أدرك قطاع كبير من نجوم الفن أن المشهد السياسي اصاب الجمهور العربي من المحيط للخليج بحالة من الاستسلام وربما الاحباط.. لذا فضل الكثير هجرة الموضوعات الصعبة والبحث عن افكار جديدة تتسع فيها مساحة الضحكة والابتسام وتتراجع خلالها نبرة الشجن والألم.. سيرين عبد النور.. واحدة من الفنانات اللاتي قررن الانحياز لإسعاد المشاهد العربي لذا وافقت على بطولة فيلم «سوء تفاهم»، قررت أن ترتدي ثوب الكوميديا المباشرة لأن الهم السياسي والاجتماعي القى بظلاله على كل شىء حولنا. التقينا بالفنانة اللبنانية سيرين عبد النور وحول فيلمها الأخير «سوء تفاهم» ومسلسلها الجديد «24 قيراط» وبرنامج «بلا حدود» دار معها هذا الحوار: كيف ترين ردود الفعل حول فيلم «سوء تفاهم»؟ - الفيلم حقق نجاحا في الدول العربية ومصر رغم الظروف السياسية العصيبة التي تعيشها البلاد، ولكني سعيدة للغاية بأن العمل حقق ردود فعل قوية بداية من عرضه في عيد الحب وكنت متخوفة من موعد عرض الفيلم في ظل الاحداث الحالية، فرغم أنه رومانسي ولكن اكتشفت أن الجمهور يبحث عن عمل يهرب به من الاحداث الحالية. شخصية «لينا» الفتاة اللبنانية الطيبة التي تتعرض لانتكاسات اجتماعية قدمتها كثيراً في مسلسلاتك، لماذا التكرار في السينما؟ - «لينا» شخصية واقعية رومانسية وجميلة، وأنا جنسيتي لبنانية فمن الطبيعي أن اعتز بجنسيتي وأقدمها كثيراً وأنا أتشوق للعمل السينمائي فأنا أعتبره تاريخ الفنان الحقيقي، لأن الجمهور الذي يدفع تذكرة السينما لكي يدفع ويشاهد فيلما لبطل فهذا معناه أن هذا البطل حقق نجومية ولذلك عندما اختار تقديم فيلم فأنا أتاجر بنجوميتي، وعندما قرأت سيناريو فيلم «سوء تفاهم» أتعبني كثيراً أنه عمل «لايت» رومانسي لفتاة لبنانية بسيطة تدخل في قصة حب أخرى ويشاركني البطولة شريف سلامة وأحمد صلاح السعدني للمرة الأولى، وسعدت جداً للوقوف أمامهما. ما معايير اختيارك للأعمال الفنية؟ - الرومانسية دائما تضمن نجاح العمل خاصة لو كان السيناريو جيداً، فالموضوع دائما هو الذي يجذب الجمهور لمشاهدة العمل، وأرى أن الموضوعات التي تتناول أحداثاً رومانسية فهى عادة تنجح للجمهور وأنا أحب اختيار الموضوعات المناسبة لشخصيتي فأنا رومانسية، وعندما أقدم عملاً فنياً أحب أن يكون قريباً مني. «ما حدش بقى راضي» أغنية في سيناريو كوميدي ولكن بها اسقاط سياسي على ما يحدث في مصر الآن.. هل هذا مقصود؟ - لسنا بمعزل عما يحدث، اخترنا تقديم عمل فني رومانسي كوميدي لكننا لا يمكن أن نكون بمعزل عن الحياة السياسية خاصة أن الشعب العربي كله يعاني حالة احتقان سياسية لذلك عندما كتب الشاعر أيمن بهجت قمر كلمات الأغنية وجدنا أنها مناسبة لمشاعر الناس وعدم الرضا عن أي شىء عن حياتهم وبالمناسبة أرى أنها اثارت اعجاب الجمهور وكانت اختياراً جيداً لبرمو الفيلم، فالأغاني هي افضل وسيلة للدعاية لأي فيلم، وأتذكر اغنية «باللغة العربية الفصحى» كانت دعاية جيدة لفيلمي مع محمد هنيدي «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة».
تعودين للعمل مع الدراما الطويلة بمسلسل «سيرة حب» هل تفضلين هذه النوعية بعد نجاح تجربة روبي؟ - المسلسلات التي تتجاوز ال 60 حلقة لها مميزات كثيرة أبرزها أنها تضمن تواجد الممثل في بيت المشاهدين أكثر من 3 أشهر، وهناك اعمال لا يمكن تقديمها الا بهذا الشكل وهذا ما فعله معي مسلسل «سيرة الحب» الذي يعرض الآن والذي اكتشفت من خلالهما أن الأعمال الطويلة تحقق نجاحاً أكبر في عرضها بعيداً عن شهر رمضان، لذلك فأنا أرى أن وجودي الآن بهذا الشكل نجاح كبير لي خاصة أن التجربة نجحت عندما قدمت مسلسل «روبي». وماذا عن مسلسل «24 قيراط»؟ - العمل عودة للتعاون مرة أخري بيني وبين الفنان الكبير عابد فهد بعد نجاح مسلسل «لعبة الموت» الذي قدمناه في رمضان وحقق نجاحاً كبيراً والعمل يتناول قضية اجتماعية وأجسد خلاله شخصية كوميدية فهو عمل خفيف لكنه يتناول موضوعاً متميزاً وأتمني أن يعجب الجمهور، وسنبدأ تصويره بعد شهر رمضان القادم. فى أغلب أعمالك تقدمين نموذجاً للمرأة اللبنانية بمشاركة عدد من الفنانين مختلفى الجنسيات.. هل تتعمدين ذلك؟ - أتحدث في أعمالى باللهجة اللبنانية لأنها لغتى الأصلية، لكنني لا أجد أزمة في تقديم أي عمل بلهجة أخري ولكني أعشق التنوع وأحب أن يكون لي جمهور في كل الدول العربية، فعندما أتعامل مع فنانين مصريين فهذا يتيح لي التنويع في أدائى، وهنا أقدم مسلسلاً عربياً يشاهده الجميع من المحيط إلي الخليج ولا نوجهه للهجة معينة أو بلد معين. وهي الفكرة التي سعدت عندما طرحها علي المنتج الراحل أديب خير أثناء تصوير مسلسل «روبي»، فالجميل أن كل ممثل يتحدث بلهجته، لأنه من الطبيعي في أيامنا الحالية وجود ممثل لبناني أو سوري يعيش في مصر أو دبى وكل يتحدث بلهجة بلاده، وقدمته أيضاً في مسلسل «لعبة الموت» الذي جمع ماجد المصرى وعابد فهد وكان عملاً لبنانياً مصرياً وهكذا طالما أنها قضية اجتماعية شائعة، فلابد أن يتحدث الجميع بلهجته لكنني أتمني تقديم عمل يناقش قضية مصرية وأتحدث فيه باللهجة المصرية فهذا فخر لى. ما المغزى لتقديم برنامج «بلا حدود»؟ - المشاعر الإنسانية الطيبة التي يفرضها البرنامج، فهو لا يعتمد علي جلوسى في مقعد المذيع وإجراء حوار ولكن جذب انتباهي فكرة أن أسمع الناس حتي لو لم أتمكن من حل مشاكلهم، الاطلاع علي مشاكل الناس وعرضها للجمهور ليتعلم منها. ما أصعب حلقات البرنامج؟ - لفت انتباهي أن الناس مرهقة نفسياً أكثر منها مادياً، نحن كفنانين نعيش تحت الأضواء، وعندما نجسد عملاً فنياً نناقش فيه أزمات الناس ومشاكلها، فالعمل عادة ما يعتمد على السيناريو فقط، لكن أن تعيش وسط الناس وتدرس مشاكلهم وبالفعل أثناء تصوير إحدي قضايا الاغتصاب دخلنا سجن النساء وتابعنا الحالة كلها تجارب صعبة جداً، أيضاً أثناء زيارتى للاجئين السوريين وتجسيد معاناتهم شاهدت وقتها العجائز وكان المشهد في غاية المأساة فبدلاً من تكريمهم فإنهم يغادرون أوطانهم، ويعيشون في ظروف صعبة وهذا ما حدث في لبنان وفي كل الدول العربية المأساة واحدة ولكن الأشكال مختلفة. كيف تقرئين الوضع السياسي الآن؟ - الدول العربية كلها تعيش مأساة واحدة، فلا يوجد استقرار في لبنان ومصر وغيرها وما حدث مؤخراً للشعب المصرى من مقتل 21 مصرياً علي الحدود الليبية لهي مأساة بمعني الكلمة وحزن وأنا لا أتخيل أن يكون هناك بني آدم يجري في جسده الدم البشرى ومع ذلك يستطيع أن يقتل ويذبح بهذه الطريقة الوحشية، أنا حزينة لما يحدث وهذه مأساة لشخصيات تعيش في هيئة الشياطين ولكن مصر دائماً أكبر من الجميع، قادرة علي مواجهة كل خطر وتقف في مواجهة أي إرهابى ولذلك فأنا متفائلة بالمستقبل، ومتفائلة بردود الفعل التي تتخذها الحكومة المصرية للتصدى للإرهاب.