سيسجل التاريخ للشعب المصري.. ما قدمه من تضحيات وتحمل من مشاق.. من أجل أن يستعيد.. مصر الوطن.. التي استبيحت مقدراتها.. وسُرقت ثرواتها من خلال حكم استبدادي فاسد.. استمر 30 عاماً.. ولم يكفه ذلك بل كان يسعي لتوريثها! وعندما أسقطته ثورة (25 يناير 2011) المجيدة.. انقض نظام فاشي خائن.. اتخذ الدين وسيلة للوصول لأغراضه المبيتة في اختطاف الثورة.. حتي يتسني له حكم البلاد والتغلغل في مفاصلها.. من أجل المتاجرة بالوطن لصالح جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل.. وتنظيمها الدولي في الخارج وساند نظام حكم الجماعة الإرهابية.. دول خارجية لها مصالحها.. في أن تعرقل نهضة مصر، وتحول بينها وبين استعادة مكانتها التي تستحقها والتي كانت لها علي مدي التاريخ الطويل إقليمياً وعالمياً. ولقد وصل الأمر في حكم جماعة الإخوان.. أن تتآمر علي أن تجتزئ من مصر أطرافها.. فحلايب وشلاتين.. لا تمانع في منحها للسودان، وسيناء تمنح أجزاء منها ل(حماس) وللإرهابيين الذين تجمعوا من كل أرجاء العالم ليستقروا علي أرضنا. وأما الحدود الغربية فتتحول لممر.. لتمرير الأسلحة بكل أنواعها.. حتي وصل الأمر إلي أسلحة ثقيلة ومضادة للطائرات تقدم إلي الإرهابيين الذين يهددون أمن مصر.. ويحمون جماعة الإخوان الإرهابية ونظام حكمها. وأما التمويل للمؤامرات والجرائم التي ارتكبت.. ضد مصر.. فكان يقدم من الدول المتآمرة وعلي رأسها دويلة قطر.. لكل الخائنين المستمرين في الإساءة وشعبها والمقيمين علي أرضها.. ومن خلال شبكة فضائياتها.. يبثون أكاذيبهم. وكذلك للإرهابيين والمأجورين.. في محاولة لنشر الفوضي داخل البلاد في مصر. ولكن هيهات.. أن يتحقق لتلك الدول المغرضة.. والجماعة التي خانت الوطن ما كانوا يخططون له.. وخيل لظنهم المريض أنهم سيصلون إليه. فلقد جاءت ثورة (30 يونية 2013) المجيدة.. والتي صنفت عالمياً.. بأنها أكبر حشد بشري في تاريخ الإنسانية.. والتي تبلور عنها.. خارطة الطريق إلي المستقبل. وحددت استحقاقات تكون وسيلتنا لبناء مصر الجديدة الحديثة. وكان أولها إعداد دستور يليق بشعب مصر.. ويؤمن كل ما يصبو إليه من تطلعات.. وبالفعل تم ذلك وأصبح لدينا (دستور 2014) يعد من أفضل الدساتير علي المستوي الدولي. وتلي ذلك استحقاق الانتخابات الرئاسية.. لاختيار رئيس يضع الشعب المصري ثقته فيه.. وفي قدرته علي تخطي المرحلة.. ومفترق الطرق الذي نواجهه. وتمت الانتخابات الرئاسية.. بصورة حضارية راقية. بدأت بمشاركة المصريين في الخارج.. وبالرغم مما تحملوه من مشاق.. نظراً لبعد المسافات في أماكن تواجدهم عن السفارات والقنصليات.. ولكن كان هناك إصرار منهم للقيام بواجبهم الوطني.. وإظهار سعادتهم وابتهاجهم بالمناسبة وكأنها عُرس للديمقراطية. واستكمالاً للسيمفونية الرائعة للشعب المصري.. تأكدت في إجراء الانتخابات الرئاسية في الداخل وتمت بالصورة التي جعلت.. جميع المنظمات الداخلية.. والإقليمية.. والدولية.. التي تابعت سير عملية الانتخابات تؤكد علي أن إقبال الناخبين كان كبيراً حوالي (48٪) في حين انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في نفس الوقت تقريباً.. لا تتعدي (43٪) ولقد صرح رئيس الوفد الياباني بأن الانتخابات.. اتسمت بالديمقراطية والنزاهة.. وعبر عن سعادته للإقبال علي التصويت.. وخاصة من النساء وحتي بالنسبة للملاحظات.. التي سجلتها.. وفود المتابعة.. أقروا بأنها.. لا ترقي أبداً لأن تكون مؤثرة علي نزاهة الانتخابات ولكن من أجل أن يستفاد منها في انتخابات مستقبلية! الكلمة الأخيرة ما قام به وأنجزه الشعب المصري.. بعد ثورتين مجيدتين.. لأشبه بالمعجزة.. وهو في طريقه لاستكمال خارطة المستقبل في خطوات متتابعة.. كسيمفونية رائعة.. تليق بشعب حضارة 7000 عام.. عظيمة يا مصر.