علاقات متميزة تجمع بين المملكة العربية السعودية ومصر، علاقة تتسم بالقوة والاستمرارية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها كل البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، ويعد التشابه في التوجهات يمثل تقارباً كبيرًا في مواقف البلدين إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والعربية والإسلامية. وقد أكد بعض الدبلوماسيين فى تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد"، اليوم الجمعة، أن وفاة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز لن تؤدى إلى أى تغير فى العلاقات المصرية السعودية، لأنها علاقة لها أهمية بالغة لتوحيد الصف العربي من المحيط إلى الخليج لمواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية وحدة الأمة العربية. ومن جانبة قال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقة السعودية المصرية لا تتأثر بعد وفاة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز، لأن الارتباط بين البلدين قوى، مؤكداً أن الملك سالمان بن عبد العزيز آل سعود، يدرك تماما العلاقة بين البلدين، فضلا عن مشاركته العاهل السعودى فى القرارات وأمور الدولة مما يؤهله للحكم، وكذلك وصيته على مصر . وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مجلس الأسرة الملكة الحاكمة بالمملكة السعودية تتخذ القرارات بالاتفاق وليس بالأهواء. فيما نعى السفير الدكتور السيد أمين شلبى، المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، معتبرًا انها خسارة للأمة العربية أجمع لأنه كان يرسم سياستها على مبدأ الامن والاستقرار والتوافق لكل بلدان العرب. ونفى شلبى، حدوث أى تغيرات على السياسة الخارجية بين مصر والسعودية بعد وفاة الملك عبدالله، نظرا لقوة العلاقات التى تربطها مع مصر، معللا ذلك بأن الملك قد أرسى قواعد تتفق وتستجيب لمصالح المملكة والامن فى المنطقة باعتبار أن أمن مصر من أمن المنطقة العربية كلها وانها الدرع الامنى للمنطقة العربية. وأوضح المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الملك سالمان كان جزءًا من القرار السياسيى و الخارجى والوطنى للمملكة، مؤكدًا على انه سيدعم العلاقات العربية وسيعمل على تطويرها، مضيفًا انه لن يقوم بتغيير السياسة الخارجية للمملكة بالرغم من قدرته على اضافة جديدة تدعم العلاقات بين الدول دون أن يشوب ذلك اى توترات بين السعودية و دول الخارج. فيما أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ، أن المواقف التى تجمع السعودية ومصر لا تنسى على مر التاريخ وخاصة إزاء ثورة 30 يونيو ودعمها لمصر، قائلا: "نأمل أن تستمر العلاقات العربية لتوحيد الصف العربى من المحيط إلى الخليج لمواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية، كما أن القاهرة والرياض يمثلان العمود الفقرى للعالم العربى والأساس المتين الذى يستند له الأمن القومى العرب". ومن جانبه قال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان 96 % من العلاقات الخارجية السعودية لم تتغير منذ ان أسسها الملك عبدالعزيزبن آل سعود خاصة فى علاقاتها مع مصر، موضحًا ان رد الفعل المصرى على رحيل خادم الحرمين يؤكد على المحبة المتبادلة بين الشعبين. وأكد بيومى، على أن المبادرات الاخيرة التى وقعتها السعودية مع مصر واضحة وصريحة وتخص شأن المملكة أجمع و لا تنتهى بنهاية حاكم، مشيرًا إلى أن الملك عبدالله كان رجلًا انفتاحي وعمل على تحقيق انفتاح السعودية على العالم اجمع، مضيفًا ان هذا الانفتاح يساعد كثيرا على استقرار السياسة الخارجية السعودية بعد رحيل الملك عبدالله. واشار مساعد وزير الخارجية الاسبق، الى ان القانون السعودى يشير الى ان ولى العهد يكون مصاحبا للقرارات الملكية وهذا يعمل على تثبيت العلاقات بقدر كبير، موضحًا أن آراء الملك سالمان واضحة وتؤكد على حبه لمصر واستمرار قوة العلاقة بين البلدين، مبينًا أن صغر سن الملك سالمان سيجعله يتخذ قرارات تعمل على تقريب الدول العربية من بعضها والسعى وراء موقف عربى موحد، خاصة مع التوترات التى تحدث الآن على الحدود اليمنية السعودية.