عدم وجود حزب حاكم أو حكومة منتخبة يفرض على كل أجهزة الدولة أن تلتزم الحياد فى انتخابات مجلس النواب وتقف على قدم المساواة مع جميع المرشحين بداية من اعلان الرغبة فى الترشح وتكوين التحالفات إلى اعلان النتائج، من المفترض أنه لا توجد مصلحة لأى جهة فى الانتخابات التى بينافس فيها المرشحون سواء الحزبيون أو المستقلون والكلمة تكون فيها للشعب فى اختيار مرشحيه الذين يتشكل منهم مجلس النواب، ويكون الشعب مسئولاً عن اختياراته. لكن هناك من يريد أن يحشر نفسه ولا يريد أن يعطى الفرصة لنضج تجربة انتخابية تمر نظيفة لأول مرة بعد التجارب السابقة التى كانت تتدخل فيها الإدارة الحكومية بثقلها لصالح حزب الحكومة، وكما لا يوجد حاليًا حزب للحكومة، فأيضًا لا توجد حكومة حزب فى الوقت الحالى فحكومة محلب انتقالية لحين تشكيل الحكومة المنتخبة بعد البرلمان، الحكومة الجديدة حدد الدستور طريقة تشكيلها إما أن يوافق مجلس النواب على رئيس الوزراء الذى يكلفه الرئيس أو يرفضه ويكلف الرئيس رئيس الوزراء الذى يختاره الائتلاف الأكثر نوابًا فى المجلس، نحن أمام تجربة جديدة يجب أن نعطيها الفرصة للنضج، ويتحقق ذلك بأن تهدأ كل الأطراف، ونفكر فى مستقبل هذا البلد ويأتى على رأس الأولويات تشكيل مجلس نواب متوازن يعبر عن الشعب بكافة أطيافه، خطف البرلمان ليس فى مصلحة مصر فى ظل هذه الظروف المرتبكة التى تحتاج إلى ائتلاف واسع تختفى فيه المصالح الشخصية الضيقة وتتقدم عليها مصلحة مصر، إن المناورات التى تشهدها الساحة السياسية حاليًا وبالأخص الانتخابية لن تحقق الاستقرار الذى نرجوه لمواجهة المؤامرات التى تحاك ضد هذا البلد من قوى داخلية وخارجية، ان الرغبة فى تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان يجب أن يكون هدفها هو خدمة الشعب وليس البحث عن مناصب أو حصانة، وإذا كانت الرغبة صادقة فى العمل العام ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين فإن هناك مجالات أخرى يستطيع أصحاب الخبرات والكفاءات تقديم خدماتهم من خلال غير مقاعد البرلمان. الذين يتصارعون على الكراسى ويريدون تقسيمها وكأنها تورتة عيد ميلاد الكل يريد التهامها لابد أن يعلموا أن الشعب هو صاحب القرار وهو الذى سيقول كلمته فيهم، لن ينتهى الأمر عند توزيع الكراسى والدوائر على الورق ولكن ستعرض أعمال الجميع على صاحب السلطة وهو الشعب، لا يوجد وقت نضيعه فى خلافات ومساومات، ولن يكون الأمر مجرد تقسيمة فى مباراة ودية يخوضها الهواة، الشعب يتفرج على النخب وهى تتناحر، واقترب دوره ليقول لمن أحسن أحسنت ومن أساء لن يجد له مكانًا ويبحث له عن عمل آخر، لا نريد تكرار ما ثرنا عليه ونبذناه عندما كانت تتدخل الدولة وأجهزتها فى الماضى للعبث فى الانتخابات متحدية إرادة الشعب، لقد قمنا بثورتين من أجل أن يكون الشعب هو السيد ومصدر السلطات ولا توجد سلطة فوق سلطته، إن العزف المنفرد الذى لا يعمل حسابًا للشعب يصدر نغمة نشاذاً لا تطرب ولاتدعو للارتياح، والعزف الجماعى الذى يصل إلى الوتر يجد من يصغى له ويحقق الغاية، أى تغريد خارج سرب الشعب يقع فى مصيدة المتربصين الذين يبحثون عن صيد على حساب خلافات المجموع الذى وحدته ظروف ثار عليها وكان فى مقدمة ما ثرنا ضده هو انحياز الدولة لصالح فئة وتجاهلت الشعب فثار عليها الشعب.