بعد تولى الدكتور محمد بدر منصبه كمحافظ للأقصر، رسم ذلك آمالاً عريضة لدى الأقصريين عامة وأهالى مركز إسنا خاصة، وتحديداً قرية الزنيقة التى عانت إهمالاً وتجاهلاً من المسئولين منذ استقلال الأقصر عن محافظة قنا، وقدوم تلو الآخر، لتظل القرية محلك سر!! اشتكى أهالى القرية التى يبلغ تعداد سكانها 12 ألف نسمة من تجاهلهم وإسقاطهم من حسابات المسئولين - على حد وصفهم - لسنوات طوال، لا صرف صحى ولا مياه شرب ومدرسة وحيدة تضم 500 طالب آيلة للسقوط فى أى لحظة. يقول حسن السيد، من الأهالى: معظم نجوع القرية فى حاجة لتركيب خطوط مياه، فهى تعيش على الطلمبات القديمة التى تستمد مياهها من تحت الأرض، مشيراً إلى أن نجعى «العرب قبلى ونجع المرسال يفتقران إلى وجود مياه صالحة للشرب». كما أن القطاع الصحى بالقرية لا يسعف المريض حتى فى أشد الأزمات، بسبب خلو الوحدة الصحية للزنيقة من الخدمات العلاجية، لافتاً إلى مغادرة الطبيب - إن جاء - فى الساعة الحادية عشرة صباحاً لعدم توافر العلاج مما يضطره لمغادرة المكان وهو ما يدفع المريض بالتوجه إلى أقرب مستشفى والذى يبعد عن القرية بحوالى 8 كيلومترات. وخلال مرور «الوفد» على طريق الوحدة الصحية بالقرية لتصوير الوضع هناك، إذ بسيدة تصطحب ابنها ذا التاسعة من عمره، والتى أعربت عن استيائها قائلة: «قدمت صباحاً للوحدة ولم أجد الطبيب.. وجئت فى عصر اليوم أيضاً غير موجود رغم فتح باب الوحدة على مصراعيه» ولا يوجد أحد ليعالج طفلها، وأشارت إلى أنه يعانى من السعال الشديد وارتفاع درجة الحرارة. كما أشارت سها أحمد بالصف الرابع الابتدائى إلى أن مدرسة الزنيقة الابتدائية وحيدة تتكون من طابق أرضى مهدم، وطالبت بتجديدها قائلة: عاوزين مدرسة جديدة متوقعش علينا» وبحسب تعبيرها أشارت إلى أن جزءاً من حمام المدرسة سقط بعد هطول الأمطار العام الماضى، ورغم ذلك لم يحدث جديد سواء صيانة أو إزالة للمدرسة لبناء أخرى حسب رواية أولياء الأمور بالمنطقة. وأضاف عبدالكريم عبدالستار أن المشكلة الأدهى بالزنيقة، والتى تنذر باجتياح أمراض وأوبئة بالقرية إن لم يتم معالجتها، هى القمامة المنتشرة بكل أرجائها، فلم يتوافر صندوق واحد قمامة بها أو حتى قاطرات مخصصة لكسح المياه بقايا استخدامات المنازل مما يدفع بالأهالى إلى إلقائها فى الترعة التى يسقون منها زراعاتهم. واستطرد: لم يصبح للزنيقة نصيب من الصناديق القادمة للوحدة المحلية، كذلك كشافات الإنارة فلم يغط امتداد القرية سوى أربعة أعمدة إنارة، ويضيف طالبنا مراراً وتكراراً بتوفير لمبات للأعمدة لكن لا حياة لمن ننادي!! فيما استنكر عبدالستار عدم تواجد أى كمين أمنى قريب من القرية أو على طول الطريق، رغم وجود الأسباب التى تستدعى توافر الأمن، من ظلام الطريق ليلاً لعدم توافر إنارة إضافة لانتشار الثأر بالقرية وبين القرى المجاورة. كما أن علامات الإهمال للقرية تظهر بصورة قوية فى انتشار غرف تحكم المياه، المفتوحة والتى تعتبر عرضة فى أى وقت من الأوقات لسقوط أحد الأطفال الذين يلعبون بالقرية وضواحيها لافتقادهم لوجود مركز شباب وسط إهمال وطناش تام من المسئولين. يناشد الأهالى المحافظ الجديد الدكتور محمد بدر بإجراء زيارة للقرية ومشاهدتها على الطبيعة، آملين أن يتم وضعهم بجدول اهتماماته وأولوياته باعتبارها قرية معدومة على حد تعبيرهم وتعيش فى القرون الوسطى.