شدد بعض السياسين علي ضرورة تكاتف الأحزاب السياسية المتواجدة علي الساحة، كمحاولة لاستعادة ثقة المواطنين في دور الأحزاب، وللتصدي لفلول الحزب الوطني المنحل في التسلل للبرلمان المرتقب، موضحين أن ضعف الأحزاب وتقلص دورها يصب بشكل كبير في مصلحة رموز النظام السابق. ورصد «الوفد» آراء بعض السياسين للوقوف علي أسباب ضعف ثقة المواطنين في دور الأحزاب.. فمن جانبه قال أمين إسكندر، المحلل السياسي: الأحزاب المختلفة بدول العالم لها القدرة على المنافسة والحشد وكسب ثقة الناس، في الوقت الذي تتواجد أحزاب ضعيفة ليست لديها القدرة علي المنافسة. وأشار «إسكندر» إلى أن الأحزاب يجب أن تلعب دوراً قوياً في الانتخابات البرلمانية القادمة، لأن أعضاء الحزب الوطني القدامى سيتسللون معظمهم كمستقلين وسيترشحون على القوائم الفردية، محاولين استخدام نفوذهم وأموالهم في الوصول للبرلمان. وشدد «إسكندر» علي ضرورة وجود أحزاب قوية في مصر تستطيع أن تصل للمواطن، وأن تضع حلول عملية لحل مشاكله، لكي تستطيع منافسة فلول وأعضاء الحزب الوطني، الذين يمتلكون الأموال الكثيرة التي قد تساعدهم على الحصول على أصوات الناخبين. وأفاد «إسكندر» أن محاولة إضعاف الأحزاب والتشكيك فيها يصب بشكل كبير في مصلحة أعضاء النظام السابق، ومن هنا تعمل بعض وسائل الإعلام المملوكة لرجال أعمال على محاولة التشكيك في الأحزاب وإظهارها بمظهر الضعيف كى تنفر الناس منها وتضعف ثقتهم بها. فيما أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن الانتخابات البرلمانية القادمة لن تكون اختباراً حقيقياً للأحزاب، بسبب قانون الانتخابات البرلمانية الموجود حالياً، الذي سيؤدي إلى إضعاف الأحزاب في الانتخابات القادمة، مؤكداً أن هذه الانتخابات ستشهد اختفاء أحزاب وفشل أخرى في الحصول على مقاعد في البرلمان. وأكد «نافعة» أن المرشحين علي المقاعد الفردية هم أكثر المستفيدين من إضعاف الأحزاب، لاعتمادهم على علاقاتهم وروابطهم الشخصية والعائلية.. وبيّن «نافعة» أن بناء مجتمع ديمقراطي يشترط وجود أحزاب قوية، مشيراً إلى أن وجود أحزاب ضعيفة يتطلب وقوف الدولة بجانبها كي تقوي بدلاً من الإبقاء على ضعفها وتفككها. فيما أشارت القيادية بتحالف العدالة الاجتماعية، كريمة الحفناوي، إلى وجود نوع من فقدان الثقة من الجمهور المصري في الأحزاب، ويرجع هذا لأسباب خارجة عن إرادة الأحزاب نفسها، حيث إن الأنظمة السابقة المتعاقبة، عملت على إضعاف الأحزاب بشكل كبير، والتحجيم من عملها حيث كانت الأحزاب تعمل داخل الجدران ويمنع عليها أن تصل إلى الناس وأن تعمل معهم، وهناك بعض الحالات تم فيها مصادرة صحف الأحزاب ووقفها. وقالت «الحفناوي»: إن هناك انقسامات كثيرة داخل العديد من الأحزاب المصرية وعدم التفاهم بين أعضائها، بالإضافة إلى قلة الموارد والأموال المملوكة للحزب، مما يجعل الكثير منها غير قادر على التواصل مع الناس في كافة المحافظات. وناشدت «الحفناوي» الأحزاب أن تتوحد لكي تعيد ثقة المواطنين فيها مرة أخرى، لأن البرلمان القادم يحتاج إلى أشخاص لديهم الفهم والقدرة على التشريع في كافة المجالات، وليس في حاجة إلى نائب خدمات يستغل أمواله ونفوذه ليصل إلى البرلمان ولكنه لا يفقه شىء عن التشريع. ومن جانبه، اعتبر جورج إسحاق، الناشط السياسي، أن المرحلة التي تمر بها الأحزاب هذه الفترة هي مرحلة سيئة، بسبب ضعفها الشديد وعدم قدرتها على التوحد والوقوف معاً. وأوضح إسحاق، أن هذ يؤثر بشكل كبير على رؤية المواطن للأحزاب وعلى مدى إمكانية إعطائهم صوتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة. وأفاد «إسحاق» أن الأحزاب يجب أن تتوحد وأن تنظر لمصلحة مصر والمواطن، بدلاً من النظر للمصالح خاصة أن تنهي الخلافات القائمة بينهما، مؤكداً أن الفترة التي تمر بها مصر تحتاج إلى تكاتف جميع الجهود حولها وليست في حاجة إلى التفرق. وأشار «إسحاق» إلى أن برامج الأحزاب التي ستخوض بها الانتخابات البرلمانية، يجب أن تكون تحوي خططاً عملية وشاملة لمواجهة مشكلات البلد وليس كلام على ورق ووعود كثيرة لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع. ولفت «إسحاق» إلى أن الناس أصبح لديهم وعي فهم من سيختار من يستحق إعطاءهم لصوته سواء كان المرشح ينتمي إلى حزب معين أوكان مستقل.