «بدرخان» حدثت بيننا كيمياء وانسجام في العمل فكان يفهمني من نظرة عيني إذا كنت مقتنعا بالمشهد أم لا وأنا كذلك فكانت لغة العين هي الأساس في تعاملنا وكان لم يتخط حدود عمله إلا فيما يخدم العمل وكان ملتزما جدا ومطيعا جدا فهو يستحق أن تخلد ذكراه بما يناسب قيمته كفنان وهب نفسه لفنه وجمهوره علي حساب حياته واستطاع أن يشكل من فنه ألف دور وألف وجه سينمائي. ويضيف «بدرخان»: أنا عن نفسي أحب الممثل الذي أعرفه علي المستوي الإنساني وأعرف عن حياته لأنني أوظف هذه العلاقة لصالح العمل وفي توصيل ما تريد عن التجربة من واقع الذكريات التي بيننا والعلاقة الطويلة مع أحمد زكي إنسانيا جعلت بيننا حالة كبيرة من التواصل والشفافية والانسجام. وأوضح «بدرخان» للأسف لا يوجد أحد بعد هذا النجم يستطيع أن يملأ فراغه ويترك بصمته، لأن البصمة لا يمكن أن تتشابه بين اثنين فهذه قدرة الله في خلقه وما يثار عن أن فلان أو غيره شبه أحمد زكي كلام صحافة، مثل مقارنة محمد رمضان به، صحيح رمضان ممثل مجتهد وشاطر ويشبه زكي في الملامح وتكسير قالب النجومية الذي عرفته السينما عن النجم البطل الوسيم لكن البصمة والروح مختلفة حتي لو حاول الكثير تقمص شخصيته، فهذا إما أن يكون مجرد اجتهاد أو تقليد وهي تحتاج لمخرج شاطر يهضم اقتباس ممثل من آخر ليوظفه صح بما يخدم العمل، وأنهي «بدرخان» كلامه: لا يوجد غير «فارس أسمر واحد» اسمه أحمد زكي.. رحمه الله.