جمع الله سبحانه وتعالي في نبيه محمد صلي الله عليه وسلم صفات الحسن والكمال وتألقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال وكريم الصفات والأفعال حتي أبهرت سيرته القريب والبعيد ويحكي لنا د. محمود القاضي إمام وخطيب السيد زينب أن الصحابي الجليل حسان بن ثابت - رضي الله عنه - قد عبر عن هذه الصفات حينما قال: وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء وفي سمات الكمال التي تحلي بها رسولنا الكريم، خلق الرحمة والرأفة للغير فقد وهبه الله قلبا رحيماً يرق للضعيف ويحن علي المسكين ويعطف علي الخلق أجمعين حتي صارت الرحمة له سجية. فقد كان يعطف علي الاطفال ويرق لهم، فإذا دخل في الصلاة وسمع بكاء الصبي أسرع في أدائها وخففها وكان يحزن لفقد الأطفال. ولما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل كانت العناية بهن أعظم والرفق بهن أكثر وقد تجلي ذلك في خلقه وسيرته علي أكمل وجه وشدد في الوصية بحق الزوجة وكان يقول: «من ولي في البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً في النار». وكان رحيماً بالضعفاء عموماً ومنهم اليتامي والأرامل وقال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطي». كما تجلت رحمته صلي الله عليه وسلم أيضاً في ذلك الموقف العظيم يوم فتح مكة وتمكين الله تعالي له حينما أعلنها صريحة واضحة «اليوم يوم الرحمة» وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدخر وسعاً في إلحاق الأذي بالمسلمين فقابل الإساءة بالاحسان والأذية بحسن المعاملة.. قال الله تعالي «وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين» الأنبياء 107 صدق الله العظيم