محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    وزيرتا "التعاون الدولي والتضامن" وسفير الاتحاد الأوروبي يتفقدون مشروع تأهيل السودانيين بأسوان    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    القيادة المركزية الأمريكية: تصدينا لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون    عمرو أدهم: يجب محاسبة المسؤول عن قضية بوطيب.. وسنبشر جماهير الزمالك قريبا    الإسكواش، تأهل نور الشربيني ونوران جوهر لنصف نهائي بطولة الجونة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    في الجول يكشف موقف ياسر إبراهيم ومروان عطية من المشاركة أمام مازيمبي    إصابة 5 سائحين في انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الصحراوي بأسوان    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    ثلاثة منتجات توابل مستوردة من الهند تسبب السرطان.. ما القصة؟    ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    ارتفاع عدد ضحايا قصف الاحتلال لمنزل عائلة الجمل شرق رفح إلى 5 شهداء    عاجل.. تصريحات كلوب بعد الهزيمة من إيفرتون ونهاية حلم البريميرليج    لبنان.. طيران إسرائيل الحربي يشن غارتين على بلدة مارون الرأس    حكايات النيل.. حملة لطلاب بإعلام القاهرة للحفاظ على المياه ومواجهة الظروف المناخية    واشنطن تطالب إسرائيل ب"إجابات" بشأن "المقابر الجماعية" في غزة    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بعد آخر انخفاض    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    مصير مجهول ينتظر "مؤتمر المصالحة الليبية" ..تحشيد عسكري روسي وسيف الإسلام مرشحا للقبائل !    مراقبون: فيديو الأسير "هرش بولين" ينقل الشارع الصهيوني لحالة الغليان    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    ارتفاع الذهب اليوم الخميس.. تعرف على الأسعار بعد الزيادة    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    وزير الرياضة يتفقد استعدادات مصر لاستضافة بطولة الجودو الأفريقية    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد خسارة ليفربول وفوز مانشستر يونايتد    خبر في الجول – الأهلي يتقدم بشكوى ضد لاعب الاتحاد السكندري لاحتساب دوري 2003 لصالحه    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    «زي النهارده».. بداية الحرب الأمريكية الإسبانية 25 إبريل 1898    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    أحمد موسى: مصر قدمت تضحيات كبيرة من أجل إعادة أرض سيناء إلى الوطن    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    في الموجة الحارة.. هل تناول مشروب ساخن يبرد جسمك؟    تجديد اعتماد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ب«أزهر الاسكندرية»    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    خالد الجندي: الاستعاذة بالله تكون من شياطين الإنس والجن (فيديو)    متحدث «الصحة» : هؤلاء ممنوعون من الخروج من المنزل أثناء الموجة الحارة (فيديو)    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا فعلت جماعة الإخوان فى مصر (4)
د. عبدالستار المليجى أمراء الجماعة بنوا بأموال المتبرعين قصوراً ثم نادوا بالخلافة الإخوان فاشلون فى الدين والسياسة وأفسدوا أكثر مما أصلحوا
نشر في الوفد يوم 17 - 12 - 2014

سنة كاملة هى عمر جماعة الإخوان فى سدة حكم مصر لم تقدم غير الاحتقان والغضب وصراع يفتك بالوحدة الوطنية، وكذب والتفاف ومكر يسىء لوث الحياة وهدد المستقبل.
وتبعية لدول خارجية عربية (قطر) وإقليمية (تركيا) واستعمارية (إسرائيل) ومحاكمات عسكرية واعتقالات بالجملة وتهديد بالسحل والذبح والقتل للشعب المصرى الذى يرفض حكم الإخوان، ومحاكمات لكتاب وصحفيين ومقدمى برامج بتهمة إهانة الذات الرئاسية ل«مرسى»، وتسويد شاشات وإيقاف لصحف، وتنصل من المسئولية وإلقاؤها على الأنظمة السابقة، بالإضافة إلى خطاب سياسى مبتذل وكل هذا يتم باسم الحفاظ على الشرعية، وبما لا يخالف شرع الله هذا ما قدمته جماعة الإخوان خلال عام من حكم المرشد ومكتب الإرشاد وفى حواره مع «الوفد»، أكد الدكتور السيد عبدالستار المليجى، عضو مجلس شورى الإخوان الأسبق أن جماعة الإخوان فاشلة فى السياسة والدين لأنهم أفسدوا أكثر مما أصلحوا، كما أن ممارساتهم تخالف قواعد الدين وباستهدافهم المسيحيين انكشف مكنون صدورهم وما كانوا يداروه بالكلام السياسى الكذوب، واصفاً قيادات الجماعة بقلة الفقه السياسى والدينى وبسطحية الفهم وأنهم نصابون يحصلون أموال التبرعات ليسكنوا الفيلات ويركبوا السيارات الفارهة، بما لديهم من تخلف فكرى وفهم خاطئ للشرعية الإسلامية، مشيراً إلى أن صراعها مع الدولة عطل التنمية وأحدث انقساماً فى المجتمع، هذا ما فعلته جماعة الإخوان فى مصر.
ما فقه الإسلام السياسى وكيف تتعامل معه جماعة الإخوان؟
- فقه الإسلام السياسى فقه مستنير للغاية وهو يتحدث عن مواصفات الحاكم والعلاقة بينه وبين المحكومين ولكن الجماعة بدأت فيه من نقطة خطأ وهو أن الموجود فى الدول الإسلامية خارج إطار الإسلام وأن القائمين عليه أقرب إلى الجاهلية والكفر، وهذا توصيف خطأ ترتب عليه وجود عداء بين الأنظمة التى تحترم الإسلام، وإن كان يوجد بعض المخالفات ولكنها لا تقربهم إلى دائرة التكفير والفسق، وهذا سبب أن الحركات الإسلامية والإخوان قليلة الفقه وسطحية الأخذ وتتجنب الحقيقة وتستخدم هذه الألفاظ لتجريح الطرف الآخر والهجوم عليه، ولهذا نتحداهم جميعاً إذا كانوا يرون مخالفات فى الشريعة فيحددوها حتى يعاد النظر فيها.
إذن الشريعة الإسلامية مطبقة فى مصر؟
- نعم ومصر دولة إسلامية من حيث الواقع حيث تقام الصلوات والزكاة والمعاملات ومعظم الشعائر، كما أن دراسة القوانين الوضعية تدل دلالة واضحة أنها مرتبطة بالشريعة الإسلامية فى كل شىء حتى لو كان المشرع مسيحياً فإنه يراعى أنه يشرع لأمة إسلامية، ولكن الحركات الإسلامية أصبحت ممارستها صدامية وغير منطقية وتفسد أكثر مما تصلح لأنهم يستخدمون ألفاظاً كبيرة لا تشغل المصريين كثيراً مثل الليبرالية والاشتراكية وفقه الإسلام السياسى وما يسأل عنه المصريون هو حلال أم حرام فقط لا غير.
ولكنهم يعترضون على بيع الخمور وفوائد البنوك وعدم إقامة الحدود الإسلامية؟
- هذه موضوعات ضيقة للغاية والقوانين قامت بتنظيمها بعضها قديم وبعضها جاء لتواجد بعض التجمعات غير المسلمة يسمح لها بشرب الخمور، والبنوك الأزهر الشريف أوضح الغث من السمين وأكد أن البنوك تحترم الشريعة، أما قانون الزنا فالفقه الإسلامى يدرك أن إثبات الجريمة من المستحيلات إلا بالاعتراف.
فهم خاطئ
لماذا يقدمون الهوية الدينية على الهوية المصرية؟
- هم لا يريدون أن يفهموا أن الدين أطلق حريات الناس وأن الله سبحانه وتعالى خيَّر الناس بين الإيمان والكفر، أما الحياة فى وطن واحد بين مسلمين ومسيحيين ويهود أو أى ملة أخرى واعتناقه أى مذهب من المذاهب يكون الحاكم بينهم هو القانون العام للدولة وهذا ليس بدعة ولا يجب أن يقولوا لابد من تطبيق الشريعة الإسلامية على الجميع هذا خطأ، والأفضل هو تطبيق القانون الذى يراعى أن هناك عقائد عدة فلا يكلف الناس بما يخالف عقائدهم، وإنما الزعم بالهويات والصراع بينها سببه التخلف الفكرى والسياسى والفهم الخاطئ للشريعة الإسلامية، ومصدر خطورة على المجتمع لأن الحروب التى تدور فى بلادنا منشأها هذا الفكر الضال وأعداؤنا الذين يديرون الحروب فى بلادنا يعتمدون اعتماداً كلياً على هذه النزعات العرقية والطائفية والمذهبية برعاية الصهيوأمريكية والمستخدم فيها جميع المغفلين الذين يحملون لافتات إسلامية أو مسيحية أو غيرها لتقسيم الوطن وإدخاله فى حروب داخلية تسمح بالتوسع الصهيونى الأمريكى فى المنطقة.
هل يمثل مشروع دولة الخلافة خطراً على الوطن؟
- الممارسات الإخوانية على الأرض تؤكد أنهم يسيرون عكس ما يتخيلون لأن الخلافة تتطلب توحيداً للعالم الإسلامى، لكن الواقع يكشف عن تقسيم على أساس المذهب والدين والعرق وهذا ما تمارسه جماعة الإخوان، فكيف لها أن تدعى أنها تريد توحيد المسلمين، وهناك استهداف لمؤسسات الدولة وحينها ستتحول إلى غابة بفضل الممارسات التى يمارسها التنظيم السرى للإخوان مع الجماعات التى تساندهم وبهذا هم يريدون إسقاط دولة القانون وحينها لا يمكن أن يتولد عنها خلافة أو اتحاد.. مع أنهم يفهمون الخلافة خطأ لأنها كانت عملية تنسيق بسيطة بين الدول الإسلامية، ولم يكن يمثل الخليفة فى الدول إلا فرد أو اثنان ويطلق عليه الأمير والإدارات الداخلية للدولة شخص السكان الدولة.
إذن ماذا يعنى مشروع الخلافة فى فكر جماعة الإخوان؟
- قد يكون هناك ادعاء كاذب، والحقيقة لا يوجد مشروع إخوانى إنما يوجد مصلحة متداولة بين مجموعة بشرية مختلفة هى التى جعلت كثيرين ممن يكرهون دولة القانون أن يتوافقوا مع الإخوان فى استهداف الدولة المصرية لإسقاطها، وعندما نحلل الحرب الدائرة ضد الدولة المصرية الآن نجد أن المظاهرات التى تستخدم العنف، والإرهاب فى سيناء نسبة الإخوان بها 20٪ فقط أما ال80٪ الباقية هى مافيا أخرى لتهريب السلاح أو تجارة المخدرات وبعضهم يريد أن تظل الأنفاق كأبواب مفتوحة على المجهول تدخل منها وتخرج كيف شاءت وهؤلاء جميعاً لهم مصلحة فى معاداة دولة القانون ولكن من العيب والعار أن يتفق جماعة الإخوان مع هؤلاء فى استهداف الدولة تحت لافتة إسلامية أو إخوانية فالإسلام يرفض هذا، وبالتالى ينطبق على من يدير هذه الحرب من الإخوان مقولة «البنا» القديمة ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين وأرى أن الدائرة تعود بالجماعة مرة ثانية إلى الخلف.
تفتيت الأسرة
الولاء والبراء أصل فى الشريعة فكيف استخدمته الجماعة؟
- مبدأ الولاء والبراء الذى تسوق له الجماعات الإرهابية وفى مقدمتها جماعة الإخوان أحدث تشققات واضحة فى المجتمع المصرى، وعلى المستوى الأسرى لنا أن نتخيل أثر المفاجأة وأن يكتشف الأب أن ابنه عضو فى منظمة إرهابية تمثل خطورة على حياته دون علمه، إذن هم سرقوا الأبناء من آبائهم، أو ماذا يفعل عندما يكتشف أى زوج أن زوجته عضوة فى هذه الجماعة؟
إذن هم سرقوا الزوجات أيضاً، مع أن الفقه الإسلامى يمنع أن يتصرف الولد دون مشورة أبيه حتى لو كان عاقلاً وقال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «أنت ومالك لأبيك».. ومن هو الأب الذى لا يريد الخير إلى أبنائه؟ ومن هو الزوج الذى لا يريد الحفاظ على زوجته؟ ومع هذا نجد أن هذه الجماعة تشدد على أعضائها الحفاظ على السرية ولهذا عليهم أن يكذبوا على آبائهم وأزواجهم، هنا تتفتت الأسرة ويخسر الأب ابنه، ويفقد الابن مشورة الأسرة، وهذا انعكس على المجتمع الذى أصبح متشققاً ومنقسماً ومشتتاً بسبب هذه الجماعة والتنظيمات الإسلامية الأخرى، وأحدثوا فتنة فى الأسرة الواحدة وأصبح العراك بين الأخ وأخيه والابن وأبيه.
وماذا عن نظرة الإخوان إلى الأقباط؟
- أولاً.. لابد أن ننظر إلى تاريخ حركة الإخوان لنرى التغيرات التى طرأت عليها، لأن الإخوان لم يسيروا على نسق واحد على مدار التاريخ لوجود تغيرات سلبية أو إيجابية فى الفكر والسلوك، ولكن من حظ مصر أن الإدارة الحالية لجماعة الإخوان إدارة سلبية 100٪ ومع أن العلاقة بين الإخوان والمسيحيين علاقة جيدة خاصة فى عهد عمر التلمسانى وكان يسارع بإطفاء الحرائق التى تحدث فى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.. ولكن حالياً وجدنا حتى حزب الحرية والعدالة الذى أقاموه جاءوا فيه بأحد المسيحيين د. رفيق حبيب وهذا المسيحى له صراعات شديدة مع باقى الطوائف المسيحية إذن هو شخص غير مرغوب فيه بين كثير من المسيحيين، ولهذا كانت العملية مجرد تشكيل ولم يكن إيماناً حقيقياً بالوحدة الوطنية، إنما كان استيفاء قانونياً لإنشاء الحزب، ثم كان هناك تضليل فى القول إنهم لا يكرهون المسيحيين، ولكن الممارسة وما حدث أثناء ثورة 25 يناير وفيما بعدها وحتى أثناء حكم محمد مرسى وبعد ثورة 30 يونية أكدت وجود استهداف للمسيحيين والهجوم عليهم وعلى كنائسهم، مع أن هذه الأحداث كانت قديمة مع الجماعات الإسلامية فى السبعينيات عندما كانت تسرق محال الذهب للمسيحيين بالقتل والنهب بحجة أنها للجهاد وأى جهاد هذا الذى يتم على مال مسروق؟ ولم تكن الجماعات الإسلامية تحترم المسيحيين ولا عملهم ولا حياتهم ولكن بالنسبة للإخوان فهذا اكتشاف جديد كشف ما هو فى النفوس، وما كان يغطى ويدارى بالكلام السياسى، ولهذا كان من الطبيعى أن نرى فرحة المسيحيين بثورة 30 يونية التى أطاحت بحكم الإخوان بعد أن فكر كثير منهم أن يهاجر من مصر بسببهم.
ما أثر الانغلاق الفكرى داخل الجماعة على الأعضاء؟
- الإشكالية أن هذا الانغلاق والتقوقع سببه أمران أولهما أن أعضاء الإخوان يجلسون فقط مع بعضهم مثلاً لو يوجد (30) فرد فى الحى يجتمعون سراً فى حجرة واحدة لا تتسع لأحذيتهم فيزدحم المكان بهم، وبالتالى شعروا دائماً بأنهم كثرة مع أنهم عندما يخرجون إلى الشارع يذوبون بين المجتمع، وهذا ولد تخيلاً كاذباً بالقوة، دونما أى قدرة على تقدير الواقع، وهذا العيب فى الجماعة وفى قيادتها ذاتها وهو سوء تقدير الواقع والخطأ فى وأن القوة التى تتعامل مع المجتمع.
قوة لا تغلب
وما أثر ذلك الانغلاق على الجماعة عندما تولت السلطة؟
- عندما تولت الجماعة السلطة لم ير محمد مرسى فى مصر رجالاً قادرين على القيام بشئون الدولة إلا فى جماعته لأنه تربى على هذا، فرجاله هم القادرون والمتفوقون والمقاتلون فقط، حتى اعتصام رابعة بنى على هذه المشاعر ورأوا أنفسهم 100 ألف فى الميدان فمن سيهزمهم وهم كثرة؟، ولم يفكروا أنه يوجد جيش وشرطة وجنود مدربة وشعب وبهذا المنطق للأسف وجدنا فى رابعة أستاذاً جامعياً يضع حلة على رأسه وفى يده عصا ليحارب بها الجيش المصرى، فهم أصبحوا لا يرون الواقع ولو نظروا خلفهم لرأوا قوة لا تغلب تتمثل فى القوات المسلحة.
هذا التقوقع لم يجعلهم يبدعوا فى أى ملف من الملفات الوطنية؟
- نعم.. وهذا هو المأزق الثانى فلم يكن لديهم أى إبداع جديد يتعلق بملفات الوطن المصرى ككل لأنهم لا يدركونها مثل مشاكلنا الزراعية والصحية والتعليم والبحث العلمى لأنهم لم ينفتحوا على المجتمع ولم يدرسوا هذه الملفات ويشاركوا فيها، كان يمكن أن تستوعب مؤسسات الدولة كل الإخوان ليمارسوا العمل داخل المؤسسات، ولكن موقفهم العدائى من الدولة ومؤسساتها حرمهم من الاستفادة من الخبرات، وشيخهم «أبو الأعلى المودودى»، قال: تخيل لو أن تلميذاً لم يحضر الامتحان هل يكون له درجات؟ وهم غابوا عن الدولة فكيف يكون لهم خبرة وكفاءة وظهر فشلهم بعد وصولهم إلى السلطة.
وكيف تعامل الإخوان مع مؤسسات الدولة بعد وصولهم إلى السلطة؟
- هم جاءوا إلى السلطة ووجدوا الشريعة مطبقة ولم يوجد شىء يضيفوه ففعلوا عكس ما تقوله الشريعة، مثلاً الشريعة ترفع من قيمة القضاء وتعليه، والرسول تحدث عن القضاة كثيراً بالاحترام والتعليم ولكن بعد مجىء مرسى أول ما فعله هو حصاره المحكمة الدستورية العليا وهذا مخالف للشريعة الإسلامية لأن القضاء يحترم، ثم احترام المؤسسات واجبة، والنبى صلى الله عليه وسلم كان يشجع التخصصات فى التجارة والزراعة أو القتال لأن الإسلام يبنى الدولة على أساس خبرات الأفراد التى بها ودولة المؤسسات هى دولة إسلامية من ناحية الشكل لكن الإخوان تصوروا أنهم يستطيعون وحدهم فعل كل شىء، لذلك لم يحترموا القضاء أو الإعلام أو مؤسسات الأزهر أو القوات المسلحة والشرطة وهم بهذا أهدروا قيمة المهن.
انقسام المجتمع
كيف ألبسوا دعوة الحق إلى الله لباس الباطل؟
- هذا حدث تلقائياً نتيجة الجهل بالدين والإخوان فاشلون فى الدين والسياسة وهذه حقيقة لأن الدين يتطلب نوعاً من الدراسة التخصصية، ولكنهم مارسوا الدعوة الإسلامية دون دراسة فأفسدوا أكثر مما أصلحوا لأنهم حكموا الهوى، وأفتوا بغير علم، ثم جاءت الممارسات مخالفة لقواعد كثيرة فى الدين وهذا ترتب عليه تفتيت الأسرة وانقسام المجتمع لأن الدين يعطى كل ذى حق حقه، وهم تعاملوا بالفوضى وليس بالدراسة.
ألا ترى أن سيد قطب كاتب تكفيرى؟
- سيد قطب متشدد فى آرائه الفقهية وأفتى فى مسائل بغير دراسة مثله مثل باقى الإخوان وهو رجل أديب وما كتبه يوزن فى إطار الأدب وليس فى إطار الفتوى، إذن هو لا يهم المسلمين فى شىء لأنه لا عالم ولا فقيه له وجهات نظر عبر عنها بلغة غير منضبطة ومن يراها تدعو للتكفير فهو حر ومن لا يراها تكفيراً كذلك فهو حر والجاهلية لفظ أدبى أكثر منه حكم فقهى، ولكن للأسف الشديد أن الجهال الذين أخذوا من كتبه استندوا عليها لتبرير أفعالهم الخاطئة.
وماذا عن حسن النبا؟
- حسن البنا هو الأشد خطراً لأنه اعتبر نفسه منظراً للدين وأميراً للجماعة إماماً اجتمع بعض الناس على رأيه وفكره، ولم يكن داعياً أو مخيراً بل ناداهم بالسمع والطاعة فأخطأ الخطأ الكبير، وكان يرتب عقوبات أدبية ومعنوية على المخالفين له ويصفهم بالخيانة والردة ولهذا أصبح من حوله لا يتكلمون بالحقيقة حتى لا يفرموا.
ومصطفى مشهور حذر أعضاء الجماعة أن يوسوس لهم الشيطان بأن القيادة تخطئ؟
- الحاج مشهور نسخة أصلية لأعضاء التنظيم السرى القديم ذى الطبيعة العسكرية أكثر منه دينية وبالتالى أعضاؤه يعاملون بالقسوة والشدة طلباً للسرية والتكتم والسمع والطاعة، وهذه الحرمة فى حرمة الأهداف التى كانوا يعملون من أجلها كهدم دولة القانون والهجوم عليها بناء على حكم فقهى يعلن أحياناً ويخفى أحياناً بأنها دولة كافرة، وهذه إشكالية التنظيم تحت الأرض لأنهم يدرسون أفكاراً تؤهلهم للتعامل مع الدولة بكل ما فيها من شعب وحكومة ومؤسسات وهذه الأفكار منتقاة لتنتهى أن هذا الكيان كافر وبالتالى يبيحون لأنفسهم الهجوم عليه بهذه الأفكار الشيطانية.
وماذا فعلت هذه الأفكار فى مصر؟
- أوجدت شقاً اجتماعياً كبيراً بين جزء من المصريين أسموه جماعة الإخوان وبين أكثر من 90٪ من المجتمع غير المنضم لهذه الجماعة وترتب على هذا الشقاق تعطيل مباشر لكافة برامج التنمية بسبب صراعهم ضد الدولة.
قوانين مقيدة
على أى أساس يعتمد فكر جماعة الإخوان؟
- اعتمد أساساً على ما يقوله حسن البنا والإخوان قليلو القراءة جداً ولا يخرجون عن إطار الأمير حتى فى الأسرة الإخوانية نجد العيل وهو لفظ صحيح بمعنى الكلمة الذى يدير الأسرة يجلس بين الخمسة أعضاء كأنه الحاكم بأمر الله ولا يسمح لأحدهم أن يقول رأيه فى هذا الإطار تعلقوا على فكر واحد ووجهة نظر واحدة بينما الفقه الإسلامى أوسع من هذا بكثير لأن الإسلام فى طبيعته أوجد القوانين المقيدة قليلة جداً وآيات الأحكام فى القرآن لا تزيد على 150 آية وباقى الآيات القرآنية تدعو للفصائل والحض على العلم والمعرفة.
إلى أى مدى أضرت جماعة الإخوان بالحركة الإسلامية؟
- الحركة الإسلامية حالت بين المجتمع المصرى وبين التقدم والحداثة وشغلنا أنصارها بأشياء مثل اللبس والذقن ونقاب الزوجة مع أن الإسلام منظم للحياة وهم شغلوا الناس عن برامج التنمية التى حض عليها الإسلام مما جعل مصر أم الحضارة دولة من دول العالم الثالث، أما جماعة الإخوان، وعلى مدار التاريخ المعاصر منذ الأربعينيات وحتى اليوم أعضاء هذه الجماعة يؤمنون بأن دماءهم أنقى من غيرهم وأن عقولهم أذكى وأن قدراتهم التنظيمية أكثر دقة وبراعة لذا تكثر مؤامراتهم بالإثم والعدوان هذه المجموعة كثيراً ما تضر البشر المتحضر بأن ما لم يأخذوا حذرهم، ويهدموا المجتمعات ويثيروا الفتن ويوجهوا لمخالفيهم فى الرأى طعنات قاتلة.
هل تأرجح جماعة الإخوان بين المحافظة والثورية بعد 28 يناير 2011 ساعد على تفجيرها؟
- هى لم تتحول إلى الثورية ولكنها استخدمت نوعاً من الخداع اللفظى لأن الأصول الفكرية لم تتغير لدى الجماعة كلها ورأينا فى الاعتصام رابعة الكل يقف مع بعضه ويساند السياسى والمقاتل والشيخ، وحزب الوسط وطوائف: الإسلام السياسى، إذن منصة «رابعة» أثبتت أن الجميع فكر واحد أساسه مخالفة دولة القانون التى هى أهم شىء فى حياتنا، ومحاولة جماعة الإخوان إشاعة حالة الفوضى والانتصار لمفهوم الخلافة بعدم وجود انتخابات أو قانون لكن يوجد الحاكم بأمر الله وكل ما صنعناه من تقدم كانوا يريدون القضاء عليه، وهم قد يستخدمون الديمقراطية مرة واحدة لكى يصلوا إلى السلطة لكن فى النهاية قالوا الرئيس جاء بالانتخاب وعزله دونها الرقاب، وعندما تخاصم مرسى مع الشعب استدعى المزارعين من المحافظات لكى يضربوا الناس حول القصر الجمهورى، هذا الأداء يدل على التخلف فى الفكر وسوء النظر إلى معنى الدولة، وهل يتصور أحد أن هذا البناء الذى استمر 70 سنة ينتج هذه الشخصيات فى السياسة؟ وهل هذه أفراد تصلح لقيادة دولاً ومجتمعات؟
هل التنظيم السرى له دور فى عرقلة هذا الفهم للدولة المدنية؟
- نعم.. لأن التنظيم السرى مازال يعتبر الدولة المدنية علمانية بمعنى كافرة ومتنكرة للشريعة الإسلامية، وللأسف الشديد أن الثقافة السطحية والجهل المطبق بالقوانين المعمول بها فى البلاد يجعل الغالبية العظمى من الشباب البسطاء يصدقون هذا الزعم ويبنون حركتهم على أساسه، كما أن أجواء السرية المقيتة والعمل فى إطار من الخوف والتربص والتلفت والارتعاش يعمق تلك المفاهيم وفى هذه البيئة الكئيبة وحدها يجد السريون متعتهم ويمارسون تضليلهم للبسطاء، والشواهد التاريخية تؤكد أن الجماعة تحت قيادة التنظيم السرى لم تعرف طبيعة العلاقة بين الجماعة وبين الدولة.
ما أثر جماعة الإخوان فى الواقع الثقافى فى مصر؟
- الثقافة تحتاج إلى انفتاح على أفكار الآخرين والجماعة تفعل عكس هذا وتحبس العضو إذا خالف أفكارها وتقول له عن أعمال الآخرين: هذا علم لا ينفع وتركه لا يضر والله سيحاسبك على أنك تكون مسلماً فهل يكون هناك مسلم عاطل مثل أمراء الجماعات لا يعملون لأنهم نصابون يحصلون على أموال التبرعات ويبنون بها الفيلات ويركبون السيارات ويقولون هكذا يجب أن يكون الأمير والإخوان أضروا بالثقافة عندما ضيقوا على الأفراد فى الجماعة كى لا يطلعوا على أفكار الآخرين فتلاشت الثقافة من الجماعة وأصبحوا يفكرون فى اتجاه واحد فقط، وظهروا دون رؤية أو استراتيجية أو حوار، وكل الفخاخ التى وقعوا فيها كان يمكن أن يتلاشوها لو كان لديهم قدرة من الثقافة والمرونة، ولكنهم اعتادوا على تلقى الأوامر وتنفيذها دون التفكير فيها أو التدبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.