أمور عديدة تجري الآن في المنطقة، قد يراها البعض لا رابط بينها.. ولكنني أراها شديدة الترابط.. بل هي نتيجة لما يحدث فيها.. ليس فقط ما يجري في اليمن.. أو ما يجري في ليبيا.. وأيضاً تصاعد القتال مع داعش في سورياوالعراق.. وسيناء!! مثلاً المناورات البحرية العسكرية «مرجان 15» التي انطلقت بمشاركة القوات البحرية المصرية، والقوات البحرية السعودية، وهي مناورات تجري في البحر الأحمر والربط بينها وبين حركة النقل البحري والاهداف الاقتصادية فيه.. وهي تتضمن حق الزيارة والتفتيش، والاعتراض، بهدف التدريب علي عمليات مشتركة للحفاظ علي أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر، ضد أي تهديدات باعتباره ممراً دولياً ومهما للاقتصاد العالمي.. وهل تأتي هذه المناورات بعد وصول الحوثيين الشيعة إلي البحر الأحمر والسيطرة علي الحكم في اليمن.. وأن هذه المناورات رسالة إلي أعداء المنطقة سواء كانوا في الشرق- نقصد إيران - أم كانوا في الغرب ونقصد أمريكا؟! أيضاً هذه الاتصالات بين ايرانوأمريكا، وعلي أعلي مستوي أي بين آية الله علي خامنئي أعلي سلطة في طهران وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. وهو ما كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال منذ ساعات.. وأن هذه الاتصالات تتناسي العداء الظاهري بين الدولتين.. أم هي محاولة لاحتواء المشروع النووي الايراني ولجوء واشنطن إلي طهران لتكون بديلاً للاخوان المسلمين في السيطرة علي المنطقة بعد اجهاض محاولتهم لحكم المنطقة، بعد أن جلسوا علي عرش مصر.. هنا يجب ألا ننسي التحذيرات التي بعثت بها طهران للحوثيين بألا يقتربوا من باب المندب، حتي لا يثيروا القرار المصري.. حتي لا تتحرك مصر ضدهم حماية منها للمدخل الجنوبي للبحر الاحمر المؤدي إلي قناة السويس.. وكانت التحذيرات تقول للحوثيين أن يؤجلوا استشارة الموقف المصري الآن.. وليس الابتعاد.. أي حركة مرحلية ليس أكثر. ثم الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض، منذ ساعات، وطلب هذه الدول من مجلس الأمن الدولي، ليس فقط فرض عقوبات علي الحوثيين واليمن، بل والسماح باستخدام القوة ضدهم.. لانقلاب الحوثيين علي الشرعية في اليمن، فهل هذا اتجاه لاستخدام القوة العسكرية ضد الحوثيين، بشرط أن يكون استخداما جماعياً، وإن تم تدعيمه بمساعدات الاشقاء المخلصين.. وهذا الموقف كله نابع من استشراف هذه الدول للمخاطر التي تحيط بها من الشمال «داعش»، ومن الشرق «إيران» ومن الجنوب «الحوثيين في اليمن».. وربما أيضاً من أعداء غير ظاهرين يخططون لتقسيم المنطقة كلها علي غرار سايكس بيكو القديمة منذ قرن بالتمام والكمال من الآن.. هنا يثور سؤال: لماذا لم تقبل دول مجلس التعاون - مثلا - انضمام اليمن لهذا المجلس، وأن سمحت بتواجدها كعضو مراقب أو، من الخارج!! أليس سبب ذلك تقلب الأوضاع في اليمن بسبب الصراع السني -الشيعي وبسبب تطلعات القبائل الباحثة عن الذهب.. والسلطة.. ولن يغفر الله لرئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح فهو أس البلاء هناك، وحتي الآن. وإذا كانت أهداف مصر لتأمين مضيق باب المندب تلتقي مع أهداف دول مجلس التعاون الخليجي التي تسعي لاستقرار المنطقة.. فإن أهداف أعداء المنطقة تهدف إلي محاصرة هذه المنطقة بما فيها مصر من كل الجبهات.. فأمريكا هي التي صنعت داعش.. وهي التي تغض الطرف عن تحركات إيران.. التي هي تدعم بالمال والسلاح والتدريب جماعات الحوثيين.. ولكننا نخشي أن يكون المخطط هو استنزاف قوة مصر وتأخير أو إجهاض مشروعها التنموي، كما نجحوا في نفس المهمة أيام محمد علي باشا وأيام الخديو إسماعيل .. وأيام عبدالناصر.. ولكن نفس المخطط يستهدف استنزاف أموال البترول العربية، وهنا نتذكر كيف أغمضت أمريكا عيونها عن غزو صدام حسين للكويت.. ثم كيف قادت عملية تحرير الكويت.. ثم قامت بتدمير العراق نفسه.. المخطط رهيب.. وواسع.. وتربط بينه وبين «صوملة» ليبيا أي تحويلها إلي لا دولة لتهدد ما حولها في الشرق وهي مصر.. والغرب وهي تونس والجزائر.. مرة أخري نخشي أن تتحول اليمن إلي فخ، وإلي مستنقع شديد القذارة فماذا أنتم فاعلون؟!