ولقد بدأت البشائر تتوالي معلنة قرب الاستعداد الجاد لانتخابات مجلس النواب القادم الذي انتظره الشعب طويلاً طويلاً، ليكتمل عقد الثلاثية.. الاستفتاء علي الدستور، انتخاب رئيس الجمهورية وما بقي إلا صوت القانون والدستور ممثلاً في برلمان الأمة، وسوف يأتي هذا البرلمان في موعده كما قال عنه أولو العزم والمختصون بالإشراف علي إجراءات الانتهاء من تقديمه في صياغة سليمة حتي لا يتعرض إلي أي صورة من صور البطلان الدستوري أو خلافه. وهذا لعمري هو السبب الظاهر والواضح في تأخير الإعلان عن بدء إجراءات الترشيح.. كل ذلك منطقي وضروري حتي يأتي البرلمان في ثوب قشيب يعبر عن الحضارة المصرية الأصيلة، برلمان تزهو به الأمة ويعبر خير تعبير عن أن ثورة مصرية عملاقة قد احتضنتها البلاد ومن هنا كان لابد لإعمال وتحقيق أهداف هذه الثورة. صوت البرلمان القادم يدق علي أبواب الأمة، وكان لابد أن يكون في ثوب سياسي وتشريعي قشيب.. مجلس نواب تعلو به قيم الأمة، تأتي لتحقق أحلام الثورة والثوار، وتمسح تلك السنوات العجاف والتردي الذي ظهرت عليه المجالس النيابية عبر سنوات الغضب، والذي ازدحمت بتجار المخدرات والأفاكين واللصوص الذين سرقوا مصر جهاراً نهاراً والذين دخلوا إلي «مجلس الشعب القديم اليتيم» خلسة من الزمن، بضاعتهم شراء الأصوات بالتدليس والخداع.. والسكر والزيت وخلافه، وأيضاً بدعوتهم المسمومة التي راج سوقها ما بين المتقدمين بالإدلاء بأصواتهم كالآتي: «عليك للناخب من قبل أحدهم يقول علي غير استحقاق: من انتخب فلاناً - يحدد اسمه - سوف يدخل الجنة وإذا لم تنتخبه مصيرك النار وبئس القرار». كل هذا أصبح رهن القبور، وأشرقت مصر بنور ربها حيث سوف تعلو راية الحق والعدل والقانون وتختار الجماهير من هو قادر علي حمل الأمة بصدق وإخلاص وكما رددها السلف الصالح في برلمان الوفد القديم: «أيها الناخب فكر.. وأخش رب العالمين.. وانتخب حراً أميناً.. هو خير العاملين». وإلي لقاء قريب آت لا ريب فيه نري مولد الخطباء ورجال السياسة والقانون وشباباً مملوءاً بالحب للقيم، وتعود مصر في مهرجان الانتصار التشريعي الحضاري نفخر بها في العالم أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.