محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد ناصر الكبير.. صور    بالصور.. آلاف المصلين يؤدون صلاة العيد في المنصورة    محافظ جنوب سيناء يؤدي صلاة العيد بشرم الشيخ ويوزع عيديات على الأطفال    فرحة العيد تملأ مسجد عمرو بن العاص.. تكبيرات وبهجة فى قلب القاهرة التاريخية    أهالي السويس يؤدون صلاة العيد في 123 ساحة وسط تنظيم وتأمين شامل (فيديو)    محافظ الجيزة يؤدي صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد مصطفى محمود    تعرف على سعر الدولار فى البنوك المصرية اليوم الجمعه 6-6-2025    مجازر القاهرة تفتح أبوابها مجانا لذبح الأضاحي طوال أيام العيد    محافظ بورسعيد يتفقد مستشفى الحياة عقب صلاة العيد ويقدم التهنئة للمرضى والأطقم الطبية (صور )    محافظ أسيوط يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بساحة أرض الملاعب    أهالي مطروح يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الكبير    موظفون في البيت الأبيض سيجرون اتصالًا مع إيلون ماسك للتوسط في الخلاف مع ترامب    أوكرانيا تتعرض لهجوم بالصواريخ والمسيرات أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص    الرئيس السيسي يغادر مسجد مصر بالعاصمة بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة أجرة بالبحر الأحمر    10 صور ترصد أكبر تجمع للمصلين بالإسكندرية لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك    آلاف المصلين يتوافدون على ساحة 6 أكتوبر لأداء صلاة عيد الأضحى| فيديو وصور    عاجل - 1.6 مليون حاج يؤدون شعيرة رمي الجمرات بأول أيام عيد الأضحى    مدح وإنشاد ديني بساحة الشيخ أحمد مرتضى بالأقصر احتفالا بعيد الأضحى    هبة مجدي: العيد يذكرني بفستان الطفولة.. وبتربى من أول وجديد مع أولادي    تدخل عاجل بمجمع الإسماعيلية الطبي ينقذ شابة من الوفاة    متحدث الأمين العام للأمم المتحدة: نحتاج إلى المحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت في غزة    «علي صوتك بالغنا».. مها الصغير تغني على الهواء (فيديو)    موعد صلاة عيد الأضحى 2025 (بالدقيقة).. تعرف على أول محافظة تبدأ الصلاة    مصرع 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة فى الإسماعيلية    «محور المقاومة».. صحيفة أمريكية تكشف تحركات إيران لاستعادة قوتها بمعاونة الصين    خليل الحية: حماس لم ترفض مقترح ستيف ويتكوف الأخير بل قدمنا تعديلات عليه    أول تعليق لأيمن الرمادي بعد الفوز بكأس مصر مع الزمالك    ناصر منسي: كنت على يقين بتسجيلي هدفاً في نهائي الكأس    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 6 يونيو بسوق العبور للجملة    عيدالاضحى 2025 الآن.. الموعد الرسمي لصلاة العيد الكبير في جميع المحافظات (الساعة كام)    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    محافظ سوهاج يتفقد الحدائق العامة والمتنزهات ليلة العيد    خاص| الدبيكي: مصر تدعم بيئة العمل الآمنة وتعزز حماية العاملين من المخاطر    التصريح بدفن جثة شاب عثر عليها داخل سيارة ملاكي بأكتوبر    «زي النهارده» في 6 يونيو 1983.. وفاة الفنان محمود المليجى    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    عبارات تهنئة رومانسية لعيد الأضحى 2025.. قلها لحبيبك فى العيد    أبو الغيط: الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار بلبنان تهدد بتجدد العنف    وفاة الإعلامية والكاتبة هدى العجيمي عن عمر 89 عاماً    الفرق بين صلاة عيد الأضحى والفطر .. أمين الفتوى يوضح    أحمد سمير: هدفنا كان التتويج بالكأس من اليوم الأول.. حققت كأس مصر كلاعب واليوم كمدرب    بيراميدز يهنئ الزمالك بالفوز بكأس مصر    مسجد نمرة.. مشعر ديني تُقام فيه الصلاة مرة واحدة في العالم    كيفية صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في البيت وعدد التكبيرات في كل ركعة    الأوقاف: صلاة الرجال بجوار النساء في صف واحد مخالفة صريحة للضوابط الشرعية    بعد التتويج بالكأس.. الونش: الفوز بالكأس أبلغ رد على أي انتقادات    طرح البرومو الرسمي لفيلم the seven dogs    سعر طن الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    كيرلي وقصات شعر جديدة.. زحام شديدة داخل صالونات الحلاقة في ليلة العيد    بعد طرحها.. "سوء اختيار" ل مسلم تتصدر تريند " يوتيوب" في مصر والسعودية    رسميا.. نهاية عقد زيزو مع الزمالك    خلال حفل إطلاق خدمات الجيل الخامس.. «مدبولى»: معًا نبنى مُستقبلًا رقميًا واعدًا تكون فيه مصر مركزًا إقليميًا للبيانات والبرمجيات    خطوات عمل باديكير منزلي لتحصلي على قدمين جميلتين في عيد الأضحى    محمد عبد الشافي يعتزل كرة القدم بعمر ال 39    قطر تهزم إيران بهدف نظيف وتنعش آمالها في التأهل إلى مونديال 2026    جامعة كفر الشيخ ترفع درجة الاستعداد بمستشفى كفر الشيخ الجامعى خلال العيد    في وقفة العيد.. «جميعه» يفاجئ العاملين بمستشفى القنايات ويحيل 3 للتحقيق (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكرم محمد أحمد ل «الوفد»:
مراجعات "الإخوان" تُفجر "الجماعة" من الداخل
نشر في الوفد يوم 22 - 12 - 2014

على مدار تاريخه ظل مكرم محمد أحمد يضع وطنه نصب عينيه وفي سبيل ذلك خاض عدداً من المعارك لم يكن يريد من ورائها جزاء ولا شكورا فقط كان كل حلمه أن يري البلد التي عاش بين حدودها وسنوات عمره بين ركب العالم المتحضر.
ظل مكرم يؤمن بأهمية أن تظل مصر بعيدة عن الفتن عصية على التقسيم رافضة بإباء لكل محاولات الفتنة وقد حرص نقيب الصحفيين الأسبق على مدار تاريخه أن يكون حجر الزاوية في أي قضية كبرى ولعل أبرز القضايا التي تشغل بال الأمة في الوقت الراهن هى الخاصة بالحرب على الارهاب الذي يهدد الأخضر واليابس ويعرض مستقبل مصر للخطر، ولأن مكرم محمد أحمد كان رأس الحربة في المراجعات الفكرية للجماعة الاسلامية في العقد الأخير من القرن المنصرم فمن البديهي أن يكون حاضراً عند الحديث عن أهمية المراجعات بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين والدعوة للمصالحة التي أبدى البعض أهميتها من أجل اعادة اللحمة للوطن فيما يرفض آخرون مستندين على جرائم الإخوان، وفيما يلي نطرح على الكاتب الكبير كل ما له علاقة بتلك القضية فضلاً عن العديد من القضايا الأخرى التي هى حديث الساعة سألته:
بصفتك شاهداً على مراجعات الجماعات الاسلامية من قبل.. هل من مراجعة مماثلة الآن للاخوان المسلمين؟
- ظروف الجماعة الاسلامية وقت المراجعة تختلف عن ظروف جماعة الإخوان المسلمين، فحين طلبت الأولى المراجعة كان الأمن قد تمكن منها على مدار ثلاثة أجيال، وفشلت في اجتذاب الشباب وقطع الأمن خط صلتها بالخارج، فنضبت أموالها،وفي هذه الظروف أعلنت الجماعة الإسلامية عن طريق أحد أعضائها في احدى المحاكمات العسكرية أنها ستوقف العدوان من طرف واحد، ودون أي شروط مسبقة، وتطلب الحوار، وبدأ بالفعل بين الأمن وكرم زهدي ورفاقه واقتنعت الحكومة بوجهة نظري أن يكون على المحادثات شاهدا، ومن حسن حظي أني كنت الشاهد على هذه الحوارات بين الأمن والجماعة الإسلامية بسجن العقرب ثم في عدد آخر من السجون، حين وصل إليها كرم زهدي ليقنع مسجونيها من الجماعة الاسلامية، وكان عددهم وقتها ثمانية آلاف.
هذا ما كان من شأن الجماعة الاسلامية حينئذ أما جماعة الإخوان المسلمين الآن فهى تستند الى دعم قوي من التنظيم الدولي للإخوان، ومن ايران، ومن قطر، رغم انتحارها السياسي، ورغم رفض غالبية الشعب المصري المطلق بها.
الجماعة في مأزق!
لكن ماذا علي جماعة الإخوان المسلمين لو قبلت بالمراجعة.. أليس هذا في النهاية في صالحها لتصوب نفسها؟
- المراجعة لجماعة الإخوان المسلمين ستؤدي الى اسئلة صعبة، ولا يمكن لقادة الجماعة أن تجيب عنها، فالحقيقة أن الجماعة حكمت مصر على مدار عام إلا أنها أثبتت فشلها واستبدادها، ورغبتها في السيطرة على مفاصل الدولة، فانتفض الشعب، لكن الإخوان يقولون إنهم لم يفشلوا، ولكنهم لم يتمكنوا من حكم مصر وزعموا أن العسكريين منعوهم وأن الاعلام ونظام مبارك ناصبوهم العداء، وهذا خطأ، لأن المجلس العسكري متهم بتسليم السلطة للإخوان تحت ضغوط الأمريكان.
وقد أعطى «السيسي» فرصة لمرسي حين حصن قراراته من الطعن عليها أمام القضاء في الحاضر والماضي والمستقبل، وهو أمر لم يحدث مثله في أي من دول العالم حتى تلك المشهورة بالديكتاتورية، وعرض عليه السيسي أن يكون الحل في انتخابات رئاسية جديدة يرشح مرسي نفسه فيها، وإذا انتخبه الشعب سيكون هو الرئيس بارادة المصريين، لكن أخذته العزة بالاثم، وبالتالي فإن قيادات الاخوان الذين ينتمون الى التنظيم السري لها، ليس في صالحها المراجعة لأنها ستطرح سؤالا سبب افشال الجماعة، ويزيح السؤال الستار عن كثير من الجرائم، سواء من تحالفها مع حماس، واختراقها للأمن القومي وتصرفاتها في الفترة ما بين 25 و28 يناير واختراقها مع حماس الحدود في رفح لتفعيل ما فعلته، وسبب كذلك جديد لرفض المراجعات أنهم لايزالون يتمسكون بالحد الأقصى.
فهم يعيشون في عالم افتراضي، رغم ما لحق بهم من خسائر ويوهمون لشبابهم أن الفرصة لاتزال معهم، وأنهم سيهزمون العسكر - على حد قولهم - وأن الولايات المتحدة الأمريكية تؤازرهم كانوا يتصورون أن أمريكا ستنهي الصراع التاريخي بسبب القضية الفلسطينية من خلال اقتطاع مساحة 50 كيلومترا من سيناء لإقامة دولة فلسطين عليها، وهذا أمر مثبت بالوثائق لا ريب فيه، كل ذلك أجل الحوار، لكنني على يقين أن المصالحة سوف تحدث، فتنظيم الاخوان يضم 250 ألفا يعيشون بيننا، بضعة آلاف منهم يفكرون حقاً فيما حدث ولماذا كان الفشل، وهل الاعلام مسئول عن ذلك، أم أننا ارتكبنا أخطاء أبعدتنا عن السلطة للأبد، والمراجعة بالفعل تمثل محاكمة لفكر الجماعة، وتؤكد وصولهم الى الحائط المسدود الذي قاربوا الوصول إليه، فيوم 28 نوفمبر أثبت للطلقاء منهم كما أثبت لكل المصريين أن عودتهم للحكم أضغاث أحلام، فالمراجعات ستقع قريباً.
الأزهر الحاضر الغائب
وإذا لم تقع؟
- إذا لم تقع المراجعات سيتفسخ التنظيم من الداخل، وهناك إشارات الى أن قطاعات داخل الجماعة بدأت تسأل نفسها الأسئلة الصعبة.
أليست المراجعات تحتاج لدور الأزهر؟
- اعلام الأزهر يحتاج الى تفتح الامام الأكبر أحمد الطيب الذي نثق كلنا فيه وفي رجاحته ووسطيته واعتداله، وكلنا نذكر مواقفه التي ساند فيها الشعب المصري، وعارض حكم الاخوان وميليشياتها المسلحة، لكن الأزهر نفسه يعتريه بعض المشاكل، بسبب وجود بعض العناصر المنتمين الى الاخوان بداخله، وهو هدف استراتيجي للجماعة للاستيلاء عليه، ليكون مرجعيتها منها في نفسها، والجميل أن الأزهر المستنير فيه يغالب الآخر، ويحقق عليه تقدماً، رأينا ذلك في بيت العائلة، وفي وجه مؤامرات الإخوان لأنها تركز على جامعة الأزهر، وتعتبرها الهدف الأول بين الجامعات، وتحاول جماعة الاخوان أن تصيب برذاذها الفوضوي شيخ الأزهر، لكنها تفشل، والأزهر لا يستطيع إلا أن يكون مع الأمة في خندق واحد، فقد بدا غاضباً من عودة الجماعة، ويرفض أن تشارك في الحياة السياسية، وأكثر الناس اعتدالاً فيه يقول عودة الجماعة بشروط صارمة مثل مراجعاتها واعتذارها للمصريين، وألا تعمل بالسياسة، فرغم نقاط الضعف يقف الأزهر شامخاً في وسط الارهاب والتطرف والغلو ما من شك في ذلك، ونصيحتي للأزهر أن يعزز اتصاله بالشعب المصري ويصدر قناته الفضائية، ويوسع صلته بالمصريين لمكانته الأدبية في نفوسهم.
ألسنا في حاجة الى مفهوم أوسع للمراجعات لتشمل كل شىء عندنا؟
- نعم المصريون في حاجة الى مراجعة الكثير من قضاياهم وذلك بأن يستوعبوا أجيالهم الجديدة فهناك فجوة بين الآباء والأبناء الذين منهم من يمثل الثورة، ولاتزال ضدهم احكام وهناك من يوهمهم أن ثورة 25 يناير فشلت ومبارك ورموز نظامه والفلول عائدون، وهذا غير صحيح، فقد انتهي مبارك وزمانه دون عودة، لكن هؤلاء الشباب لهم مخاوف تحتاج أن يخاطبهم فيها أهل الحكم، وعلينا أيضاً في هذا السياق مراجعة قضايانا الاقتصادية، فجميل أن تنشئ الدولة مشاريعها العملاقة، لكن الفقر ينهض المصريين، وهناك جوع لبعض الفئات الدنيا، وغياب للأمن الغذائي لدى فئات واسعة من الوسطى والفقيرة، فإذا كان المصريون قد أثبتوا أنهم يريدون السيسي، وأنهم يريدون أن يعطوه فرصة فعلى الرئيس أن يعلم أن هذه المشاكل تحتاج الى حل سريع، ومراجعة وعلى رأس تلك الأولويات الوصول للاكتفاء الذاتي من الغذاء كي نصل الى وجبة وطنية لا تحتاج الى استيراد شىء من الخارج، والتركيز على مشاريع تعضد ذلك مثل زراعة الأسماك، وتربية الدجاج لتعود الى سعرها الطبيعي قبل عدة أعوام بخمسة جنيهات، فطبق الفول الذي يغذي أسرة من خمسة أفراد وصل سعره الى عشرة جنيهات، فلو وفرنا ذلك سيكون المصريون أكثر انتظاراً لمشروعاتهم الكبرى التي يفكر فيها السيسي، ومن ثم مطلوب من نظام حكمه أن يراجع سياسته تجاه هذه الطبقات، اضافة الى ضرورة اختيار مشروعات بعينها تفرز انتاجها بسرعة، ونحتاج أيضاً الى مراجعة كاملة لنظامنا التعليمي الذي هو أساس كل بلاء.
التجديد مطلوب بشروط
كيف تكون مراجعات التعليم؟
- بنسف كل ما يتعلق بدراسات اللغة والدين والجغرافيا والتاريخ والمواد الاجتماعية وغيرها حتى سن 16 سنة وأن تحمل المواد الجديدة إعمالاً للعقل وأن يميز التلميذ بها بين الخبيث والطيب والخرافة والحقيقة ووفقاً للمناهج الجديدة التي يجب أن تؤهله لأن يقرأ نصوصه قراءة واعية خاصة فيما يتعلق بالآيات المتشابهات حمالة الأوجه على نحو صحيح، كل ذلك لا يكون الا من خلال تنمية عقله وفكره، خاصة أن كل آية في كتاب الله تعالى تحض على إعمال العقل والتفكير والتأمل والنظر الى السماء والأرض وسائر المخلوقات، وتماسك الرؤية العلمية، فالدين يرفض الخرافة ويجعل العقل أولى أدوات تحقيق مقاصد الشريعة، لكن الاخوان والسلف ومن على شاكلتهم كان في صالحهم دائما أن يجعلوا من الدين لغزاً كي يستخدموه في الوصول الى أهدافهم السياسية، فالدين في مفهومه الحقيقي علاقة مباشرة بين الإنسان وربه، ومعاملة حسنة، وقيم وكلها لا اختلاف بينها في الأديان الثلاثة، وقد كانت السن حتى 16 عاماً هي التي تستحوذ فيها الإخوان على عقول الأطفال وتترصدهم، ويتم تجنيدهم، وتعيد بناء شخصياتهم على نحو مريب، فتصنع من ذلك داعية، ومن ذلك ارهابياً، وتجعل الجميع في خدمة التنظيم.
ما السبيل للخروج من المشاكل التي تعاني منها الصحف؟
- أولاً علينا أن نعترف بأن البنية القانونية التي تحكم الصحافة والاعلام مهترئة ولم تعد قادرة على مواجهة المشاكل الضخمة التي تعانيها، خاصة الصحف القومية التي يعاني جميعها كبيرها وصغيرها من اضطراب في الهياكل المادية، وزحام شديد في الأفراد أدى الى نوع من التراخي والفوضى وقلة العمل، الاعلام المصري الحكومي جميعه يتعرض لمنافسة من الفضائيات الخاصة تلك التي تتبنى ممارسات ربما تمس بقيم المجتمع في كثير من القضايا، فبرامج التوك شو التي كان يأمل البعض أن تتطور بقيت على حالها.
وعلى الرغم مما فعلته أثناء حكم الاخوان بكشفها لمخططاتهم وارهابهم فإن خلط معدي ومقدمي تلك البرامج بين كونهم اعلاميين وسياسيين أسفر عن بعض التناقضات وأدى الى انصراف الناس عن معظمهم.
وما الذي نحتاج اليه كي نصحح تلك الأوضاع؟
- تحتاج هذه البرامج والصحف الى بنية قانونية جديدة، والجديد أن الدولة اقتنعت بحتمية ذلك، فتكونت لجنة تعمل بقرار من رئيس مجلس الوزراء تجتمع كل «ثلاثاء» بمكتب وزير العدل، ولجنة أخري شكلتها نقابة الصحفيين، كلتا اللجنتين تراجع القوانين التي تحكم الصحافة، وتعمل على توفير بيئة قانونية جديدة تساعد على تطوير الصحافة، وتنمي الأداء التليفزيوني، وتوحد المعايير التي تكون عليها الصحافة الخاصة والقومية والاعلام الخاص والحكومي، حيث يحكم الجميع الجودة والاتقان المهني، وتلزم هذه القوانين بالحفاظ على حرية الصحافة وتعددها وتنوعها، لأن نظام الحكم لابد أن ينطوي على معارضة قوية، لأنها جزء من الحكم الديمقراطي وليست عائقاً له، وتعيد لمهنة الصحافة والاعلام التزامها بالقواعد المهنية الصحيحة التي تمنع الخلط بين الرأي والخبر، والاعلام والاعلان، وترفض الأخبار المجهلة، واطلاق اتهامات جائرة بغير دليل، خاصة أن الصحافة المصرية لها تاريخ مهني طويل وتقاليد عريقة، وعلى مستوى العالم العربي ولا أظن أن هناك عيوباً شخصية للصحفي المصري فهو بطبيعته كفء، ويحسن انجاز علاقات انسانية في زمن وجيز، وهو مهيأ لكسب المصادر والمحافظة عليها، لكن المشكلة أنه كانت هناك مدارس صحفية لها تقاليد الراسخة، فالأهرام كان لها مدرستها الخاصة في الخبر تختلف عن مدرسة الأخبار، وروز اليوسف كانت مدرسة ثالثة للقصة الخبرية التي تقوم على رؤية نقدية لوضع المجتمع، وأداء الحكومة، فقد اندثرت هذه المدارس، ويتعلم الشباب الصحفي من مدارسه هو فقط، فعلى الشباب أن يتطور، فمن لا يتطور لا محالة هالك.
الفرق بين ناصر والسادات
بماذا تقيم تجربة عبد الناصر بعد عقود من رحيله؟
- عبد الناصر يبقى حياً في ضمير مصر رغم خطاياه الكبيرة، فعبد الناصر يمثل حكم المصريين للمصريين، وشهد حكمه انحيازاً شديداً لاقامة العدل الاجتماعي والوفاء باحتياجات الفقراء، وحرصه على استقلال القرار الوطني، لكن هذا لا يمنع بالفعل أننا نواجه بعض الحقائق المجتمعية كي لا نكرر أخطاءه، فطموحاته كانت أكبر من قدراته، وهذا أمر مهم لأي حاكم مصري، قد دخل في مغامرات مثل حرب اليمن، فمساندة شعب اليمن شىء جيد، لكن هل كان انقاذ اليمن من عصر الامام المتخلف يتطلب ارسال 60 ألف جندي في وقت تتحرش بنا اسرائيل.
وهناك سؤال مهم: وهو هل كان الاسراع بطلب سحب المراقبين الدوليين من شرم الشيخ مطلباً محكوماً بتوقيت صحيح، ورغم ذلك فإن نهضة عبد الناصر الصناعية تمثلت في عدد ضخم من المصانع غيرت وجه الحياة في مصر، ونقل الكثير من الأجراء الى ملاك، واضفاء الطابع العروبي على الشخصية المصرية، وجعل القومية العربية الاختيار السياسي الطبيعي للمصريين بحيث أصبحوا طليعة أمتهم، كل ذلك من انجاز الفترة الناصرية، والقيم الوطنية التي حكمت المؤسسة العسكرية من ثمار هذه الفترة.
الغرب متآمر
لكن السادات لم يكمل النهضة التي أسسها ناصر؟
- المشروع الناصري كان قد سقط بتكالب الغرب عليه، وما حدث لمحمد علي حدث لعبد الناصر الذي لم يدرس فترة محمد علي بشكل جيد، أما السادات فانتهج سياسة مختلفة، فعينه لم تغفل عن الاحتلال، وأصبح المحتلون على شط القناة فضلاً عن سقوط القدس والضفة الغربية والجولان، والسادات أثبت بحرب 73 أنه يمتلك رؤية استراتيجية صحيحة، وأن لديه من مكر التكنيك ما يمكنه من الوصول لأهدافه الاستراتيجية بسرعة ومهارة، وهو من أكثر القادة العرب فهماً لطبيعة المصريين، لكنه ظُلم من فئات كثيرة خاصة اليسار والوسط، وربما يكون ذلك هو الذي أوقعه في خطأ التحالف مع الإخوان المسلمين، وتكاد تكون دراما السادات دراما تاريخية تشبه أبطال الإلياذة أن رغم دهائه ومكره، سقط ووقع في مصيدة استخدام الدين تبريراً لسياسته، وربى وحشاً حتى قتله، وهو الارهاب، ومساندته للجماعات الاسلامية وأفعالها كي يواجه شعبية الناصريين واليسار.
هل طلب منك الرئيس المعزول محمد مرسي كتابة خطبه؟
- حين ذكرني في خطابه انتابتني نوبة ضحك، لأنني من الصحفيين الذين لا يسبون ولا يشتمون، ربما أكون انتقدته بقسوة، لكن لم أفارق قيم المهنة، ومع ذلك اختصني بهذا الهجوم الشرس بينما أنا لا أملك مساحات واسعة في الصحافة المصرية، فقط هو عمود صغير في الأهرام هو كل أدواتي في التعبير، ولم أتكسب مليماً واحداً من خارج قلمي، ولم يطلب مرسي مني أن أكتب له خطاباته، فهو يكرهني أصلاً.
هل نجحت الدولة في محاربة الارهاب؟
- الدولة تحقق تقدماً لا بأس به، في هذا المجال وانشاء المنطقة العازلة بسيناء أثر على المعركة، وخط الدفاع تحول الى خط هجوم، فتحولت القوات المسلحة من الدفاع خلف كوامن ثابتة الى الهجوم النشيط حتى حدود غزة بعرض 13 كيلومتراً، وتحدث كل يوم في صفوف الارهابيين خسائر واضحة ومؤكدة، وحفر قناة مائية في المنطقة العازلة سوف يجعل الأنفاق مستحيلة، وبالتالي تفوت على هذه الجماعات فرصة المناورة والهرب الى قطاع غزة، وعلى الجبهة الغربية فإن قوات «حفتر» استطاعت استعادة بني غازي وصولاً الى مشارف طرابلس، وفرص ارسال بعثات تخريبية مثل الحملة التي وصلت الى الفرافرة وقتلت جنودنا قد ضاقت نسبياً، وفي الجبهة الداخلية أثبت يومي 28، 29 نوفمبر أفول نجم جماعة الاخوان المسلمين إذ وعدت بتسيير مظاهرات مسلحة تخرج مليونيات صاخبة تحتل ميادين النهضة والتحرير ورابعة ولا تغردها الا بعد سقوط نظام السيسي، لكن الذي حدث أن المظاهرات لم تستطع أن تغادر الحارات الضيقة بكرداسة والمطرية، فالشعب نزل في هذا اليوم كيوم عادي وتعاون مع الشرطة، وفشل اليوم الموعود فشلاً ذريعاً، كما فشل استثمار الجماعة للحكم الذي صدر ببراءة حكم مبارك بما يساعدها على أن تخرج في تحالفات كثيرة وتستعيد التحالف مع شباب الثورة، وتواصل احتلالها للميادين العامة، فرفض الجميع الوقوف مع الإخوان في مكان واحد، ووصلت اعداد محدودة مع 6 أبريل للتحرير واشتبكوا مع الشرطة وسرعان ما انفضوا.
أوروبا ترحب وأمريكا ترفض
بماذا تفسر مساندة دول أوروبا لنا في محاربة الارهاب بينما لا تدعمنا أمريكا؟
- يعني الدول الغربية أصبحت أكثر احساساً بالخطر من الارهاب فالاعترافات المتتالية من البرلمانات الأوروبية بخطورة المد الارهابي في المنطقة العربية دعا للوقوف بجانب مصر، والخوف من سيطرة الارهاب على ليبيا، فقد أدرك الأوروبيون أن افتقاد الأمن في البحر المتوسط سيزيد الخطر على أوروبا، فتحركوا تحركاً ايجابياً نحو مساندة مصر الأمر الذي يتميز تماماً عن الموقف الأمريكي الذي يتقدم خطوة للأمام واثنتين للخلف، رغم وصول الطائرات الأباتشي.
بماذا تفسر اغلاق بعض السفارات الغربية في القاهرة أبوابها؟
- «نعيق السفارات» كان لمجرد الضغط على الداخلية لتعزيز المزيد من الحراسات وهو أمر أضر بسمعة السفارات أكثر مما أضر بسمعة مصر، هناك العديد من التقارير تثبت في كل مرة أنها شائعات وأكاذيب وما شهادة البنك الدولي وبنك النقد بتعافي الاقتصاد المصري إلا شهادة تؤكد تماسك الجبهة الداخلية ونسبة التنمية التي وصلت 4٪ ليست قليلة قياساً بالسنوات الثلاث الأخيرة.
الرئيس السيسي بصدد زيارة إلى الصين.. كيف يمكننا الاستفادة منها؟
- الصينيون شعب ذكي وهم لا يقدمون الخبرة ورأس المال فقط، إنما يهاجرون لعمل المشروعات خارج دولتهم وقد زرت الصين عشر مرات منها أيام الثورة الثقافية وآخر أيام ماو وأيام وينج، الصين ستكون الدولة الأولى في العالم، وهى لها مطامح الدول الكبرى، وعندما وجدت مصالحها في اقامة علاقة مع اسرائيل لم تتردد، ولا نستطيع أن نعول على الصداقة المصرية الصينية طويلاً، فهم من أقدم شعوب العالم وأكثرها تحضراً، ونحتاجها في خليج السويس لانشاء صناعة صينية تستثمر الوضع اللوجستي لمصر، وليتنا نتعلم من الشعب الصيني بعض الانضباط وحب العمل والتفاني في الإتقان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.