مرت العلاقة بين جماعة الإخوان والسعودية بالعديد من المراحل المتباينة، فبدأت قوية منذ تأسيس الجماعة وعلاقتها الجيدة بالملك السعودي عبد العزيز آل سعود إلى أن وصلت إلى حظر المملكة للجماعة في عهد خادم الحرمين الشريفيين "عبد الله بن عبد العزيز". تاريخ الإخوان والمملكة: والمُتتبع لتاريخ جماعة الإخوان في المملكة العربية السعودية، يجد أنها مرت بمراحل مختلفة بدأت بقوة في العلاقة واختتمت في نهاية المطاف بالشقاق، إلى الدرجة التي وصل فيها الأمر إلى تصنيف المملكة للجماعة بالإرهابية، على خطى النظام المصري الذي أدرج الجماعة ذاتها إرهابية نوفمبر 2013، في إشارة إلى تدشين تحالف إقليمي بين مصر والسعودية والإمارات المتحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية. اذًا ارتبطت جماعة الإخوان بعلاقة تاريخية مع المملكة السعودية منذ نشأة كلاهما، وحظى أعضاء الجماعة بمكانة مرموقة في عهد الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، ثم ابنه سعود، وزاد نشاطها في جميع المجالات في عهد الملك فيصل، لكن سرعان ما تدهورت في عهد الملك فهد لمعارضة الجماعة الاستعانة بالولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية لإخراج العراق من الكويت. ووصلت العلاقة بين المملكة السعودية والإخوان إلى طريق مسدود خلال فترة الملك عبد الله، خاصة أنه مع قيام ثورات الربيع العربي بدأت العناصر المحسوبة على "الإخوان" داخل المملكة تطالب بالإصلاح، مما جعل هناك حساسية بين الجماعة. حظر السعودية لجماعة الإخوان لحقت المملكة العربية السعودية بكل من مصر والإمارات فى حظر جماعة الإخوان المسلمين، حيث أصدرت المملكة قرارا فى 7 مارس 2014، بوضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية والمتطرفة التي تحظر الانتماء لها أو تأييدها. وجاء القرار السعودى بوضع العديد من التنظيمات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، فى ظل تطورات مهمة تمر بها المنطقة، أولها، أن جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها فى المنطقة بدا أنها بصدد الانقضاض على كل الأنظمة السياسية فى المنطقة وإسقاطها خاصة بعد وصول الإخوان للحكم فى مصر قبل أن يتم إسقاطهم فى ثورة 30 يونيو، وثانيا، الترويج لما يعرف بالمشروع الإسلامى الذى استخدمته الجماعة لتجمع تحت قيادتها معظم التيارات الإسلامية فى المنطقة (الجهادية - السلفية)، باعتباره مشروعا سوف يتم تصديره إلى كل دول المنطقة، وثالثا، أن التجربة التى جاءت بالإسلاميين للحكم فى دول ما يسمى بالربيع العربى قد كشفت عن أن ولاء الإسلاميين فى دول المنطقة للتيارات المنتمين لها مقدم على ولائهم لدولهم. واعتمد قرار وزارة الداخلية السعودية بحظر تلك الجماعات والتنظيمات على ثلاثة محاور رئيسية، أولها، مرتبط بعملية فكرية وسياسية تخص المجتمع السعودي، حيث يتم حظر الانتماء بجميع أشكاله لأي جماعة أو منهج يتبنى أفكارا سياسية او أيديولوجية مغايرة لأفكار المجتمع السعودى، وذلك من أجل إعادة تشكيل ثقافة الانتماء الفكري وحصرها بالوطن والقواعد المنهجية الدينية الوسطية التي ينتمي إليها المجتمع السعودى، وثانيها، مرتبط بحظر الجماعات التي تتبنى الأفكار الخاصة بالإسلام السياسي واستغلال الدين في سبيل الوصول إلى مواقع سياسية يمكن من خلالها تضليل الاتجاه الفكري للمجتمع، وثالثها، حظر الجماعات التي تتبنى العنف والإرهاب وتستخدمه في المؤسسات الحكومية والمجتمعية واستغلال الأفراد عبر التأثير الديني واستثارة عواطفهم بتوظيف بعض النصوص بهدف تضليل المجتمع وأفراده. تدهور العلاقات مع قطر لدعمهم الإخوان توترت العلاقات بين قطر والسعودية بل ودول الخليج أجمع، حيث نشبت أزمة كبيرة بين قطر ودول الخليج حتى وصلت لحد سحب السعودية والكويت وكذلك البحرين سفرائها في الدوحة فى مارس الماضى، ما أدى إلى أسوأ خلافات دبلوماسية بين دول المجلس منذ تأسيسه، وكان السبب وراء ذلك هو دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين والتدخل فى الشئون الداخلية لدول المجلس من خلال إيواء معارضين خليجيين ينتمون لجماعة الإخوان، فضلا عن موقف قطر المتبني لقيادات الإخوان ممن هربوا من مصر عقب الإطاحة بالرئيس المصري الإخوانى "محمد مرسي".