وصف رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني أنور الرشيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ب(أتاتورك العرب) في إشارة إلى دعوته الأخيرة لتجديد الخطاب الديني، الذي مرت عليه قرون طويلة دون أن تمسه يد التغيير، وبذلك يكون السيسي أول رئيس عربي يطرح هذا الطرح الجريء، وجاء هذا الوصف في سياق التعليق على زيارة السيسي الأولى لدولة الكويت، والرؤية التي يتبناها الرئيس المصري للتصدي للجماعات المتطرفة والإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المجرمين التي تتربص بمصر والعديد من الدول العربية التي أمست أنظمتها ضجرة من الإخوان و(حماس!) و«حزب نصرالله!» و«حزب الدعوة!» ومؤامراتهم ضد الوطن العربي، وأشار أنور الرشيد إلى وجوب التحاور حول الكارثة التي تمر بها المنطقة كنتيجة طبيعية لرعاية الفكر الديني المتطرف من قبل الأنظمة العربية جميعها دون استثناء خلال العقود الماضية، وقال: «إنه وبعد خطاب السيسي في الأزهر بمناسبة المولد النبوي الذي دعا فيه إلى تبني ثورة على القيم المتوارثة التي لم تجدد منذ قرون طويلة، فبذلك يصبح السيسي «أتاتورك العرب» فهو أول رئيس عربي يرفع تلك المطالب التي طالب بها أتاتورك قبل قرنين من الزمن تقريبا». وتأتي الزيارة الرسمية الأولى للسيسي عقب توليه رئاسة مصر في مناخ تطور العلاقة بين البلدين تلبية لتوجيهات قائدي البلدين، وتكتسب أهمية القمة الكويتية المصرية لدعم العلاقات بين البلدين قبل عقد القمة العربية التي ستنتقل رئاستها من صاحب السمو أمير الكويت إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في شهر مارس المقبل وستترسخ مكانة مصر الرائدة عربياً وستستعيد مصر دورها الريادي والقيادي مما ينعكس إيجابياً على المنطقة العربية بأسرها. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا المؤسسات الدينية في مصر إلى تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب ولكبح جماح التشدد والإرهاب اللذين يعودان في الأساس إلى الفهم الخاطئ لصحيح الدين الحنيف وتعاليم الإسلام، كما دعا الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء إلى الخروج بعناصر خطاب ديني جديد يواكب مستجدات العصر ويتصدى للاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج ظاهرتي التطرف الديني والإرهاب ويواجه قضايا الفكر التكفيري والمتشدد. لقد أطلق الكاتب الكبير المرحوم فرج فودة المتوفى في 1992/6/8 مقولته الشهيرة منذ الثمانينيات والتي تجسدت معانيها في القرن الحادي والعشرين حين قال: «إننا في حاجة إلى إعادة توزيع الأدوار من جديد ليتكلم رجال الدين في الدين، وليتكلم رجال السياسة في السياسة، أما أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة إرهاباً، ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطاباً فهذا هو الخطر الذي يجب أن نتنبه له». ولعل من أهم ما هيمن على مباحثات الرئيس المصري مع أمير الكويت – حسب تصريحات وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله – سبل محاربة التطرف والإرهاب ووجوب التنبه والتصدي لخطر التنظيمات الإرهابية وفروعها المختلفة والمتعددة في الكويت وكثير من الدول العربية. ويبقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (أتاتورك العرب)، وأمل مصر العربية العظيمة ومنقذها من كابوس الإخوان. عبدالله الهدلق نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية