كتب لاري تشين من مركز الأبحاث العالمية في 5 أكتوبر 2014 مقالا كشف فيه الأكذوبة الضخمة التي تروجها الادارة الامريكية بأنها تحارب تنظيم داعش في اطار تحالف دولي بل أكد بدلائل وشواهد أن داعش من صنع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية، بان احداث 11 سبتمبر 2001 ضد برجي التجارة العالمية ونيويورك ومقر البنتاجون في واشنطن، هى أحداث مفبركة ومدبرة من جانب جهاز المخابرات الأمريكية CIA لاعطاء المبرر لشن حرب اقليمية ضد أفغانستان والعراق تمهيداً لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يجري فيه بتخطيط أنجلو - أمريكي إعادة تقسيم ما هو مقسم، وتجزئة ما هو مجزأ من بلدان الشرق الأوسط في اتفاقية سايكس - بيكو 1917، من جديد على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وسياسية، على أن يتحقق ذلك بأسلوب الفوضى الخلاقة الذي كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في عام 2006، والذي يعني نشوب صراعات بين أبناء الوطن الواحد باثارة الخلافات والاختلافات العرقية والمذهبية والطائفية القائمة، وتحويلها الى صراعات دموية بين جميع الفرق والتنظيمات والجماعات المتصارعة على السلطة، وبما يؤدي الى انهاك الجميع، وتقسيم كل دولة عربية أو اسلامية الى عدة دويلات، وما يستتبعه أيضاً تقسيم الجيوش الوطنية وتفتيتها ويؤدي الى إضعافها وافقادها القدرة علي مقاومة مخططات التقسيم، وبما يدفع القوى السياسية والعسكرية المنهكة والضعيفة - حتى المنتصرة في هذه الحرب الارهابية - الى اللجوء الى الولايات المتحدة طلبا لدعمها ومساندتها، ويؤدي تلقائيا الى زيادة نفوذها وبسط هيمنتها وسيطرتها على مقاليد الدويلات الناتجة عن الصراع، أما أدوات أمريكا لتحقيق هذه الأهداف وتنفيذ هذه المخططات فتتمثل في منظمات الاسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الاخوان التي تحظى بمساندة ودعم ادارة أوباما والحكومة البريطانية، بعد أن أثبتت هذه المنظمات الاسلاموية ولاءها الكامل للولايات المتحدة وبريطانيا مقابل أن تضمن لها هذه الحكومات استمرار حكم جماعة الاخوان لدول المنطقة دون حدود زمنية. ولكن وبعد أن أسقط الشعب المصري نظام حكم الاخوان في ثورة 30 يونية 2013، وكذلك في تونس وتصنيف جماعة الاخوان تنظيما ارهابياً في دول الخليج العربية وغيرها من الدول العربية، تحولت الادارة الامريكية الى دعم المنظمات الارهابية الأكثر تطرفاً وتشددا، وأبرزها تنظيم داعش، وتمكينها بصورة أو بأخرى من المشاركة في حكم الدول العربية والاسلامية، وذلك تحت دعوى التفاوض بين كافة القوى السياسية، والحلول السياسية، والمشاركة في الحكم وكان غريبا أنه في الوقت الذي ترفض فيه الادارة الامريكية إجراء أي تفاوض مع داعش في سوريا والعراق، نجدها تطالب في ليبيا بالتفاوض معها واعطائها دوراً في حكم ليبيا، بل وتستنكر حق مصر في حرب داعش رداً على المجزرة الارهابية البشعة التي ارتكبتها بذبح 21 مصرياً قبطياً في 15 فبراير الماضي. نص الوثيقة - أصدرت الأممالمتحدة في 24 سبتمبر 2014 قراراً يمهد الطريق لحرب مفتوحة تحت اسم «مكافحة الارهاب» ضد الدولة الاسلامية - داعش «IS»، والتي تعرف ب «شبكة الموت»، واعداً أن تستمر هذه الحرب لسنوات. - وحقيقة الأمر أن «الحرب علي داعش» كذبة، وهى نفس الكذبة الكبرى النتنة التي أطلقت سابقاً باسم «الحرب على الارهاب»، وإعادة تسخينها وتحديثها بتأثيرات دموية خاصة، ودعاية جديدة، ويلقى الضوء على شكل منقح من الشياطين الأشرار، وبما يمهد لتنفيذ أجندة هجوم عسكري جديد. - لقد تمت التضحية بأرواح ثلاثة آلاف من الأرواح في حرب ملفقة على الارهاب ضد تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، والآن، وبعد مضي ثلاثة عشر عاما من الهجوم الامبريالي المستمر، ووقوع عشرات الآلاف من القتلى والفظائع في وقت لاحق، فإن التصعيد الذي تمارسه «داعش - الدولة الاسلامية» سيؤدي الى اسقاط سوريا، وايران، ويحول العراق الي عدة دويلات، وبما يوفر ذريعة أخري لتعيث فساداً في أي مكان آخر طبقاً لرغبات الدول الامبريالية. - ولكنها نفس الكذبة التي بُنيت على دعائم الدعاية نفسها: أسطورة «العدو الخارجي» وتهديد «الارهاب الاسلامي»، وهى ذرائع لا نهائية لحشد الرأي العام خلف الأجندة الانجلو أمريكية للغزو، والحرب التي لن لاتنتهي أبداً. - إنها نفس الكذبة،والتي تأسست على فكرة «الارهابيين الاسلاميين» هم أعداء الغرب، في حين أن الحقيقة الموثقة بما فيه الكفاية تؤكد أن هؤلاء الارهابيين ليسوا سوى أفضل جنود مشاة جيوش الغرب، وخبرة كوادر اجهزة المخابرات العسكرية في هذه الجيوش. - إن الدولة الاسلامية «داعش» مثل تنظيم القاعدة، وجميع الكيانات التي تشكل «الجهاد الاسلامي» هى من انشاء وخلق وكالة المخابرات المركزية CIA، وأجهزة المخابرات الانجلو- أمريكية، «المخابرات الباكستانية ISI، المخابرات السعودية، المخابرات البريطانية MI-6، الموساد الاسرائيلي.. الخ» إن مختلف الميليشيات الجهادية وكوادر الاستخبارات العسكرية، وأيضاً الجبهات الارهابية «الدولة الاسلامية داعش IS، القاعدة، النصرة.. الخ» هى صناعة امريكية ويتم دعمها علناً والاستفادة بها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وكما كانوا من قبل وباستمرار من فترة الحرب الباردة وحتى هذه اللحظة. - وهذه القوات يتم استخدامها بعناية وتزويدها بأسلحة موجهة من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو، أما الارهابيون فهم الأدوات الاساسية في أيدي الولايات المتحدة لادارة العمليات المستمرة بنوعيها السري والمعلن في سوريا، ان الارهابيين الذين تحركهم الولايات المتحدة ووكالة المخابرات المركزية من أجل زعزعة الاستقرار واسقاط ليبيا، وهى جزء لا يتجزأ من التغييرات القادمة لفرض نظام سياسي جديد في ليبيا، وفي اطار من الاوامر المباشرة وغير المباشرة من المشرفين على هذه العمليات في الولايات المتحدة والناتو والممارسين للارهاب، هم «جحافل الشيطان» وسوف يستمرون كذلك، كما سنظل كوادر أجهزة المخابرات العسكرية القائدة لهذه العمليات، ووراء كل عمل ارهابي على المستوى الجيواستراتيجي في المنطقة. - إن «الدولة الاسلامية - داعش» تنضم الى القاعدة باعتبارهما ال «بعبع» الذي يشكل الهدف اليوم، ان الحرب الجارية اليوم تخفي المقصد الحقيقي لها، وهو اسقاط سوريا وايران وما بعدهما. - وقد وصفت وسائل الدعاية للارهابيين على أنهم «أشرار» أو «مقاتلون من أجل الحرية» وذلك اعتماداً على توقيت التهديد، ومسرح العمليات العسكرية، ان ما تشاهده من أفعال مروعة تمارسها فرق الموت.. بما في ذلك قطع الرؤوس وغيرها من أعمال وحشية، تعتبر من اجراءات التشغيل القياسية في العمليات السوداء التي تمارسها وكالة المخابرات المركزية، وتقنيات الارهاب التي تعود الى الحرب في فيتنام وبرنامج «فونيكس»، وتم عملها بناء على أوامر من وكالات المخابرات العسكرية في الولايات المتحدة وحلفائها، ان عمليات قطع رؤوس المدنيين السوريين مستمرة من سنوات، وسط صمت وسائل الاعلام، أما عمليات قطع رؤوس الامريكيين والبريطانيين التي تم الكشف عنها مؤخراً، فقد تم تنفيذها بشكل انتقائي «وفي بعض الأحيان إعدادها» لأغراض دعائية تخدم هدف شن الحرب، وتهيئة المسرح السياسي وتحفيز الجماهير الجاهلة والمغيبة لتدعم حرب انتقامية واسعة النطاق. - ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فان اربعة من أصل خمسة ناخبين امريكيين مسجلين تدعم بأغلبية ساحقة الهجمات العسكرية ضد الدولة الاسلامية - داعش، وذلك لأن الجماهير الامريكية الجاهلة والمروضة لاتزال دامغة تحت تأثير دعاية عمليات «الصدمة والترويع» في 11 سبتمبر، ومتفاعل معها بحماس من أجل الانتقام من «الأشرار قاطعي الرؤوس ويهددون أمريكا»، ومن ثم فليس لديهم مشكلة في ارسال الشباب الامريكي الى الخطوط الامامية ليكونوا وقوداً للمدافع، بدعوى الدفاع عن الحرية، ان القطيع الامريكي يعتقدون - ويحبون أن نعتقد نحن أيضاً بدورنا - هذه الكذبة الكبرى - هذا في حين نرى مواطني هونج كونج وغيرها من البلدان يتحركون الى الشوارع بحماس للقتال من أجل ديمقراطيتهم، أما المواطن الامريكي العادي فقد تخلى منذ وقت طويل عن واجبه بزعم أنه مواطن يقظ، في حين أنه كان لفترة طويلة لاهيا بأعمال ترفيهية وتسلية تعكس عقولاً فاسدة، واحتفالات هوليوود برعاية اجهزة الأمن القومي. - وفي الوقت الذي قامت به ما يسمي بقوى الليبراليين والتقدميين باتخاذ اجراءات ضد الدولة الاسلامية IS داعش، الا أن قليلين هم الذين يدركون حقيقة مهمة، وهى أن الارهاب الاسلامي هو من انتاج أصحاب آلة الحرب الامريكية الذين يفركون أيديهم بالدماء عندما تصل رياح الحرب الى نهايتها ويصابون بالنكسة، إن الفكرة الصعبة في هذا الشأن أن الولايات المتحدة التي خلقت قوة الجهاد الاسلامي وفقدت السيطرة عليها، يجب عليها الآن أن تحتويها، ومن الاكاذيب المستمرة أن هذه الميليشيات هم في الحقيقة جنود مشاة الإمبراطورية الامريكية وعملائها الرئيسية بل والقوة القائدة لتنفيذ خطط اسقاط سوريا، كما كانوا من قبل في ليبيا، وهذا ليس رد فعل كما يدعون، بل عملية مخابرات عسكرية منسقة جيداً، تخفي مؤامرة إجرامية تم تدبيرها بواسطة اجماع النخبة. - من المؤكد أن الارهاب الاسلامي سيتوقف في اللحظة التي تتوقف فيها وكالة المخابرات المركزية الامريكية، وجهاز المخابرات البريطاني وMI وجهاز ISI.. الخ عن استخدامه، بل ان الحرب نفسها ستتوقف عندما تتوقف النخب الحاكمة الذين خططوا لما يحدث باعتباره الحل النهائي للاستيلاء والسيطرة علي آخر امدادات نفطية على هذا الكوكب، باعتباره شريان الحياة للامبراطورية الانجلوأمريكية، ويتخلون عن مفاهيم حروب الغزو والجشع، عند ذلك سينهار هذا الجهاز بالكامل، الا أن ذلك لن يحدث في زمننا هذا، ولا حتى عند حدوث كارثة على كوكب الارضي يهدد بالانسانية. - ان الادعاء بشن حرب ضد «بعبع» هم خلقوه بأنفسهم، واستمروا في دعمه واستخدامه، فإن هؤلاء الذين يمكن تصنيفهم شياطين العالم، هم القادرون فقط على تصور وتنفيذ هذا الرعب. شبكة الموت الأمريكية تخطو نحو الهاوية - مع مرور كل يوم، يقع الكثير من قشور الامبراطورية الانجلو أمريكية كاشفا العنف القابع داخلها، فقد أخذ الرئيس الكاذب أوباما يرعد أمام الاممالمتحدة، موجها الاتهام قائلا: «لا يوجد إله يمكنه التغاضي عن هذا الارهاب، فلا يمكن أن هناك منطقاً، ولا تفاوضاً مع هذا النوع من البشر، ان اللغة الوحيدة التي يفهمها مثل هؤلاء القتلة هى لغة القوة». - هنا كان أوباما يمارس دوراً أشبه بقواعد اللعبة التي كان يمارسها الرايخ الثالث «إبان ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بواسطة هتلر زعيم النارية»، وادارة بوش - تشيني «عند غزو أفغانستان والعراق» مشفوعاً بوفرة من التهديدات، وادعاءات اخلاقية ومعنوية زائفة، وهراء شبه ديني بالاضافة الى ذم وقدح موجه الى عدائيات من تصوره غير مدركة، هنا يكشف أوباما عن حقيقته، كمجرم حرب، وشبح لهتلر ينافسه. - لا إله يتغاضى عن الخداع، ولا إله يبيح ارهاب حرب الامبراطورية الانجلو - أمريكية من أجل بسط هيمنتها على العالم، ولايوجد إله يسمح بإبادة عشرات الآلاف من الأرواح لأكثر من عشر سنوات من الغزو الامبريالي من أجل النفط. - ولا يوجد أي منطق، ولا تفاوض مع زعامة اجرامية لامبراطورية تمارس القتل الى حافة الابادة، ولا يوجد منطق، ولا تفاوض مع دعاة الحرب الذين أبادوا مساحات كاملة من الانسانية. - ولا يوجد منطق، ولا تفاوض مع امبراطورية يائسة ولا اجابات لديها حول فرض قانون العصابات محل سيادة القانون، وتشكل رايات العمليات الزائفة سياستها الخارجية، ولا منطق للتعامل مع أولئك الذين خلال بضعة أشهر نشروا علما زائفاً من عدم الاستقرار في سوريا، وعمليات علماً زائفا لدعم عصابات النازيين الجدد في أوكرانيا، وخططوا وتستروا على عملية اسقاط متعمد للطائرةMH-17 موجهين الاتهام الى روسيا، والذين قاموا بدعم قصف غزة بواسطة اسرائيل «واضعين اللوم علي حماس في أعقاب مقتل مراهقتين اسرائيليتين من قبل ارهابيين تابعين للدولة الاسلامة - داعش»، واضعين أساس الارتفاع المفاجئ للدولة الاسلامية - داعش. - لا منطق.. ولا تفاوض مع امبراطورية لن يوقفها شىء حتي تسيطر على كل شبر من شبه القارة الأوراسية، وتدمر كل القوى المعارضة لها على طول الطريق بما في ذلك احتمالات الدخول في مواجهات نووية مع روسيا والصين. - لا منطق.. ولا تفاوض مع العاملين والممكنين في هذه الامبراطورية - في الحكومات، وفي الاعلام، وفي كل مكان، كما أنه لايوجد منطق - ولا تفاوض مع القطيع ضعاف المعرفة. - ولا منطق.. ولا تفاوض مع القتلة، القائمين بالتخطيط على مستوى العالم ويتحدثون بلغة القوة، هؤلاء «الرجال العظام والنساء» وينظرون لباقي الإنسانية بازدراء. - حقا.. لا منطق ولا تفاوض مع هذا النوع من الشر. رؤية تحليلية - لايصدق بعض الليبراليين في مصر والدول العربية ما نؤكد عليه عن مسئولية الولايات المتحدة في صناعة الارهاب الدولي وتحديداً الجماعات المتشددة، وعلى رأسها داعش، هذا في حين أن حقائق التاريخ القريب خير شاهد على ذلك، بدءاً بتعاون المخابرات الأمريكية مع أسامة بن لادن على انشاء القاعدة لمحاربة السوفييت في أفغانستان في أواخر السبعينيات، ثم السماح لمفتي التنظيمات الارهابية في مصر - عمر عبدالرحمن - بدخول أمريكا، ودعم المنظمات الأصولية في البلقان مما أدى الى تفكيك يوغوسلافيا عام 1999، وعندما أدركت الولايات المتحدة خطورة اللعبة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 توقفت عن انتاج المزيد من هذه البضاعة الفاسدة، ولكنها سرعان ما عادت الى انتاجها مجدداً في سياق التحضير لثورات الربيع العربي وادارته، وفي اطار ذلك وضعت واشنطن يدها في يد أم الجماعات المتطرفة وأصلها ومصدرها الرئيسي وهى جماعة الاخوان لتكون وسيلة أمريكا في تنفيذ أهداف الشرق الأوسط الجديد، ومخططات تحقيق من خلال تقسيم بلدان المنطقة عرقيا وطائفيا ومذهبيا، ومن خلال أسلوب الفوضى الخلاقة المتمثل في اعمال العنف والفوضى والحروب الأهلية التي سادت دول المنطقة منذ بدء ثورات الربيع العربي وحتى اليوم، واعتماداً على جماعة الاخوان وفروعها في الدول العربية الاسلامية كوسيلة رئيسية لتحقيق ذلك، الى جانب الحركات والتنظيمات الثورية التي رعت أمريكا اعضاءها من الشباب وقامت بتربيتهم وتدريبهم والانفاق عليهم في المؤسسات المخابراتية التابعة لها في فريدم هاوس، وأوتبور في صربيا، وأكاديمية التغيير في لندن ثم في الدوحة، ربما فاقت تكاليفه باعتراف السفيرة الامريكية أكثر من 1.6 مليار دولار، لتغيير الانظمة الحاكمة في مصر، كما ساعدت واشنطن على تدفق المقاتلين المتطرفين من كافة البلدان العربية والاسلامية الى مصر، وليبيا وسوريا والعراق في محاولة لتغيير خريطة المنطقة، وعندما نجحت ثورة المصريين في 30 يونيو 2013 في الاطاحة بنظام حكم الاخوان في مصر، وما استتبع ذلك من سقوط هذه الجماعة في معظم الدول العربية بعد ادانتها بالارهاب، اتجهت واشنطن لبديل آخر لينهض بنفس المهام ويحقق نفس هدف الهيمنة الأمريكية على المنطقة بعد تفتيتها، وقد تمثل هذا البديل في تنظيم داعش الذي يضم مقاتلين متطرفين وأكثر تشدداً من كافة أقطار العالم بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وارسلتهم الى العراق وسوريا لتكون مراكز انطلاق الى باقي الدول العربية، ومنها ليبيا ومصر، الى جانب تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يحاول أن يقيم لنفسه امارة اسلامية في سيناء، بعد اعلان مبايعته وولائه لداعش، ولعبت تركيا الدور المحوري في تجميع وحشد اعضاء داعش وتدريبهم وتسليحهم واعاشتهم وتمريرهم عبر الحدود التركية الى سوريا والعراق، حتى أن جميع الاحتياجات اللوجستية اللازمة لتنظيم داعش تتولاها المخابرات التركية كما تولت قطر عمليات تمويل داعش وتحت اشراف المخابرات الامريكية وبتنسيق مع جماعة الاخوان وأفرعها في ليبيا وغزة «حماس» والسودان جرى الترتيب لفتح جبهة ضد مصر، وجاءت جريمة ذبح 21 مواطنا مصريا في محاولة لإهانة الدولة المصرية وشعبها، ومن هنا جاء الرد المصري السريع والحاسم بتوجيه ضربة جوية ضد 13 هدفاً ارهابياً تابعاً لداعش في درنة وسرت بالمنطقة الشرقية من ليبيا بمثابة انتقاما وثأراً لشهداء مصر في هذه المذبحة، واستعادة الكرامة المصرية ولثقة الشعب في قيادته وجيشه، كما جاء التحرك السياسي على الصعيد الدولي ليضع تنظيم داعش ومن وراءه في الدائرتين الاقليمية والدولية في موقف حرج، في أن أوباما لم يجد الشجاعة والقدرة على ضبط الاعصاب لتقديم عزاء شخصي للمصريين، كما لم يجد أي غطاء سياسي أو أخلاقي لاستخدام الفيتو في مواجهة مشروع قرار مصري متوقع في مجلس الأمن لشرعنة العمل العسكري ضد داعش في ليبيا. - وقد أفاد نائب الرئيس العراقي نوري المالكي أن واشنطن تتحمل مسئولية تمدد تنظيم داعش في سوريا والعراق، مضيفاً أنها تضلل الرأي العام الامريكي والعالمي، ووصف المالكي الضربات الجوية للتحالف بقيادة أمريكا ب «الاستعراضية» وأن تصريحات أوباما التي حمل فيها الحكومة العراقية السابقة مسئولية وجود تنظيم داعش في العراق واحتلاله اجزاء منه انما تعكس حالة التخبط التي تعيشها الادارة الامريكية في التعاطي مع الأوضاع العامة في المنطقة والعالم وخصوصا ما يتعلق منها بسوريا والعراق.