إذا كان مصحف فاطمة عليها السلام ليس فيه آية من القرآن، وإنما كلاما أوحى الله به لها عن طريق جبريل، أو أنه من إملاء الرسول عليه الصلاة والسلام، فما هى نوعية هذا الكلام؟، ما الذي يتناوله هذا المصحف؟، وما الذى يتحدث عنه؟، ما هو الخطاب الذى يتضمنه المصحف؟ ذكر ابن بابويه القمي(ت 329 ه) فى الإمامة والتبصرة، أن فضيل بن سكرة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقال لى: يا فضيل، أتدري في أي شيء كنت أنظر قبل؟ قلت: لا. قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام، فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئا»، وقد روي في العلل (1 / 207) عن (الحسين بن سعيد) بسنده، ونقله في البحار (25 / 259). وروى الصفار في البصائر (ص 169) باختلاف بسيط عن (الحسين بن سعيد) بسنده، ونقله في البحار (26 / 155) و(47 / 272)، وروى الكليني في الكافي(1 / 242) عن (الحسين بن سعيد) مثله باختلاف بسيط. وفى رواية عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: .. ولكن فيه علم ما يكون، وفى رواية ثالثة عن الحسين ابن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: .. وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة، ونصف الجلدة، وربع الجلدة وأرش الخدش، وفى رواية رابعة عن أبي عبيدة قال: سئل أبو عبدالله عليه السلام فقال: .. وان جبرائيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها .. ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام، وفى رواية خامسة(بحار الأنوار وبصائر الدرجات) عن الوليد بن صبيح قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ياوليد إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام فلم أجد لبني فلان فيه إلا كغبار النعل، وفى رواية سادسة عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام: ... سكت ساعة ثم قال : إن عندنا لعلم ما كان وما كائن إلى أن تقوم الساعة ، قال : قلت : جعلت فداك هذا هو والله العلم ، قال : إنه لعلم وما هو بذاك قال : قلت : جعلت فداك فأي شىء هو العلم ؟ قال ما يحدث بالليل والنهار الامر بعد الامر والشىء بعد الشىء إلى يوم القيامة»، وفى رواية سابعة( من كتاب دلائل الإمامة ) عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن مصحف فاطمة (صلوات الله عليها)، فقال: انزل عليها بعد موت أبيها.. قلت: جعلت فداك، فما فيه؟ قال: فيه خبر ما كان، وخبر ما يكون إلى يوم القيامة، وفيه خبر سماء سماء، وعدد ما في سماء سماء من الملائكة، وغير ذلك، وعدد كل من خلق الله مرسلا وغير مرسل، وأسماؤهم، وأسماء الذين أرسلوا إليهم، وأسماء من كذب ومن أجاب منهم، وفيه أسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين، من الأولين والآخرين، وأسماء البلدان، كل بلد في شرق الأرض وغربها، وعدد ما فيها من المؤمنين، وعدد ما فيها من الكافرين، وصفة كل من كذب، وصفة القرون الأولى وقصصهم، ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم، وفيه أسماء الأئمة وصفتهم، وما يملك واحدا واحدا، وفيه صفة كراتهم، وفيه صفة جميع من تردد في الأدوار من الأولين والآخرين. قلت: جعلت فداك وكم الأدوار؟ قال: خمسون ألف عام، وهي سبعة أدوار، وفيه أسماء جميع من خلق الله من الأولين والآخرين وآجالهم، وصفة أهل الجنة، وعدد من يدخلها، وعدد من يدخل النار، وأسماء هؤلاء وأسماء هؤلاء، وفيه علم القرآن كما أنزل، وعلم التوراة كما أنزلت، وعلم الإنجيل، والزبور، وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد. فقلت: إن هذا العلم كثير! وفى رواية أخيرة عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام.. فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام».