شذوذ أم اضطراب في الهرمونات، هذا ما عانى به بعض من ظهروا على الساحة الإعلامية ومن عرفوا "بالشواذ"، فبين الشذوذ واضطراب الهرمونات شعرة لا تكاد ترى، ولا يفرق بينهما إلا الخبراء، فالشاذ هو الرجل أو الأنثى الذي لا يجد راحة جنسية إلا في ممارسة الجنس مع مثيله وهو يسمى لغويا "مثلي" لهذا السبب، أما اضطراب الهرمونات فهو حالة أخرى تماما بحيث يكون الشخص له مظاهر الرجل من شعر قصير وشارب ولكن بداخله يحمل رحما، أو تكون هرموناته الأنثوية غالبة على هرموناته الذكرية، والحالة الأولى وهي المثلية أو الشذوذ ليس لها إلا علاج نفسي للبحث في أسباب إصابة هذا الشخص بهذا المرض. أما حالة اضطراب الهرمونات فالأمر يحتاج لتدخل جراحي لإعادة الوضع غير الطبيعي إلى الوضع الأصلي، أي تحويل الذكر ظاهريا إلى أنثى حقيقية وتحويل الأنثى ظاهريا إلى ذكر حقيقي. وقرار التحول الجنسي يعتبر قرارًا مصيريا لصاحبه، والتحول من رجل إلى امرأة أو من امرأة إلى رجل يقود إلى رحلة عذاب طويلة، نظرا لأن المجتمع ينظر إلى المتحولين جنسيا أنهم غير طبيعيين في كل شيء ويوجد حالات كثيرة وجدت أنها لا تتأقلم مع جنسها الحالي وأنها تميل إلي الجنس الآخر ومنها تبدأ الفكرة تظهر في الأفق فمنهم من يذهب ويجري بعض العمليات الجراحية ليصبح امرأة ومنهم من يقوم بنفس العمليات لتصبح رجل . ومنهم من يبقي على حالة الجوهر رجل ولكن الطباع أنثى ويبدأ في ممارسة الرذيلة مع الرجال، بغرض المتعة وجمع المال وكانت أغلب القصص تنتهي بأن الطبيب، يطلب إجراء التحاليل الطبية والفحوصات وتظهر النتائج خلل في توازن الهرمونات وأن هرمون الأنوثة يغلب على الذكورة وينصحوا الطبيب بضرورة إجراء عملية جراحية لتغيير الجنس . وصدم المجتمع المصري مؤخرا في أعقاب ظهور حالات الشذوذ الجنسي علي الساحة، والتي كان من بينها قضية شباب مركب نهر النيل الذي أعلنوا فيه زواجهم من بعضهم البعض، وقضية الحمام التي اتهم فيها أكثر من ثلاثين شابا بممارسة الفحشاء مع بعضهم البعض وآخرها قضية "ملوكة" التي تم القبض عليها وهي تمارس الجنس على أنها أنثى وهي في الواقع ذكر كامل الذكورة ولكنه قام باستئصال أعضاء الذكورة من جسده وأضاف إلى جسده بعض مظاهر الأنوثة غير الحقيقية مثل عملية تكبير للثدي مع عمل "فتحة تناسلية" الأنثى ليخدع الرجال . ولكن هذا غير مقبول وغير طبيعي في المجتمعات العربية خاصة أن الأديان السماوية ترفض إقامة العلاقات الشاذة وقد ظهر على الساحة بعض القضايا التي كانت حديث الرأي العام للمتحولين جنسيا ومنهم من خرج إلى وسائل الإعلام والصحف وسرد قصته. ولم يتعاطف المجتمع مع معظم هؤلاء رغم سرد قصصهم التي تتشابه من وجهة نظر المجتمع والتي إما أن كان هناك أحد يقوم بملامسة مناطق حساسة من جسدهم وهم أطفال صغار وممارسة معهم الجنس وشبوا على ذلك، أو كان يعاملوا من الأسرة معاملة البنات وهو طفل صغير وشب أيضا على ذلك وشعر بارتياح لمعاملة الجميع له بهذا الشكل. يقول الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن ظاهرة التحول الجنسي هي ظاهرة عالمية وفي أغلب الأحيان تذهب الحالة إلى الطبيب لإجراء الكشف والفحوصات ومنهم من يقوم بإجراء الجراحة، لإتمام عملية التحول من ذكر إلى أنثى أو العكس، مشيرا إلى أن التقارير العالمية أظهرت أن المتحول بعد أن يقوم بجراء العملية الجراحية يتحسن لأنها أصبح على النوع الذي كان يشعر بنها هو ولكن يجب وضع المريض تحت الملاحظة لمدة عامين بعد إجراء الجراحة، للتأكد من أن ما كان يشعر بها هي رغبة حقيقة في التحول. وتابع أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن نقابة الأطباء أجازت إجراء عملية التحول من جنس إلى آخر لكن هذا في صالح المريض ولم يعد مجرما أو يساءل قانونيا أي طبيب يقوم بإجراء هذه الجراحة . وأضاف عبد العظيم، أنه يوجد بعض الحالات تشعر بأنها تريد أن تقوم بعملية التحول وبعد إجراء العملية يشعر أنه ليس سعيدا بهذه الخطوة، وأن رغبته في التحول ليس بنسبة 100%، لافتا إلى أن المتحول يتناول بعض الهرمونات الذكرية أو الأنثوية حسب نوع التحول قبل إجراء العملية ويوجد منهم من يتزوج بعد إجراء الجراحة من صديق أو صديقة يعلم القصة من البداية ويرحب بذلك . وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن هناك من يقوم بممارسة المثلية وفي الدول الأوربية تعتبر نوعا من أنواع السلوك الجنسي الطبيعي، ولكن في المجتمعات العربية تعتبر شيئا مجرما ومحرما ويعاقب عليها القانون إن حدث في العلن طبقا لاختلاف الثقافات والعادات، لافتا إلى أن المثلي يقوم بممارسة الجنس بكامل رغبته وكامل إرادته ويحب هذا النوع من الجنس ولكن يوجد منهم أيضا من. يرفض هذا الوضع ويذهب للطبيب من أجل العلاج من هذا المرض. وقال عبد العظيم إن هناك ما يعرف بالانحراف الجنسي كما حدث مع "ملوكة الدلوعة " التي ألقت قوات الأمن القبض عليها والتى اتضح أنها شاب قام بإجراء جراحة تكبير الثدي والأرداف واستئصال الجهاز التناسلي وفتح ما يشبه مهبل الأنثى لكي يخدع الرجال أثناء ممارسة العملية الجنسية، ولكن هو ليس فتاة، لأنه لا يمتلك جهازا تناسليا كاملا ولا رحما ولا مبيضا ولكن يمتلك جهازا تناسليا مشوها، مشيرا إلى أنه وخرج من قضية التحول إلى قضية ممارسة الدعارة وقام ببيع نفسه مقابل المال وهذا يعاقب عليه القانون في جميع أنحاء العالم.