إن أهل مصر، قديمها وحديثها.. هم أقباطها، حيث ان القبطية هي جنسية وليست ديانة، وذلك هو السبب أن كلمة Egypt (إيجبت) بالافرنجية هي ترجمة لكلمة «قبط» وأنه من الأصح أن نسمي الإخوة الأقباط بالمسيحيين والأكثر صحة لا نقول (الإخوة.. أصلا) لان هذا التعبير فيه تصنيف نوعي بالتفريق بين عنصري الأمة، والأفضل أن يقال المسيحيون مباشرة مع حذف «الإخوة».. وإنا جميعا لإخوة فيما بيننا!! .. والحقيقة الراقدة في بطن التاريخ هي أن المجموعة الكبيرة المسلمة قد انسلخت دينيا في الماضي عن القدر الأصلي أي الحجم الأقل (الأقباط) وظلت القبطية الكبيرة المسلمة هي التي تملك سلطة القرار، وكان سبب اسناد القرار السيادي لها لمجرد أنها الكثرة الغالبة. - وكان توافد المسلمين إلي الكاتدرائية في 7 يناير الماضي بشكل غير مسبوق مدعما بتشريف سيادة رئيس الجمهورية وفضيلة شيخ الأزهر الشريف إنما هو تصحيح لما كان ينبغي أن يكون منذ القدم! - لكن حتي يلتئم الجسم قوميا عن انسلاخ الماضي دينيا ويصبح جسدا واحدا متكاملا ولا يقتصر الأمر علي مجرد تهاني تجري داخل احتفالية، ينبغي إذن بادئ ذي بدء العودة إلي التقليد السابق بسماح أن يكون رئيس الوزراء مسيحيا تماما كما كان في عام 1910 (بطرس باشا غالي) وعام 1920 (يوسف باشا وهبة) وذلك هو ما ينبغي ان يحدث بالفعل لان من طبيعة الأمم أن تتقدم لا أن تتقهقر، فكيف بنا نقبل التقهقر بفعل همسات خلفية لا وطنية جرت وراء الستار لبعث الفرقة بيننا..؟ ولتكن تلك خطوة نحو تقدم أكبر وهي فتح كافة المجالات الرسمية وعلي أعلي المستويات بتقلد المسيحيين المناصب العليا بشكل أوسع مما هو عليه حاليا وحتي يكون المعيار هو الكفاءة وحدها بصرف النظر عن الديانة ثمة تطبيق المقولة المعروفة بأن الدين لله والوطن للجميع.. وبذلك ننتقل من مرحلة القول المجامل إلي الفعل العملي.. بالحركة الإيجابية الفعالة! - وبالمناسبة، أذكر بأنه رغم انتمائي لأسرة محافظة ومتدينة فإن رجالها كانوا يدخلون بطبيب أمراض النساء المسيحي الأعزب علي زوجاتهن وبناتهن للكشف عليهن. - تحية لكل أقباط مصر أو لكل مسيحييها ومسلميها، وبإضافة عيد القيامة وعيد الفطر والأضحي أيضا، أعادهم الله علينا جميعا، ودوما، باليمن والإقبال.