لا أعرف سر إصرار عباس شومان وكيل الأزهر الشريف على إجبار ثمانية آلاف أزهرى إلى ترك أعمالهم بالخارج والعودة إلى مصر؟! لماذا كل هذا الإصرار وهذا التسلط فى ضرورة تخلى هؤلاء الأزهريين عن أعمالهم فى الدول العربية والعودة إلى عملهم فى مصر؟! ما الفائدة من عودتهم طالما أن الأزهريين كثيرون ولا حاجة إلى مؤسسة الأزهر إليهم؟!.. فهؤلاء مرتبطون بأعمال منذ سنوات فى عدة دول خليجية، وتعاقداتهم كانت بعيدة عن الأزهر، يعنى هؤلاء تمكنوا من الحصول على عقود عمل بطريقتهم الخاصة وتركوا الفرصة لغيرهم فى العمل، وحاجة العمل لا تحتاج إليهم. هناك تصرفات غير مبررة تقوم بها جهات حكومية خاصة فيما يتعلق بالعاملين بالخارج، أبرزها على الإطلاق قيام المسئولين بعدم الموافقة على تجديد عقود العاملين بالخارج، الذين تركوا مواقعهم طواعية لغيرهم وحاجة العمل لا تحتاجهم، ورغم ذلك يصر هؤلاء المسئولون على ضرورة عودتهم.. يعنى تعنتًا وتسلطًا من القائمين على شئون العمل بدون مبرر منطقى.. وطالما أن هؤلاء العاملين لا يكلفون الدولة شيئًا ويلتزمون بسداد ضرائبهم والمطلوب منهم فى مصر وحاجة العمل لا تستدعى وجودهم فلماذا الإصرار على إنهاء أعمالهم وعودتهم؟! مثلاً الأزهريون بالخارج لا حاجة للعمل تستدعى عودتهم، لأن هناك داخل هذه المؤسسة الوطنية الكثير، لكن «شومان» لديه إصرار على عودتهم دون إعلان سبب واضح، وفى كل عام تتكرر شكوى هؤلاء، إلا أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر سرعان ما يتدارك هذا الأمر ويأمر باستمرار أعمالهم فى الخارج.. ولذلك يرفع هؤلاء الأزهريون أمرهم إلى فضيلة الإمام هذا العام، حتى يستمروا فى أعمالهم، خاصة أن كثيرين منهم لديهم ارتباطات بأبنائهم فى المدارس، بل منهم كثيرون يتم علاجهم داخل الدول التى يعملون بها. والغريب أن الدكتور عباس شومان برفضه التجديد للعاملين الأزهريين بالخارج، يخالف الدستور، حيث إنه يميز بين معلمى أبناء الأزهر والمعلمين التابعين للتربية والتعليم الذين يطبق عليهم قرار مجلس الوزراء الخاص بشأن الإجازات والاعارات والذى يقضى بعدم رفض أى طلب للإجازة أو الإعارة بحجة عدم توافر البديل. وقد تلقت حركة صوت مصر فى الخارج التى يرأسها الزميل معتز صلاح الدين الكثير من الشكاوى من الأزهريين بالخارج يطلبون فيها مناشدة الأزهر السماح لهم بالمد، بدلاً من تشريدالأسر. لماذا نكلف الأزهر عبء عودة هؤلاء وتوفير درجات مالية لهم ونزيد من تكدس العاملين؟!.. أعتقد أن فضيلة الإمام لن يرضيه هذا وكعادته سيجد حلاً لآلاف هذه الأسر التى لديها ارتباطات وأعمال بالخارج.. وكل ما يرجونه الأزهريون هو المد ولو لعام واحد فقط، ورجاؤهم لفضيلته لا يرد إن شاء الله.