تواردت مؤخراً أنباء من العديد من المحافظات.. أن هناك عمليات «انتقامية» من جماعة الإخوان وأعضائها.. تمثلت فى اشعال النار والحرائق فى بعض منازلهم وممتلكاتهم!! وللأسف لاقت هذه الأعمال الاجرامية تشجيعاً وهوى من بعض القنوات الفضائية وبعض ضعاف النفوس من مذيعيها.. وهو سلوك ارعن يفتح الباب على مصراعيه.. ل «حرب أهلية» يمكن ان تأتى على الأخضر واليابس فى مصر!! بل إن البعض فسر كلمات قالها السيسى فى لقائه بالقوى السياسية والاعلاميين بنادى الجلاء.. عندما قال: «اننى لن أكبل يد المصريين فى الثأر لشهدائنا الأبرار فى سيناء».. واعتبروها دعوة صريحة للاحتراب الأهلى.. وهم بذلك قد اقتطعوا كلمات الرئيس.. واخرجوها من سياقها الصحيح.. على طريقة: ولا تقربوا الصلاة!! فالسيسى عندما تحدث بهذه الكلمات إنما كان يوجهها لقوات الجيش والشرطة.. ولم يكن يوجهها للمواطن العادى.. بدليل انه طالب القوات بالدقة والحرص وهم يتعاملون مع الارهاب.. فلا يقتلون بريئاً.. ولا يدمرون ممتلكات.. بحجة مقاومة الارهاب.. إلا من يرفع سلاحه على الدولة.. فقتله مشروع فى كل قوانين الدنيا.. وكل الشرائع السماوية.. فحق الدفاع الشرعى عن النفس حق مشروع.. بل وطالب السيسى.. بإحالة كل من يتم القبض عليه من التكفيريين القتلة للمحاكمة العادلة.. لا أن يتم تصفيته فى مكانه..كما كان يحدث فى فترة زكى بدر وزير الداخلية الأسبق.. والذى كان يعترف ويقول بكل وضوح: «هوه أنا لسه.. هاقبض عليه.. وأقدمه للمحاكمة.. وأقعد أعلف فيه سنين وسنين.. طيب ليه كل ده»؟!!!! إنما نحن اليوم أمام رئيس يخاف الله.. ويدرك أن الظلم.. ظلمات يوم القيامة.. لهذا لا يريد أن يظلم أحداً.. حتى لو كان يستهدف حياته هو شخصياً.. فكيف يتخيل البعض أن السيسى يدعون لفتح الباب للاحتراب الأهلى.. والعمليات الانتقامية الرعناء ضد الإخوان وممتلكاتهم.. فهذه دعوة للفوضى.. لا يرضاها..ولا يقبلها السيسى كرجل دولة مسئول.. وحتى الشهداء العظام فى قبورهم.. لو سألتهم لرفضوا هذه الدعوة الهدامة.. والتى تعنى العودة لشريعة الغاب!! فنحن نسعى لدولة قانون.. تصان فيها الحقوق.. حتى للقتلة والمجرمين..فالثأر والقصاص فيها متروك للحاكم والسلطات المختصة.. فيها قضاء مستقل لايحكم حسب رغبات النظام الحاكم.. أو الهوى الشخصى للقاضى.. ولاننسى الكلمات الشهيرة لسيدنا عمر بن عبد العزيز.. عندما طالبه والى خراسان.. بقوات اضافية لتحصين المدينة ووأد الثورات بها.. فقال له عمر كلمات خالدة.. لازال صداها يتردد فى الآفاق: يا أخى حصنها بالعدل.. يستقيم الأمر أما حرق منازل وممتلكات الإخوان.. بل ونشوء حركات اجرامية.. باسم كتائب الانتقام لشهداء سيناء.. كلها افعال اجرامية مؤثمة ومرفوضة.. حتى لو هدفت لمغازلة وإرضاء بعض النفوس الغاضبة والحانقة من جرائم عصابة الإخوان..وافعالهم غير الانسانية.. والتى وصلت لحد الدعوات الصريحة الواضحة لقتل ضباط الجيش والشرطة.. والتهديد بخطف اولادهم.. بل واغتصاب زوجاتهم!! كل ذلك جاء على قنواتهم الآثمة التى تبث من قطر وتركيا.. وحتى فرنسا.. لكن ذلك لايبرر على الاطلاق أن ننهج نفس منهجهم الاجرامى.. فنحن نتصرف كدولة عريقة محترمة.. تحافظ على حقوق الانسان.. وهم يتصرفون كعصابة اجرامية.. لا دين.. ولا اخلاق.. ولا عهد لها..سلاحنا العدل والقانون.. وسلاحهم الخسة والغدر.. نحن نحافظ على الحق فى الحياة.. وهم يستهدفون انهاء حياة البشر..وتدمير الممتلكات العامة والخاصة!!