نمر الآن في مرحلة مصيرية فارقة.. لاستكمال خارطة طريق المستقبل.. التي حددت مسار ما بعد ثورة 30 يونيو 2013.. حيث لم يتبق الا الاستحقاق الثالث.. الذي هو أهم الاستحقاقات.. فلو نجحنا في القيام به وإتمامه بالمستوى الذي يتطلع إليه الشعب المصري.. من المؤكد سيكون هو الضامن لنجاح المسيرة الوطنية، وإرساء استقرار البلاد!! ويقصد بذلك الانتخابات البرلمانية التي حُدد البدء فيها قبل يوم 25 يناير الحالي يوم ذكرى الاحتفال بالثورة.. وكذلك ما أعلن عن أن الانتخابات ستتم على مرحلتين.. الأولى في بداية الأسبوع الثالث من مارس.. والمرحلة الثانية في شهر ابريل، وذلك حتى تتوافر كل أسباب النزاهة والشفافية للانتخابات. ويعني هذا أن يستعد الشعب المصري لخوض أهم انتخابات برلمانية ستمر على مصر.. نظراً للظروف الصعبة والقاسية التي مر بها الشعب المصري وعاني منها أشد المعاناة.. خلال نظامي الحكم الأسبق والسابق وقد قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في عبارات واضحة مؤثرة.. «أن الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه» وهذه حقيقة.. فلقد انتقلنا من حكم فاسد استبدادي أراد توريث البلاد لمن لا يستحق من أبناء الحاكم وكأنهم سيعيدوننا الى القرون الوسطى!! ثم انتقلنا بعد ثورة «25 يناير 2011» المجيدة الى جماعة اختطفت نتائجها ومارست حكما فاشيا خائنا أراد تفكيك البلاد.. واقتطاع اطرافها لصالح الدول.. والجماعات المتآمرة على الوطن وكان شعار حكم جماعة الاخوان الارهابية.. البقاء في حكم البلاد لقرون من الزمن.. والا حرقوها وقتلوا أبناءها. ولذلك فأهمية البرلمان القادم.. «برلمان 2015».. أنه سيمتلك صلاحيات غير مسبوقة.. من حيث اختيار الحكومة، وحق التشريع، وحق الرقابة على الحكومة، وكذلك مراجعة ما يقرب من «200» قرار بقانون صدر في غياب البرلمان!! بالمقارنة فلنتذكر برلمان «2010» الذي كان برلمانا حقا مصنوعاً وليس منتخبا.. بسبب سياسات وتداخلات رجال حكم مبارك حيث استعملوا كل طرق التزوير والرشاوى والبلطجة بحيث استحوذ الأعضاء التابعتين للسلطة على ما يزيد على «91» في المائة من كراسي البرلمان وكان هذا الوضع هو القشة.. التي فجرت ثورة 25 يناير وخرجت جماهير شعب مصر تطالب بإسقاط النظام.. وتنادي بالحرية والعدالة الاجتماعية، خاصة فإن الحكم الأسبق تعمد أن يضيع حقوق المواطن ولم يوفر له أدنى الاحتياجات الأساسية للمعيشة.. وفعلوا به ما لم تفعله قوى الاحتلال والاستعمار.. وتعرض المصريون للثالوث المدمر للشعوب وهو «الفقر، والجهل، والمرض»!! فالتعليم انحدر مستواه على جميع المراحل بدون استثناء فأصبحنا خارج أي تقييم يجري عالميا، والأخطر من ذلك ازدياد نسبة الأمية عاما بعد عام.. حتى أصبحنا ضمن أعلى دول العالم التسعة في الأمية بين المواطنين.. مفارقة مذهلة لا تصدق أن يحدث ذلك في دولة اقامت حضارتها منذ آلاف السنين على العلم وكانت المصدر الرئيسي والأساسي للعلوم.. الطب والكيمياء والفلك، والهندسة، والزراعة، والتشييد والبناء، واعتبرت العلم هو غاية الايمان!! أما الصحة فالاحصاءات تؤكد أننا من أكثر الدول في الإصابة بالأمراض الخطيرة.. إن لم نكن الأولى في بعضها.. حتى الاطفال لم ينجوا منها، وبالذات الأمراض السرطانية!! وفي الحكم الأسبق كان الحاكمون وأتباعهم يعيشون عيشة أغنى أغنياء العالم.. في حين نشروا الفقر والفقر المدقع حتى عرف أبناء من الشعب طريق القمامة ليسدوا رمقهم وسكنوا قاع المدينة وتحت الكباري والمقابر!! وأما الحكم السابق.. حكم جماعة الإخوان الإرهابية فقد أسقطه الشعب بعد عام واحد بعدما تبين خيانته وأنه حكم مهترئ سيدفع بالبلاد ويجرها الى القاع من أجل أن ينفذ الأغراض التآمرية لتنظيمه الدولي والدول المتآمرة على مصر من أجل تحقيق أغراضها ومنافعها!! الكلمة الأخيرة ليس صعباً علي شعب مصر، الذي ضرب المثل في اسقاط نظامي حكم.. في أقل من ثلاث سنوات عندما بغي وتكبر المسئولين فيهما أن يستكمل مسيرة خارطة الطريق للمستقبل.. بحيث يحسن الاختيار لمن يمثل الشعب المصري الأبي ليحقق أهداف أنصع ثورتين في تاريخ البشرية ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013 المجيدتين!! عظيمة يا مصر