قرية الحاج سلام احدى قرى مركز فرشوط شمال محافظة قنا، ويبلغ عدد سكانها نحو «7» آلاف نسمة وتواجه أزمة مزمنة فى الحصول على مياه الشرب النظيفة، التى يتعذر وجودها بسبب اعتمادها على المياه الجوفية وزيادة نسبة الملوحة وعدم وجود خط مياه رئيسى يغذى القرية. كما تسود حالة من الغضب والاستياء بين أهالى القرية بسبب معاناة الأهالى اليومية فى البحث عن كوب ماء نظيف يرحمهم من تكبد النفقات فى جلب المياه من خارج القرية بواسطة «الجراكن»، يقول قاعود جمال قاعود من أهالى القرية: يعيش حالة من العزلة بسبب مشكلة مياه الشرب التى طرقتا كل أبواب المسئولين لأجلها دون جدوى من احد يسمع استغاثاتنا حتى أصبح أهالى القرية يشعرون بحالة من اليأس والاحباط نتيجة لما سببته هذه المياه من أضرار على صحتهم وأطفالهم وكثرة الأوبئة وأمراض الفشل الكلوى المنتشرة بين الأهالى. ويضيف قاعود أن حل المشكلة غير مكلف للدولة فهناك خط مياه نظيف يمر أمام القرية يقوم بتغذية احدى القرى المجاورة مع ضرورة انشاء مرشح خاص بالقرية أو مدها بخط مياه رئيسى من أقرب محطة تنقية مياه لافتاً الى أن الأهالى أرسلوا عدة استغاثات الى المسئولين فى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بقنا، ووعدوا بحل المشكلة دون تدخل حقيقى لحلها. تجولت «الوفد» بداخلها فالفقر والاهمال والمعاناة هى عناوين بسيطة تعبر عن أحوال هذه القرية المحرومة من جميع الخدمات وتغيب عنها كل مشروعات التنمية والبنية التحتية سواء الطرق غير الممهدة وعدم وجود شبكات صرف صحى بها وصولاً لمشكلة مياه الشرب، ومشكلة مياه الشرب غير الصالحة بداخل محافظة قنا، عكست مدى المعاناة التى تعيشها الكثير من القرى بسبب عدم وجود ميزانية كافية من الموازنة العامة للدولة فى تأسيس البنية التحتية فى القرى أو صيانة الموجود منها بشكل دورى. ويشير رمضان أبوالوفا أحد الأهالى الى ان القرية خارج اهتمامات المسئولين، وانه لم يقم مسئول واحد طوال تاريخ القرية بزيارتها للتعرف على حجم المعاناة التى يعيشها الأهالى من عدم وجود مياه شرب صالحة للاستخدام الآدمى، وغيها من نقص المرافق والبنية الأساسية مطالباً بسرعة تدخل المسئولين لتوصيل مياه الشرب النظيفة الى القرية ويضطر الأهالى يومياً الى جلب مياه الشرب من أقرب المناطق وهى مدينة فرشوط التى تتوافر فيها مياه الشرب النظيفة، حيث يقوم الأهالى بارسال أبنائهم بواسطة السيارات لتعبئة الجراكن مرتين فى الأسبوع أو شرائها بسعر جنيه ونصف الجنيه للجركن الواحد. وتشرح احدى السيدات رفضت ذكر اسمها عملية جلب المياه تقول: يقوم يومياً احد الشباب أو الأطفال مستقلاً دراجته البخارية بملء احتياجات المياه لعدد من الأهالى بالاضافة الى وجود من يقوم بامداد القرية بالمياه كل يوم وهى حرفة شاعت مع تفاقم أزمة البطالة، حيث يتاجر فى المياه عدد من الأشخاص ويقومون بتوصيل مياه الشرب الى المنازل بمقابل جنيه ونصف للجركن الواحد وتقوم الأسر بشراء المياه بسبب زيادة نسبة الملوحة فى مصدر المياه بالقرية خاصة مع تزايد الأمراض الناتجة عن ذلك وخشية على الأطفال والمرضى. وفى السياق ذاته طالب مركز «حماية» لدعم المدافعين عن حقوق الانسان عبدالحميد الهجان محافظ قنا، ورئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بتوفير احتياجات القرية من مياه الشرب النظيفة والصالحة من خلال تدبير قوافل من السيارات لإمداد القرية بحاجتها يومياً من مياه الشرب لحين الانتهاء من محطة مياه الشرب الخاصة بالمركز وقراه للتخفيف من حجم معاناة الأهالى، والحفاظ على صحتهم وأرواحهم.