وبدأ تطبيق القصاص الفعلي لشهداء غدر الأنظمة، هؤلاء الذين رحلوا دون أي ذنب سواء كانوا رجالا أم أطفالا، فالمعتدى هنا لا يدرك جرم المجني عليه سوى كونه شاهد على أسوأ مراحل تاريخ الأمة المصرية. ففي صباح أمس تم تنفيذ إعدام محمود رمضان ، أحد أنصار المعزول ، ذاك المعتدى الذي أنتقم لخلع جماعته بإلقاء أطفال من فوق سطح إحدى العمارات في الإسكندرية ، في مشهد لن يغفره المصريين لجماعة اعتلت فتمكنت فعزلت لتنتقم ثم جاءت لتطلب الصفح أو المصالحة مع الضحايا . ولاقي إعدام رمضان صدى واسع في كل الأوساط المصرية والعالمية ، ففي الداخل رفعت الجماعة شعار "الضحية"، في إدانة واضحة للقضاء المصري بعد أن زعموا أن المتهم ليس هو منفذ الجريمة الذي ظهر وجهه في الفيديو المذاع ، وان تنفيذ الحكم مسيس ولا يهدف لتطبيق العدالة المنشودة . الجدير بالذكر أن إعلام الإخوان انتهج ذاك المنهج ، حتى إن صحف الجماعة استضافت زوجة المتهم الذي راحت تحكى عن نبل أخلاقه وكون التهمة ملفقة لأغراض سياسية ليس أكثر . وقد ذكرت صحف الإخوان أن محمود نزل في مظاهرات ضد ما أسمته "الانقلاب العسكري" في الإسكندرية حتى وصلت المظاهرة لشارع المشير بسيدي جابر وهنا على سطح أحدى العمارات تجمع مجموعة من الشباب المؤيدين ل "الانقلاب العسكري" وأخذوا يقذفون المسيرة بالزجاج والطوب وكل ما يجدونه على سطح تلك العمارة فقام المتظاهرون باقتحام العمارة وكان منهم محمود ، مضيفة أنه لم يقم بإلقاء الطفل من فوق العمارة كما ظهر بالفيديو . العجيب في الأمر، أن محمود رمضان التي أنكرته الجماعة من قبل في تصريحاته وإعلانهم عن أن المتهم عضو في الحزب الوطني سابقاً ، عادت اليوم لتبكى رمضان "شهيد الثورة" ، الذي تم إعدامه غدرا لأغراض سياسية ،على حد قولهم ، في مفارقة واضحة لكنها معهودة من قبل الجماعة على مر التاريخ . ولأن اللقطة لا تكذب أبداً ، فقد سجلت كاميرا الفيديو التي سجلت الجريمة، ظهور علم الإسلاميين ظهر في جيب رمضان الخلفي في الفيديو الذي رصد اشتباكات عنيفة في الإسكندرية فى الخامس من يوليو 2013 بعد يومين من الإطاحة بمرسى، فملاحقة الإسلاميين لم تؤثر بشكل كبير في إخماد التمرد الذي ظهر في الأشهر التي تلت الإطاحة بمرسى ، فإذا لم يكن رمضان هو المعتدى فأي عضو من الجماعة هو !!! . وعلى الصعيد العالمي فقد تحركت بعض المنظمات الحقوقية العالمية لتطالب بأسباب إعدام محمود رمضان، معتبرين الحادث سياسي في المقام الأول . وبعيداً عن رمضان والفيديو الخاص به وانقسام الشارع المصري وله ، فقد اعتبرت النخبة السياسية تطبيق حكم الإعدام هو بداية لتنفيذ القصاص ورسالة واضحة للجماعة بأن التهم المعلقة بالمحاكمات لن يغفرها النظام ولا الشعب وستدور الدوائر لتقتص من المعتدى وتجلب الحق لمستحقيه.