سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نقلت عروض السيرك إذاعياً.. وبرامجى مازالت على الخريطة الإذاعى كامل البيطار: 80٪ من البرامج الحالية لا قيمة لها
تشابه اسمى برئيس وزراء سوريا سهل عملى داخل سوريا
«كامل البيطار» صوت حلق في سماء الأثير.. غرد عبر برامجه المتنوعة، ليكون شاهداً علي تاريخ الإذاعة والعبقريات الموسيقية والفنية والرياضية. كان له الفضل في تقديم أسماء أصبحت نجوماً في عالم الإذاعة، ارتبط بصداقة قوية مع الفنان محمد فوزي، والموسيقار بليغ حمدي وشخصيات كثيرة لها ثقلها في المجتمع، كما أنه عاشق للكرة الحلوة، وينتمي وجدانه لنادي الزمالك الذي انتخب عضواً لمجلس إدارته لسنوات. بعد مشوارك الطويل.. هل ترى أن عصر الإعلاميين الكبار ذهب ولم يعد؟ - مصر ولادة.. وبها عباقرة يحتاجون ليد مخلصة لتقديمهم، كما كنا نفعل مع الأجيال الجديدة، فأقل مذيع في الإذاعة كانت له بصمة في معرفة الجمهور للشخصيات المبدعة، التي أصبح لها شأن في المجتمع ولابد من الاستفادة من الرموز الإعلامية فهم يحملون خبرة سنين، ولديهم رؤية لتطوير الإعلام وتدريب شباب الإعلاميين علي أصول المهنة. لماذا رفضت العمل في الصحافة بعد تخرجك في كلية الإعلام؟ - حبي للإذاعة أخذني من الصحافة، وكنا أول دفعة تخرجت في الإعلام، وتخرج بعدي كتابنا الكبار مصطفي شردي وجمال بدوي وعبدالوهاب مطاوع، وتقدمت للإذاعة واختبرني كبار الأدباء والإذاعيين، وجلست ثلاث ساعات في الامتحان الشفهي، واجتزت الاختبار وعملت في الإذاعة كمذيع نشرة. وما أول برنامج رسم خطك الإذاعي؟ - أول برنامج شجعني علي تقديمه في ذلك الوقت، رئيسي أحمد سعيد وهو «المسحراتي» ومكثت أياماً في حيرة، كيف يتم تنفيذه، فأهداني تفكيري لكتابة الفكرة والذهاب إلي البحوث الإسلامية ورأيت تجمعاً كبيراً لشخصيات دينية عربية وأجنبية مسلمة، وأجريت معهم حوارات عن المسحراتي في بلدانهم وعاداتهم وتقاليدهم في رمضان، وكانت الانطلاقة الحقيقية لي في عالم الإذاعة وأصبح «المسحراتي» وجبة رئيسية في رمضان سواء في الإذاعة أو التليفزيون. كثير من برامجك أفكارها مأخوذة من الواقع المصري.. فهل تعمدت ذلك؟ - جميع برامجي خلاصة تجارب واقعية، وكنت أتابع بشكل دقيق كل ما يجري في الشارع المصري، فهو يحمل حكايات لا تنتهي وعندما شاهدت السيرك في الشوارع، فقررت أن أنقل عروضه إذاعياً وبرامج أخري متنوعة تهم الجمهور المصري والعربي. لماذا اختفت البرامج العمالية من الإذاعة والتليفزيونات؟ - العمال يمثلون 70٪ من الشعب المصري، والاهتمام بهم أمراً ضرورياً، وكنت أول مذيع يقدم برنامجاً لهم، بل عممته للعمال العرب بعد ذلك واستمر تسع سنوات، وكان سبباً في حل مشاكل كثيرة للعمال، وأنشأ اتحاد العمال العرب، واختارني رئيس صوت العرب أحمد سعيد للسفر معه لسوريا في الوقت الذي انسحبت فيه من الاتحاد مع مصر وتجولنا في أنحاء الدولة السورية وأجريت حوارات شمالاً وجنوباً والكل معتقد أنني قريب لصلاح البيطار رئيس وزراء سوريا في ذلك الوقت، وهذا اللغط سهل مهمتنا. وكيف نعيد مثل هذه البرامج مرة أخري لتكون لسان حال عمال مصر؟ - بأن نبتعد عن البرامج التي لا تحقق قيمة للشعب المصري، وعلي كل مسئول سواء في الإعلام العام أو الخاص، أن يعلم أن مصر في مرحلة بناء، وتحتاج برامج تدفع عجلة الإنتاج، والحفاظ علي المصانع وتشجيع المنتج المحلي، والقضاء علي عقدة الخواجة. هل يعني هذا أنك غير راضٍ عن البرامج الحالية؟ - البرامج التي تقدم 80٪ منها لا قيمة لها ولا تليق بالمرحلة التي نعيشها، ومن المفروض نسفها واستبدالها ببرامج أخري يقدمها مذيعون حقيقيون بعيداً عن الأصوات الحنجورية التي نسمعها ونشاهدها، فمقدم البرامج يشعرني بأنه يعمل في «حوش بردق». تميزت في برامجك سواء التي قدمتها وأشرفت عليها بكبسولات سريعة للمستمع؟ - دراستي للصحافة علمتني السرعة في نقل الخبر، وجذب المستمع، وأتذكر أنني عملت ببرنامج اسمه «كلمة وكلمة» السؤال يطرح في كلمة والإجابة كذلك، وحمل مواقف مضحكة من الضيوف، لأنهم لا يتحدثون كثيراً، وحوارهم كله في كلمة، كما قدمت برامج لا تعد ولا تحصي مثل «همسات الليل» واستعرض فيه صوتي وثقافتي وحقق نجاحاً كبيراً، وعملت معي فيه 40 سيدة واستمر خمس سنوات، وبرنامج «الجيوب أسرار» وأول ضيفة فيه كانت الفنانة وردة الجزائرية التي جعلتها تخرج كل ما في حقيبتها وتحكي للمستمع كل حاجة عن محتوياتها. هل عشقك لنادي الزمالك كان سبباً في تقديمك برامج رياضية؟ - أعترف أنني عاشق لنادي الزمالك العريق.. ولكن برامجي الرياضية كانت نابعة من التجديد في الأفكار وانفردت بإذاعة المباريات العربية علي صوت العرب، وقدمت أول برنامج رياضي عربي، وكان شغلي الشاغل تقديم اللاعبين العرب للشعب المصري والعربي ونجحت فكرتي. ارتبطت بعلاقة قوية مع محمد فوزي وبليغ حمدي.. فما الذكريات التي تحملها لهم؟ - علاقتي بأهل الفن والرياضة والثقافة كبيرة وممتدة، وتحمل ذكريات لا تنسي، فمحمد فوزي إنسان رقيق وحساس، ويحمل صوتاً مليئاً بالإحساس، وهو من ساعد بليغ حمدي في بداياته، وارتبطت بصداقة قوية مع بليغ حمدي وأثناء حادثته الشهيرة، سافرت له لندن لتهنئته بعيد ميلاده وأسانده في محنته، فهو عبقري التلحين، لحن لسيدة الغناء العربي «أم كلثوم» أغنية «حب إيه» وعمره 21 عاماً. وما رأيك في تحويل البرامج الرياضية إلي سياسية؟ - الإعلام الرياضي مثله مثل الإعلام ككل يحتاج إلي وقفة، فمن المفروض أن يكون هدفه خدمة الرياضة وليس تهييج الرأي العام، وليس عيباً أن يقدم السلبيات أو الأخطاء، ولكن علي الجانب الآخر أقدم إيجابيات ونشر ثقافة التشجيع، فالرياضة أولاً وأخيراً تحمل أخلاقاً رفيعة لابد من نشرها بعيداً عن التعصب، ولا يجوز أن نفضل أحداً علي الآخر، لأننا نعمل جميعاً من أجل مصر، وعلي مقدمي هذه البرامج الابتعاد عن الحديث في السياسة، والصوت العالي. وما روشتتك للمذيع الناجح؟ - التدريب علي عناصر المهنة، واستبعاد أي شخص يخرج علي الأصول الإعلامية، فمن صفات المذيع الهدوء والثقافة والصوت الهادئ، وعدم التدخل في حوار الضيف، والابتعاد عن الصراخ، ويكون لديه قدرة علي المحاورة، فليس كل من قدم برنامجاً أصبح مذيعاً. مازالت الإذاعة تحتفظ ببعض برامجك.. فكيف تري ذلك؟ - توجد برامج من أفكاري مستمرة حتي الآن مثل «أغاني وعجباني»، وأتمني أن نهتم بالتراث الإذاعي والتليفزيوني ونخصص برامج له حتي نعيد مجد الإعلام المصري. وما مصير مشروع نقابة الإعلاميين؟ - مصير النقابة مجهول رغم كفاح الإعلاميين الطويل، وكان شفيع شلبي أول من قدم الفكرة، ولم ينفذها صفوت الشريف، وتوالت المحاولات من قبل عادل نور الدين إلي أن توفاه الله، ومازالت المحاولات مستمرة، آملين أن يتحقق حلم نقابة الإعلاميين.