فى وقت يتأهب فيه الشعب المصرى للاستفتاء على أول دستور ديمقراطى كتبه المصريون عبر جمعية تأسيسية منتخبة، وبعد أن أكدت جموع الشعب المصرى تأييدها للرئيس ولإعلان إنقاذ الثورة فى مليونية السبت 1 ديسمبر التاريخية (الشرعية والشريعة) التى أحبطت محاولات إعلام الفلول لإيهام الخارج بأن الشعب يرفض الإعلان الدستورى وللتشكيك فى شرعية الرئيس، فقد أقطاب التحالف الفلولى العلمانى الطائفى ما يدعونه من عقل وحكمة فخرجوا يروجون لخطر الحرب الأهلية المحدقة بالوطن ما لم يذعن الرئيس لإملاءاتهم ويلغى استفتاء 15 ديسمبر بل ويشكل جمعية تأسيسية جديدة مهدراً الجهد الهائل الذى بذل فى وضع الدستور. لقد جاء الإعلان الدستورى الأخير ليفضح الوجوه الحقيقية لأدعياء المدنية المتدثرين برداء الثورة ويبدو أن تغيير النائب العام مع تحصين التأسيسية بالإضافة إلى إعادة محاكمات قتلة الثوار وبالتوازى مع ملفات الفساد الشامل المتوقع كشفها للرأى العام فى الأسابيع القادمة قد أدت لهذا التكتل السريع (جبهة إغراق مصر) فرأينا الاشتراكى مع الرأسمالى واليمينى مع اليسارى والثورى مع دعاة (آسف يا ريس)، جميعهم قد وقفوا أمام ساعة الحقيقة مدركين أن الرئيس لن يسمح بدخول مصر فى دوامة الفوضى ولن يخضع لابتزاز الأقلية العلمانية المسيطرة على الصحف والفضائيات. لذا رأينا البرادعى وصباحى يصطفان مع عمرو موسى والسيد البدوى بالتوازى مع زعيم فلول المحامين (سامح عاشور) وبهلوان قضاة مبارك (الزند) فقد توحد الجميع لإسقاط الإاسلاميين ولعرقلة الرئيس مرسى ولتقويض مشروعه فى حكم البلاد لم يخجلوا وهم يهرولون لحملة دعم شفيق ولرجال عمر سليمان ولحشد الميدان بالفلول ولتأجير البلطجية لإحراق مقرات الإخوان بإشراف الفخرانى والحريرى وغيرهم من رموز العفن السياسى ولم يطرف لهم جفن عندما اغتيل الشهيد (إسلام مسعود) وهو يدافع عن مقر الحرية والعدالة بدمنهور. عمرو موسى لا حرج عليه فى لقاء (تسيبى ليفنى) فالصهاينة أصدقائه منذ زمن بعيد كما أن دخوله على الأعناق للميدان جائز عند من يحتكرون الحديث باسم الثورة. أما البرادعى، فلا يكتفى بالكذب فى الإعلام الدولى متاجراً بقضية غربية يهودية (الهولوكست) أثارت سخرية الجميع بل يطالب أمريكا والغرب بالتدخل الدولى لوقف إقرار الدستور الجديد، ويحذر من حرب أهلبة فى الأفق داعياً العسكر للتدخل حقاً إنه كبير دعاة المدنية !! ثم يغرد واصفاً الاستفتاء ((الاحتكام إلى الصندوق خديعة فاقدة للشرعية وديمقراطية زائفة))، بعد أن قام بتحية الزند واصفاً تحركاته العبثية وتصريحاته الرعناء بأنها دفاع عن استقلال القضاء! ونحن ننصح البرادعى أن يؤسس حزباً فى بلد آخر يحترم فيه عقول الشعب وإرادته الحرة ولا يخشى من نتائج الصناديق كما ننتظر منه فى الخطوة القادمة أن يمتدح توفيق عكاشة بوصفه إعلامياً مناضلاً وجريئاً. المرشح الخاسر صباحى وأتباعه من التيار الناصرى والقومى المحتلين للفضائيات (السناوى – عبدالحليم قنديل وغيرهم) سدنة الاستبداد المتمسحين فى أحذية العسكر الذين يقدسون الديكتاتور الأكبر عبدالناصر يتباكون على الديمقراطيه!! وينذروننا بالاقتتال الداخلى وبعضهم يرى مستقبل مصر كالعراق وأن أمريكا ستتدخل لفض الاشتباك فى مصر، لقد تحالف صباحى فى الخفاء مع الشفيق ضد الرئيس مرسى قبل جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة لكنه الآن ومدير حملته (خالد يوسف) يستعينان علناً بالفلول ويدافعان عن قيادة مدير حملة عمر سليمان لجزء من الميدان. أما ثالثة الأثافى فهى أن تصف جريدة العربى الناصرى الرئيس مرسى بالفرعون فى مانشيت وعلى يسار الصفحة تمجد فى النظام السورى مدافعة عن السفاح بشار ومتحدثة عن مؤامرة دولية على النظام العلوى المجرم فهؤلاء لا يستحون ويبدو أن الكذب هو صنعتهم الوحيدة، وهنا يتبين واقعية التقارير المتواترة التى أكدت أن المال الشيعى الموالى لإيران وسوريا كان هو الداعم الأكبر لحملة السيد صباحى الذى مازال يحلم بإعادة الانتخابات وهو لا يدرك أن الشعب المصرى قد تعلم الدرس وأنها لو أعيدت مائة مرة لن ينال شرف رئاسة مصر. وبتأكيد المجلس الأعلى للقضاء على إشراف القضاة على الاستفتاء فقد تبخر أملهم فى نجاح فلول قضاة مبارك بقيادة البهلوان الزند فى عرقلة الإشراف على الاستفتاء، إذن فالرهان الأخير هو إدخال البلاد فى نفق الفوضى المظلم فأموال رجال أعمال الوطنى جاهزة وما أكثر النخانيخ، والباقى أن تنشر فضائيات العهر الإعلامى أن مصر مقبلة على الفوضى فيتنبأ البرادعى ويتحدث حمزاوى ويؤكد عماد أديب ويسهب الإبراشى فى الحديث عن كم السلاح المنتشر فى مصر وسهولة استخدامه للاحتراب السياسى وهكذا فى باقى فضائيات وصحف الفلول حتى يمهدوا لأى انفجار أو حادث يتم تضخيمه للمطالبة بإلغاء الاستفتاء. فهم يهددون بحرب أهلية رافضين الاحتكام للديمقراطية التى طالما ادعوا الكفاح فى سبيلها.. وياللعجب فمن يلبسون قميص (الشعب يريد) لا يريدون هم للشعب أن يقرر مصير الدستور. إن أجهزة الدولة مطالبة بوأد أى فتنة فى مهدها دون التعرض للمظاهرات السلمية وقضاة مصر الشرفاء لن يتأخروا عن واجب الوطن وسيشرفون على استفتاء الدستور والكلمة الآن للشعب هو مصدر السلطة وصاحب الشرعية وعلى أدعياء المدنية أن يحترموا الإرادة الشعبية وأن يتوقفوا عن التهديد بإحراق الوطن فى سبيل أيديولوجايتهم العلمانية ومطامعهم الشخصية. [email protected]