«طبقاً لتعليمات رئيس الجمهورية» جملة اعتدنا علي قراءتها منذ عقود طويلة، وكأن رئيس الجمهورية خبير في كل الأمور والتخصصات، وقد يكون مغزي هذه الجملة موحيا بأن الوزراء الأفاضل ينافقون رأس السلطة، وعلي الوجه الآخر تشير إلي مدي عجزهم عن أداء مهامهم. ما يهمنا هنا الجانب الإيجابي لتلك الكلمات، فنقول ان معاناة المعاقين وأسرهم آن لها أن تنتهي، ولا بأس أن ندرك أهمية الكف عن المتاجرة بهم سواء من جانب بعض المجالس القومية أو بعض الوزارات، ولا بأس أيضا من أن نعترف بأن معظم ملتقيات توظيف المعاقين ماهي إلا.. شو إعلامي وضحك علي الذقون. لقد شرفت مؤخراً بحضور أول مؤتمر للجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بحزب الوفد بدعوة كريمة من محمد إسماعيل رئيس اللجنة، وسط حضور إعلامي ضعيف، لكن ماهو جدير بالذكر مشاركة الباحثة الأكاديمية ريهام صلاح عبدربه كلية إعلام القاهرة المهمومة بأحوال المعاقين، وكذلك اهتمام حزب الوفد بهذه القضية من خلال الأستاذة نادية صبحي مشرفة صفحة «نحن هنا». كشف أعضاء اللجنة عن الكثير من أوجه الفساد في تعامل بعض المسئولين مع هؤلاء المعاقين وخاصة فيما يتعلق بقضية التشغيل ونسبة ال 5٪ غير المفعلة والتي لم تعد تتناسب مع أعداد المعاقين. ما عرضه الزملاء أثناء المؤتمر يدعو للأسف والحسرة والحزن، ومن ثم جاءت قناعتي بأن ما توصلوا إليه من عرض مطالبهم عبر توصيات المؤتمر علي رئيس الجمهورية مباشرة أصبح أمراً حتمياً، حتي يتمتعوا بإنصافه لهم بعدما ظلمهم الكثيرون، وهو ما يعد في نهاية الأمر دعما لخارطة الطريق التي تتطلب استفادة «مصر الجديدة» من كل جهود أبنائها ومن بينهم هذه الفئات التي تمتلك من القدرات ما يفوق في كثير من الأحيان قدرات أقرانهم ممن نطلق عليه أسوياء. إن مطالبهم فخامة الرئيس مشروعة ودستورية وانسانية وتتمثل في حصولهم علي حقوقهم الأساسية سواء في مجال فرص العمل بعيداً عن الوساطة والحصول علي مرتب مناسب مقابل أداء عمل يومي فعلي، وفرص تعليمية توظف قدراتهم نحو الأمثل، ودمج حقيقي في المجتمع بعيداً عن الشفقة والإحسان والعطف، ورعاية صحية تتمثل في: طب المعاقين والكشف المبكر عن الاعاقات والحصول علي الدواء اللازم وليس الحديد والزرنيخ والأجهزة التعويضية والطبية مجانيا، وعدم حرمان أي معاق في حاجة إلي سيارة مجهزة، وتخفيض مقدم شقق الإسكان وأقساطها، ودعمهم في انتخابات البرلمان والمجالس المحلية، وتمكينهم الثقافي، وتخصيص معارض خاصة. بإبداعاتهم وابتكاراتهم. الطريق شاق وطويل، ومفروش بالأشواك وهذا قدرنا، ولكني علي ثقة في أن نقرأ قريباً علي صفحات الجرائد.. في إطار تعليمات رئيس الجمهورية، ترجمة المواد الدستورية الخاصة بالمعاقين إلي قوانين تحترم، وإعلانه اختيار أحدهم مستشارا له.. جاء ذلك خلال لقاء رئيس الجمهورية بوفد لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بحزب الوفد.. وللحديث بقية.