الكارثة الحقيقة التى نعانيها الآن هى وجود خلايا نائمة داخل مؤسسات الدولة، وهذه الخلايا هى التى تتسبب فى القيام بأعمال التخريب التى تقوم بها الجماعة الإرهابية حاليًا. لقد لفت نظرى التصريحات الصادرة عن وزارة النقل يوم الاثنين الماضى، والتى قررت فيها منح من يبلغ عن محاولات تخريب قبل وقوعها مكافأة ركوب المواصلات العامة مجانًا. هذه التصريحات مهمة للغاية لأنها، أولًا تتضمن اعترافًا صريحًا بوجود مخربين من الإرهابيين داخل المؤسسات والمصالح، وبالتالى لا بد من كشفهم وفضح أمرهم قبل أن يستفحلوا ونراهم يرتكبون جرائم التخريب. إذا كانت وزارة النقل قد تنبهت إلى هذا الأمر فإننى أطالب باقى الوزارات ومؤسسات الدولة بأن تخطو مثل هذه الخطوة حتى يتم حصار الإرهابيين وعزلهم عن المجتمع والتعامل معهم. وثانى الأمر أن ما أعلنته وزارة النقل بمنح مكافآت حسب وجهة نظرها أمر محمود، لكن الأهم من ذلك كله أن الإبلاغ عن المخربين والإرهابيين هو فى حد ذاته نجاة للشعب المصرى خاصة أن الإرهابيين أعلنوا الحرب عليه بما يفعلونه الآن. مصر فى حالة حرب ضد تنظيم سرى يرتكب جرائم بشعة وعمليات تخريب منظمة ضد المرافق العامة تعود فى نهاية الأمر إلى تعطيل مصالح الناس. وغير صحيح أن هؤلاء الخونة يقصدون فقط رجال الجيش والشرطة، وهل هناك فرق بينهم وباقى أفراد المجتمع المصرى؟!. الحقيقة أن الشعب المصرى هو من فوض الأمن فى إعلان الحرب على هؤلاء الخونة المخربين، وأعتقد أن المصريين بحسهم الوطنى، واستبسالهم من أجل أن يسود الأمن والأمان وعقيدتهم، ومواقفهم الرائعة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لا ينتظرون مكافآت من أحد.. الشعب المصرى فى معركة حقيقية ضد الفاشية الإرهابية، وهى أخطر المعارك لأنهم يحاربون تنظيمًا سريًا. هناك مؤسسات داخل الدولة تحتاج بالفعل إلى التطهير وهؤلاء الخونة بداخلها لا بد من اجتثاث جذورهم، والضرب عليهم بيد من حديد، لأن هؤلاء المخربين القابعين فى المؤسسات هم من يحملون السلاح ويلقون بالقنابل ويدمرون أبراج الكهرباء، ويخرجون فى مواجهات مع الشرطة. نحن بالفعل فى إطار الحرب ضد الإرهاب يجب ألا تأخذنا رأفة مع كل مخرب ينال من استقرار البلاد، ومحاولة تعطيل مسيرتها نحو البناء المنشود. فى مؤسسات الدولة إخوان خونة يرتكبون من الحماقات والجرائم ويتسترون بين الناس، ويتخفون داخل الدواوين، وأعتقد أن العاملين معهم يعرفونهم تمام المعرفة من خلال أفعالهم وتصرفاتهم والاحتكاك بهم يوميًا من خلال العمل المباشر معهم داخل المؤسسات. الواجب الوطنى يحتم على كل موظف يعمل فى مؤسسة أيًا كانت أن يقوم بالإبلاغ عن هؤلاء المجرمين الذين يعرفهم لأن هؤلاء لا تأخذهم رحمة ولا شفقة مع أبناء الوطن الغالى، ومن باب أولى أن تعلم الأجهزة المسئولة عن مكافحة الإرهاب بهؤلاء الخونة لاتخاذ التدابير اللازمة بشأنهم. هناك جماعات متخفية ولا تعلم المؤسسات الأمنية عنهم شيئًا لكن زملاءهم العاملين معهم يعرفونهم، والسكوت عليهم خيانة لا تغتفر خاصة أن هؤلاء كما قلت لا تأخذهم رحمة بالشعب المصرى وبالتالى لا بد من كشفهم ومحاسبتهم قبل أن يفتكوا بالمصريين جميعًا وهذا هو مرادهم ولن ينالوه أبدًا، فمصر محروسة برعاية الله وبسالة جيشها الذى يذود عنها من كل معتد آثم.